الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مات هذا الرجل فقدنا القمطر وما كان فيه فما سمعنا له خبرًا1. والمقصود بذلك الرجل أحد أصحاب خزائن الكتبة ولا يستطيع الباحث أن يخرج بشيء من هذا الخبر عن جهود أبي الأسود الدؤلي في النحو إن كانت له فيه جهود على الإطلاق.
1 الفهرست لابن النديم ص41.
1-
كتاب سيبويه والنحاة البصريون:
يعد "الكتاب" أو كتاب سيبويه أقدم ما وصل إلينا في النحو العربي. يضم كتاب سيبويه إلى جانب آراء مؤلفه أبي بشر، عمرو بن عثمان جهود نحويين آخرين تقدموا سيبويه، وعرف آراءهم فذكرها في كتابه وهؤلاء النحويين هم:
1-
عبد الله بن إسحق الحضرمي، ت 117هـ.
2-
عيسى بن عمر الثقفي، ت 149هـ.
3 أبو عمرو بن العلاء، ت 154هـ.
4-
الخليل بن أحمد، ت 174هـ.
5-
يونس بن حبيب، ت 183هـ.
وأقدم هؤلاء النحاة عبد الله بن إسحق الحضرمي الذي عده ابن سلام صاحب طبقات الشعراء أول من بعج النحو ومد القياس وشرح العلل1 ولا شك أن أهم هؤلاء الخليل بن أحمد، أستاذ سييبويه وأكثرهم تأثيرًا في فكره العلمي.
وقد حدد كتاب سيبويه لأجيال النحويين على مدى القرون معالم البحث
1 طبقات فحول الشعراء لابن سلام.
وقارن أخبار النحويين للبصريين للسيرافي ص20
النحوي ومنهج معالجة قضايا النحو، وظل فكرهم في إطاره بغض النظر عن اختلافات جزئية بسيطة قامت عليها المدارس النحوية وقد كان كتاب سيبويه منذ تأليفه في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري أساس دراسة النحو في كل أنحاء العالم الإسلامي، قال السيرافي وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله، علمًا عند النحويين. فكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب. فيعلم أنه كتاب سيبويه وقرأ نصف الكتاب، ولا يشك أنه كتاب سيبويه1 والمتتبع لتاريخ النحويين العرب يلاحظ أن الكتاب كان عمدة الدراسة النحوية حتى القرن الثامن الهجري. وكان طلاب العلم يقرءون كتاب سيبويه على نحويين تخصصوا فيه، وعرفوا بإجادتهم له وحسن تدريسهم له.
كان الأخفش سعيد بن مسعدة، ت 221هـ، أول من قام بتدريس كتاب سيبويه، يقول السيرافي، الطريق إلى كتاب سيبويه الأخفش، وذلك أن كتاب سيبويه لا نعلم أحدًا قرأه على سيبويه ولا قرأه عليه سيبويه ولكن لما مات سيبويه قرأ الكتاب على أبي الحسن الأخفش، وكان ممن قرأه، أبو عمر الجرمي صالح بن إسحق. وأبو عثمان المازني بكر بن محمد، وغيرهما2. وبذلك كان تلاميذ الأخفش أول مجموعة من النحاة تتلمذت على كتاب سيبويه، وكان لكل واحد منهم اهتمام خاص بالكتاب. اهتم أبو عمر الجرمي، ت 225هـ، بدراسة الأبنية الصرفية التي وردت في كتاب سيبويه، وصنف في ذلك كتبًا كثيرة لا نعرف إلا أسماءها، كما ألف أيضا في "تفسير غريب سيبويه" وكتابًا آخر بعنوان "الفرخ"، أي فرخ كتاب سيببويه، لم يبق أي كتاب من كتب الجرمي، ولكنها كانت من أهم المصادر التي اعتمدت عليها شروح سيبويه التالية. أما أبو إسحق الزيادي، ت 249هـ، فهو أول من ألف
1 طبقات النحويين للسيرافي ص 39.
2 طبقات النحويين للسيرافي ص 39.
كتابًا بعنوان "شرح كتاب سيبويه" ولم يبق من هذا الكتاب إلا بعض النقول في الكتب التي نقلت عنه.
ويعد كتاب التصريف للمازني الكتاب الثاني الذي وصل إلينا في النحو العربي بعد كتاب سيبويه. لقد تتلمذ أبو عثمان المازني، ت 248هـ، على الأخفش، وقرأ عليه كتاب سيبويه، واهتم أيضا بالأبنية الصرفية كما فعل زميله الجرمي وقد وصل كتاب التصريف للمازني مشروحًا بقلم أبي الفتح عثمان بن جني، ت 392هـ، وكتاب التصريف أقدم كتاب مستقل وصل إلينا حول الأبنية الصرفية.
يتفق مؤلفو كتب الطبقات على أن أبا العباس محمد بن يزيد المبرد، ت 285هـ، أهم نحاة المدرسة البصرية في القرن الثالث الهجري، لقد ألف المبرد مجموعة كبيرة من الكتب اللغوية بالمعنى الشامل، ولكن أهمها هو كتاب "المقتضب" وهو كتاب شامل يضم كل الجوانب النحوية والصرفية والصوتية التي تناولها كتاب سيبويه وهذا الكتاب هو الكتاب الثاني بعد كتاب سيبويه في تناوله لكل هذه الجوانب، وهناك قضايا نحوية ولغوية كثيرة تناولها المبرد في كتبه الأخرى وخصوصا في كتابه الكامل وفضلا عن الكتب التي وصلت إلينا للمبرد فله كتاب آخر مفقود ذكرته كتب الطبقات والتراجم باسم "الرد على سيبويه" ويعني تأليف المبرد لكتاب بهذا العنوان عدم اتفاقه -وهو البصري- مع كبير نحاة البصرة سيبويه. أي أن وحدة المدرسة البصرية أمر نسبي، وقد أدى اختلاف وجهات نظر المبرد عن سيبويه في بعض المسائل إلى ظهور كتاب في الدفاع عن سيبويه والرد على المبرد، وهو كتاب "الانتصار لسيبويه من المبرد" للنحوي المصري ابن ولاد، ت 332هـ1.
وقد درس على المبرد عدد كبير من النحويين المبرزين الذين كان لهم أثر
1 كتاب الانتصار لسيبويه من المبرد لابن ولاد، يوجد مخطوطًا في: دار الكتب بالقاهرة، مخطوط 705 نحو تيمور.