الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهناك مجموعة أخرى من كتب الأبنية الخاصة بالأسماء تناولت موضوع التذكير والتأنيث، وأهم من ألف كتبًا بعنوات المذكر والمؤنث: الفراء، ت 207هـ، وأبو حاتم السجستاني، ت 255هـ، والمبرد، ت 285هـ، والمفضل بن سلمة، ت بعد 290هـ، والأنباري، ت 328هـ، والتستري، ت بعد 360هـ، وابن جني، ت 292 هـ، وابن فارس، ت 395هـ، وابن الأنباري ت 577هـ.
وقد خصصت كتب التثقيف اللغوي ولحن العامة فصولا للأبنية الصرفية للأفعال والأسماء واهتمت ببيان الأبنية في الفصحى ومدى اختلاف اللهجات العربية عن الفصحى من هذا الجانب.
8-
كتب التثقيف اللغوي ولحن العامة:
بدأ الاهتمام بتأليف الكتب اللغوية الهادفة إلى تعليم الفصحى والابتعاد عن التأثيرات العامية في الاستخدام اللغوي في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة1. كان اللغويون قد اعتبروا اللهجات صورًا فاسدة من الاستخدام اللغوي، فسجلوا بعض ظواهر اللهجات لبيان خطئها وأشاروا إلى ما ينبغي أن يقال بدلا منها في الفصحى، ولكن البحث اللغوي الحديث يتناول تراث لحن العامة والتثقيف اللغوي باعتباره من مصادر التاريخ اللغوي.
وهناك مجموعة من الكتب التي ألفت في العراق من القرن الثاني إلى القرن السادس الهجري وتدخل في هذا الإطار. وأهم هذه الكتب: ما تلحن فيه
1 حول التطور الدلالي لكلمة لحن، انظر:
العربية ليوهان فك، ترجمة: عبد الحليم النجار 235 - 246 القاهرة 1951.
لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة لعبد العزيز مطر.
لحن العامة والتطور اللغوي لرمضان عبد التواب 9-33، القاهرة 1967.
العامة" للكسائي، ت 189هـ، و"إصلاح المنطق" لابن السكيت، ت 244هـ، و"أدب الكاتب" لابن قيبة، ت 276هـ، ودرة الغواص للحريري، ت 516هـ، والتكملة للجواليقي، ت 539هـ، و"تقويم اللسان" لابن الجوزي، ت 579هـ. ويرجع قسم كبير من المادة المسجلة في كل كتاب من هذه الكتب إلى مؤلف كل كتاب منها، ولذا يمكن التعرف منها على جوانب الاستخدام اللغوي في جنوب العراق من القرن الثاني حتى القرن السادس الهجري.
وقد وصلت إلينا من المغرب والأندلس وصقلية مجموعة كتب في لحن العامة والتثقيف وأقدم هذه الكتب "لحن العوام" لأبي بكر الزبيدي، ت 379هـ، وهو كتاب أندلسي ولكن أكبر هذه الكتب هو كتاب "تثقيف اللسان" لابن مكي الصقلي، ت 501 هـ، الذي يصور لهجة صقلية العربية آنذاك وقد وصل من تونس كتاب بعنوان "الجمانة في إزالة الرطانة" منسوبًا لابن الإمام، ت بعد 827هـ،
وأما مصر والشام فلا نعرف عنهما كتبًا في لحن العامة والثقيف اللغوي إلا من القرنين التاسع والعاشر للهجرة، فكتب ابن الحنبلي، ت 971هـ، قد تكون المصدر الوحيد للتعرف على لهجة الشام في العصر الإسلامي ولا تزال أكثر هذه الكتب مخطوطة1. والأثر المصري الوحيد الذي وصل إلينا في لحن العامة هو كتاب "دفع الأصر عن كلام أهل مصر" ليوسف المغربي، ت 1019هـ، وقد حاول ابن الحنبلي والمغربي أن يبحثا جوانب من لهجة الشام ومصر بهدف إثبات عروبتها والدفاع عنها، وبذلك تختلف هذه الكتب عن مجموعة كتب لحن العامة المؤلفة في العراق والأندلس.
1 المرجع السابق ص293 وما بعدها.