الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ولخير واصل خلة صرامها) خير الأصدقاء من إذا علم من صديقه أن حاجته تثقل عليه قطع حوائجه منه لئلا يفسد ما بينه وبينه، قال: ومثل هذا قول بعضهم: إذا أردت أن تدوم لك مودة صديقك فاقطع حوائجك عنه إذا كنت تكره أن يردك، وقال: ومعنى (ولشر واصل خلة صرامها) من صرمه لإنزال الحاجة به، والمعنى يرجع إلى ذلك، فإن كنت تحب مودته فلا تسأله حاجة إذا كان على هذا، وانظر شرح (خير وشر) في البيت رقم - 22 - من معلقة زهير.
المعنى يقول: اقطع حاجتك ممن تعرض وصله للانتقاض والزوال، وخير الأصدقاء من إذا علم من صديقه أن حاجته تثقل عليه قطع حوائجه منه لئلا يفسد ما بينهما.
الإعراب. الفاء: حرف استئناف. اقطع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. لبانة: مفعول به ولبانة مضاف ومن اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. تعرض: فعل ماض. وصله: فاعل، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، ومتعلق الفعل محذوف انظر المعنى؛ وجملة (تعرض وصله) صلة الموصول لا محل لها، وجملة (اقطع
…
الخ) مستأنفة لا محل لها. الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف تقديره: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم اللام: واقعة في جواب القسم. شر: مبتدأ، وهو مضاف وواصل مضاف إليه، وواصل مضاف وخلة مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستر فيه. صرامها: خبر المبتدأ، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية (لشر
…
الخ) جواب القسم لا محل لها من الإعراب، والقسم وجوابه كلام مستأنف.
21 - واحب المجامل بالجزيل، وصرمه
…
باق، إذا ضلعت، وزاغ قوامها
المفردات. أحب: أمر من الحباء، وهو المنحة والعطاء. المجامل: هو الذي يجاملك بالمودة ظاهرًا، وسره على خلاف ذلك وانظر المصانعة في البيت رقم - 55 - من معلقة زهير، ويروى (المحامل) بالحاء المهملة وفسر بالمكافئ الذي يحمل لك وتحمل له. الجزيل: أراد الود الجزيل، والجزيل والكمال والتمام بمعنى واحد. صرمه: قطعه - مصدر، وهو بضم الصاد وفتحها -. باق: دائم مستمر وانظر إعلال (واد) في البيت رقم - 60 - من معلقة أمرئ القيس. ضلعت: مالت وجارت، ويروي (ظلعت) بالظاء، والظلع ميل الدابة عند مشيها بسبب مرض. زاغ: مال، قال تعالى: ({ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب الشعير} وقال جل ذكره: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} فالأول من الثلاثي، والثاني من الرباعي. قوامها: بفتح القاف وكسرها، فالأول بمعنى القامة، والثاني بمعنى ما تقوم به.
المعنى يقول: لا تعاجل صديقك بقطع الذي بينك وبينه، واخصصه بالمودة ما ثبت لك، فإن مال عن طريق الاستقامة، فأنت قادر على قطيعته كل وقت، كما قال النمر بن تولب الصحابي رضي الله عنه:
فأحبب حبيبك حبًا رويدًا
…
فليس يعولك أن تصرما
وأبغض بغيضك بغضًا رويدًا
…
إذا أنت حاولت أن تحكما
وقد ذكروا أنه مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو من قول علي رضي الله عنه: أحبب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما.
الإعراب. الواو: حرف عطف. أحب: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو: والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير