الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعد: ظرف زمان متعلق بالفعل شربت أيضًا. ما: مصدرية. ركد: فعل ماض: الهواجر: فاعل، وما المصدرية والفعل ركد في تأويل مصدر في محل جر بإضافة بعد إليه. بالمشوف: جار ومجرور متعلقان بالفعل شربت أيضًا، والمشوف صفة لموصوف محذوف كما رأيت في المفردات. المعلم: صفة ثانية للموصوف المحذوف.
52 - بزجاجة صفراء ذات أسرة
…
قرنت بأزهر في الشمال مفدم
المفردات. ذات أسرة: ذات طرائق وخطوط وتكسر، واحدها سر وسرر، وهما أيضًا الخط من خطوط اليد والجبهة وغيرهما، وتجمع أيضًا على الأسرار، ثم تجمع الأسرار على الأسارير، جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها تبرق أسارير وجهه، وقال ابن الأنباري: ويقال في الجمع القليل أسرة وأسرار، ويقال في الجمع الكثير أسارير، والأول هو ما في كتب اللغة. قرنت بأزهر: معناه جعلت مع إبريق أزهر، وهو الأبيض، يعني إبريقًا من فضة أو من رصاص. مفدم: مشدود فمه بخرقة، وقيل: مفدم عليه الفدام، وهو المصفاة يصفى بها، ويروى (ملثم) أي عليه لثام.
تنبيه- ذات في هذا البيت مؤنث ذو، الذي هو بمعنى صاحب، وقد يثنى على لفظه، فيقال: ذاتا أو ذاتي كذا، من غير رد لام الكلمة، وهو القياس، كما يثنى ذو بذوا، أو بذوي على لفظه، ويجوز فيها (ذواتا) على الأصل برد لام الكلمة، وهي الياء ألفًا لتحرك العين، وهو الواو قبلها، وهو الكثير في الاستعمال، قال تعالى في وصف الجنتين:(ذواتا أفنان) وقال: (ذواتي أكل خمط).
هذا والتاء في (ذات) لتأنيث اللفظ، مثل تاء ثمت وربت ولات، ولكنها تعرب بالحركات الظاهرة على التاء، فالجر كما في قوله تعالى: {إن الله عليم
بذات الصدور} ومثلها كثير، والرفع جاء في قوله تعالى:{فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام} والنصب جاء في قوله تعالى: {سيصلى نارًا ذات لهبٍ} وكل معانيها في القرآن الكريم صاحبة إلا في موضعين، فإنها جاءت بمعنى الجهة، وذلك في قوله تعالى:{وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} الآيتان كلتاهما من سورة الكهف وقد رأيت تثينتها في الآيتين المذكورتين في حالتي النصب والجر، ولم ترد في القرآن بمعنى الجمع، هذا ولم يتعرض النحويون لها بهذا المعنى مع كثرة تعرضهم لذي بمعنى صاحب وتثنيته وجمعه، ولكنهم ذكروا (ذات) بمعنى التي، و (ذوات) بمعنى اللواتي، وذلك في مبحث الاسم الموصول، قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته:
وكالتي أيضًا لديهم ذات
…
وموضع اللاتي أتى ذوات
قال الأشموني: أي عند طيئ، ألحقوا بذو تاء التأنيث مع بقاء التاء على الضم، حكى الفراء:(بالفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به) وقريب منه لابن هشام في أوضحه، وكلاهما أورد بيت رؤية:
جمعتها من أنيق موارق
…
ذوات ينهضن بغير سائق
والفرق بين الأولى والثانية، الأولى لا تكون إلا مضافة لما بعدها كما رأيت، بخلاف الثانية، فإنها لا تضاف، لأنها معرفة بالصلة، التي تذكر بعدها، كما في بيت رؤبة، تنبه لهذا وافهمه، فإنه معنى دقيق، وأسأل الله لي المزيد من التوفيق.
المعنى يقول: شربت الخمر من زجاجة صفراء ذات طرائق وخطوط