الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حروف عبرت عند الفينيقيين عن أصوات الحلق وأصبحت بالنسبة لليونان دون فائدة، وهنا أدخل اليونان تجديدا منهجيا على الخط بأن استخدموا مجموعة الحروف المذكورة للدلالة على الحركات في سياق الكلمة، ويعد هذا التجديد مرحلة مهمة من تاريخ الخط بصفة عامة، وقد حدث في الكتابة اليونانية تعديل آخر جعلها تختلف عن الكتابة الفينيقية، فقد جعل اليونان اتجاه الكتابة من اليسار إلى اليمن، بعد أن كانت بخلاف ذلك عند الفينيقيين، وهذان التعديلان -تدوين الحركات وتعديل اتجاه الكتابة- ظلا سمتين أساسيتين في كل الخطوط المأخذوة عن الخط اليوناني، وأهمها الخط الكريلي الذي انتشر مع انتشار المسيحية الأرثوذكسية في شرق أوربا، والخط الروماني الذي انتشر مع الكاثوليكية في غرب أوربا. وبذلك كان للأجريتيين ثم للفينيقيين دور كبير في تبسيط نظام الكتابة، وهو ما أتاح تحول المعرفة الإنسانية إلى ظاهرة ذات بعد اجتماعي عريض.
اللهجات الكنعانية الجنوبية:
أقدم ما وصل إلينا بالكنعانية الجنوبية مجموعة هوامش مدونة على رسائل أكادية أرسلها بعض أمراء فلسطين إلى حكام مصر، وترجع هذه النصوص إلى عهد أمنحتب الثالث 1413-1377 ق. م وأمنحتب الرابع "إخناتون" 1377-1358 ق. م، وتعد لغة هذه الهوامش صورة قديمة من اللهجات الكنعانية الجنوبية1.
وهناك نقش يعرف باسم الملك ميشع، ويعبر عن لهجة خاصة به تختلف في بعض الخصائص عن الفينيقية، كما تختلف في خصائص أخرى عن العبرية2
1 meyer، hebraische grammatik I.
2 انظر حول نقش الملك ميشع كتاب: h. donner w. rollling، kanaanaische und
aramaische inschriften. wiesbaden، 1946، 1/ 33.