الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وارتعت له ارتياعًا، ويقال: رجل رائع وامرأة رائعة إذا كانا يروعانك من جمالهما إذا فاجأتهما بالنظر، وانظر البيت رقم -17 - من معلقة طرفة. حمولة: انظر البيت رقم -79 - من معلقة طرفة. أهلها: انظر البيت -8 - وسط: انظر البيت رقم -35 - من معلقة لبيد رضي الله عنه. الديار: انظر البيت رقم -2 - من معلقة زهير. تسف: بفتح السين تأكل، يقال: سففت الدواء وغيره أسفه. الخمخم: بقلة لها حب أسود إذا أكلته الإبل والغنم قلت ألبانها وتغيرت، وإنما يصف أنها تأكل هذا لأنها لم تجد غيره، وروى أبو جعفر وغيره (حب الحمحم) بالحاء، وقال: هو آخر ما يبس من النبت وهو الذي راعه، لأنه أسرع يبسًا من غيره.
المعنى يقول: إنه أفزعه أكل الإبل حب الخمخم، لأنه لم يبق شيء إلا الرحيل إذا صارت تأكل حب الخمخم، وذلك أنهم كانوا مجتمعين في الربيع، فلما يبس الكلأ ارتحلوا وتفرقوا.
الإعراب. ما: نافية. راعني: فعل ماض، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إلا: حرف حصر. حمولة: فاعل راعني، وهو مضاف وأهلها مضاف إليه، وهما: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وسط: ظرف مكان متعلق بالفعل بعده، وهو مضاف والديار مضاف إليه. تسف: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى حمولة. حب: مفعول به، وهو مضاف والخمخم مضاف إليه، وجملة (تسف حب
…
الخ) في محل نصب حال من حمولة أهلها، والرابط الضمير فقط، وجملة (ما راعني
…
الخ) مستأنفة لا محل لها من الاعراب.
17 - فيها اثنتان وأربعون حلوبة
…
سوداء كخافية الغراب الأسحم
المفردات. حلوبة: أي محلوبة، وهو في الأصل صفة لموصوف
محذوف، والحلوبة تستعمل بلفظ واحد للواحد والمثنى والجمع، وقيل: هي بمعنى محلوب، وفعول إذا كان بمعنى جاز أن تلحقه تاء التأنيث عندهم وجمع حلوبة حلائب، ويروى مكان حلوبة (خلية) والخلية أن تعطف ثلاث نوق، أو اثنتان على حوار واحد، وتنحر أولادها فيدررن عليه، فيلمظ من ثنتين، ويتخلى الراعي بواحدة لنفسه، وإنما تعطف هذه الخلية عليه، ثم يتخذونها لأنفسهم لأنهم لو لم يعطفوها على ولد لم تدرر وجمع خلية خلايا. سودا: إنما خص السود بالذكر لأن ما كان لحلب فالسواد فيه أبهى وأملأ للفناء، وهم يستحبون الحمر والصهب للركوب- وقد يطلقون اسم الصفر على السود كما في قوله تعالى:{كأنه جمالة صفر} -. خافية الغراب: جمعها خوافي، وهي أربع من ريش الجناح تكون مما يلي الظهر، لا تظهر بخلاف القوادم فإنها تظهر، والخوافي قوة للقوادم كما قال بشار بن برد:
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة
…
فإن الخوافي قوة للقوادم
الأسحم: الأسود الشديد السواد، وهو لون الغربان، هذا والتاء في اثنتان كالتاء في ابنتان، إلا أنهم لم يقولوا: اثنة، كما قالوا: ابنة، ويقال: ثنتان، وبنتان، إلا أنه لم يستعمل واحد الثنتين بالتاء، كما استعمل بنت، ومجيء الهمزة في أولهما أحسن لأن اللغة العالية على ذلك، والأخرى جيدة أيضًا.
المعنى يقول: يوجد في حمولة أهل الحبيبة اثنتان وأربعون ناقة حلوبة سودًا، مثل ريش الغراب الخفي، ففيه إيماء بأن أهل الحبيبة ذوو غنى ويسار.
الإعراب. فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. ثنتان: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق
بالمثنى، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. الواو: حرف عطف. أربعون: معطوفة على سابقة بالواو العاطفة مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. حلوبة: تمييز للعدد، وهو صفة لموصوف محذوفة. سودا: يروى بالرفع والنصب، فالرفع على أنه صفة للعدد، والنصب من ثلاثة أوجه ذكرها ابن هشام في كتابه شذور الذهب: الأول كونه صفة لحلوبة، الثاني كونه حالًا من العدد، الثالث كونه حالًا من حلوبة مع كونه نكرة، وهو ما استشهد به ابن هشام على مجيء الحال من النكرة كما في قول عائشة رضي الله عنها: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، وصلى وراءه رجال قيامًا، وقال: كما روى سيبويه من قولهم: عليه مئة بيضًا، وأقول: اعتبار (سودًا) حالًا من العدد لا يجيزه الجمهور لأنه مبتدأ كما هو معروف في محاله، واعتبار (سودا) حالًا من حلوبة، وهو نكرة غير مسلم نه صفة لموصوف محذوف كما رأيت بخلاف (رجال) في الحديث فإنه نكرة وغير صفة لموصوف محذوف؛ فالحال منه، وهو نكرة الاخفاء فيه، لذا أرى أن اعتبار (سودا) صفة ثانية للموصوف المحذوف، أو حال منه بعد وصفه بحلوبة على حد قوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه} أحق وأولى، وعلى رواية رفع (سود) واعتباره صفة للعدد.
قال التبريزي: فإن قيل: كيف جاز أن ينعتهما، وأحدهما معطوف على صاحبه، قيل: لأنهما قد اجتمعا فصارا بمنزلة قولك: جاءني زيد وعمرو الظريفان. كخافية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثالثة للموصوف المحذوف، أو في محل نصب حال منه، وقيل: متعلقان بمحذوف صفة سود، فتكون هذه الصفة كاشفة ومبينة لقوة السواد، ولا تنس أن الكوفي يعتبر الكاف اسمًا فالمحل لها عنده، وخافية مضاف والغراب مضاف إليه.