الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي حدث بعد ذلك عندما تحولت الثاء في العربية الفحصى إلى تاء في اللهجات العربية في مصر والشام. وفي هذا دليل على قدم الثاء العربية وأنها رغم اختلاف مقابلاتها في اللغات السامية الأخرى تعد امتداد مباشرا للثاء في اللغة السامية الأولى أي قبل الهجرات السامية.
الضاد العربية ومقابلاتها في اللغات السامية:
وصفت العربية بأنها لغة الضاد وكأن الضاد لم تأت إلا في العربية. والواقع أن الضاد من الأصوات التي تشترك فيها العربية الشمالية مع العربية الجنوبية القديمة. ويقابلها في اللغات السامية الشمالية الصاد في العبرية والأكادية، والعين في الآرامية يتضح هذا من المثال التالي1:
وتعد الضاد هنا سمة من سمات العربية الشمالية والعربية الجنوبية. ويرى أكثر الباحثين أن الضاد تمثل الصوت الأقدم في هذه المجموعة، ولكن هناك اختلافا في معرفة كيفية نطق تلك الضاد في اللغة السامية الأولى فضلا عن نطقها العربي القديم الذي لا يزال موضوع خلاف بين الباحثين. ويعد التقابل بين الضاد العربية والعين الآرامية من الظواهر المؤكدة التي يصعب إيجاد تفسير صوتي لها.
وفي كل الأمثلة السابقة لاحظنا وجود ضمة الرفع في الصيغة الأكادية. ويعد الإعراب رفعًا ونصبًا وجرًّا من السمات المشتركة للعربية والأكادية مما
1 انظر Bergatasser، Einfuhurng s.185.