الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومعنى هذا أن دراسة تطور النظام الصوتي للعربية الفصحى هي دراسة صوتية تاريخية. وتطور الأبنية الصرفية ووسائل تكوين المفردات في العربية على مدى القرون مما يدخل في الدراسة الصرفية التاريخية وتطور الجملة الشرطية أو جملة الاستفهام في العربية الفصحى مما يدخل في الدراسات النحوية التاريخية والمعاجم التاريخية التي يسجل كل منها تاريخ حياة كل كلمة من كلمات اللغة من أقدم نص جاءت به متتبعًا تطور دلالتها على مر التاريخ - تعد أيضا من علم اللغة التاريخي. فالتاريخ الصوتي والصرفي والنحوي والمعجمي لأية لغة من اللغات يدخل في مجالات البحث اللغوي التاريخي، والنحو التاريخي والمعاجم التاريخية من الأركان الأساسية في علم اللغة التاريخي.
ولا يتناول تاريخ اللغات تطورها البنيوي والمعجمي فحسب، بل يبحث أيضًا تطورها وحياتها في المجتمع، فقضية انتشار لغة من اللغات والظروف التي مهدت لذلك وأثر ذلك في بنية اللغة تعد من موضوعات علم اللغة التاريخي، وارتباط اللغة بوظيفتها أو بوظائفها المختلفة في الجماعة اللغوية يؤثر بالضرورة في حياة اللغة. فهناك فرق كبير بين أن تكون اللغة لغة جماعة محدودة، أو أن تكون اللغة الرسمية في دولة عظمى، أو أن تكون لغة حضارة دولية. ودراسة مستويات الاستخدام اللغوي المختلفة في حياة كل لغة وأثر ذلك في بنيتها وأهميتها الحضارية ومكانتها بين اللغات مما يدخل في إطار علم اللغة التاريخي.
5-
علم اللغة التقابلي
Contrastive Liguistics:
يقوم تعليم اللغات في رأي الباحثين المعاصرين على عدة أسس من أهمها ما يطلق عليه علم اللغة التقابلي1 وموضوع البحث في علم اللغة التقابلي-
1 اهتمت الجامعات الأمريكية أول الأمر ثم الجامعات الأوربية بعد ذلك بالدراسات التقابلية بهدف تيسير تعليم اللغات لغير أبنائها، وتهتم مراكز بحوث تعليم اللغات وجمعيات اللغويين في عدة بلاد في العالم أهمها: اليابان وألمانيا، بالدراسات التقابلية وتشغل هذه الدراسات حيزًا كبيرًا في المؤتمرات الدولية لعلم اللغة التطبيقي International Conference of applied Linguistics
والكتاب الوحيد المنشور في مقارنة لهجة عربية مع الفصحى هو بحث صالح الطعمة:
Salih J. AItoma، The Problem of Diaglossia in Arabic، Harvard University Press 1969.
ويقارن اللهجة العراقية باللغة الفصحى.
أحدث مناهج علم اللغة - هو المقابلة بين لغتين اثنتين أو لهجتين اثنتين أو لغة ولهجة أي من مستويين لغويين متعاصرين. ويهدف علم اللغة التقابلي إلى إثبات الفروق بين المستويين، ولذا فهو يعتمد أساسًا على علم اللغة الوصفي. فإذا كان المستويان اللغويان قد وصفا وصفًا دقيقًا بمنهج لغوي واحد أمكن بحثهما بعد ذلك بالمنهج التقابلي. وإثبات الفروق بين المستويين يوضح جوانب الصعوبة في تعليم اللغات، فإذا كان أحد أبناء اللغة الإنجليزية يود تعلم العربية فالصعوبات التي تواجهه ترجع في المقام الأول إلى اختلاف لغته الأم وهي الإنجليزية عن اللغة التي يريد تعلمها وهي العربية. فهناك فروق فردية تجعل بعض الأفراد قادرين على تعلم اللغات الأجنبية أسرع من غيرهم، ولكن علم اللغة التقابلي لا يهتم بهذه الفروق الفردية بل يهتم بالفروق الموضوعية. ولذا فهو يقابل مستويين لغويين اثنين بهدف بحث أوجه الاختلاف بينهما والتعرف على الصعوبات الناجمة عن ذلك. فالصعوبات التي تواجه أبناء اللغة اليابانية في تعلمهم للعربية ليست هي الصعوبات التي تواجه أبناء اللغة الأسبانية في أثناء تعلمهم للعربية. وبالمثل فتعليم اللغات الأجنبية للعرب تختلف صعوباته باختلاف اللغة المنشودة، وهذا مجال علم اللغة التقابلي، أما تحويل هذا إلى برامج تطبيقية مع التوسل بكل الوسائل التعليمية الحديثة فهو موضوع علم اللغة التطبيقي.