الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستتر تقديره هو يعود إلى من. ثمانين: مفعول به أو هو ظرف لأن تمييزه ظرف منصوب، وعرمة نصبه الياء نيابة عن الفتحة أنه ملحق بجميع المذكر السالم، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد. حولاً: تمييز (لا أبالك) لا: نافية للجنس تعمل عمل إن. أبا: اسم لا مبني معها الألف في محل نصب. لك: جار ومجرور متعلقات بمحذوف في محل رفع خبر لا، كما جوز أن يكونا متعلقين بمحذوف صفة أبا، فيكون الخبر محذوفًا، وهذا على أن اللام الجارة أصلية، ويكون (أبا) منونًا، وجوز أن تكون اللام زائدة كالجر بالباء، وهي زائدة، وإنما أقحمت مراعاة لعمل (لا) لأنها لا تعمل إلا في النكرات، وثبتت الألف مراعاة للإضافة، وإن قلنا: إن اللام الزائدة غير جارة، فتكون الكاف في محل جر بالإضافة، ويلزم من ذلك تعريف اسم لا، وهو مناف لشرط تنكيره، وخبر لا محذوف، التقدير: لا أبالك موجود. يسأم: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى من، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما رأيت في البيت رقم- 15 - ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من تاء الفاعل في (سئمت) فيكون الرابط الواو فقد على حد قوله تعالى:{قالوا: لئن أكله الذئب ونحن عصبة} وإن اعتبرتها مستأنفة فلا محل لها ولا تنس أن جملة (لا أبالك) معترضة بين فعل الشرط وجوابة، والغرض من ذلك التزيين والتحسين.
59 - رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
…
تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم
المفردات. المنايا: انظر البيت- 61 - من معلقة طرفة. الخيط: الضرب باليد. العشواء: الناقة التي لا تبصر ليلاً، وهي تأنيث الأعشى، ويقال في المثل: هو يخبط خبط عشواء، أي قد ركب رأسه في الضلالة كالناقة
التي لا تبصر ليلًا، فتخبط بيديها على عمى، فربما تردت في مهواة، وربما وطئت سبعًا أو حيةً، أو غير ذلك. تخطئ: أي لا تأخذه المنية في صباه يعمر: يعيش كثيرًا حتى يدركه الهرم والشيخوخة، قال تعالى:{ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون} وقال تعالى: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنةٍ} .
بعد هذا فالفعل (تصب) ماضيه أصاب، وهو يحتمل معاني كثيرة، تقول: أصاب السهم يصيب لم يخطئ هدفه، وأصاب الرجل في قوله، أو في رأيه يصيب أتى بالصواب، وأصاب فلانًا البلاء يصيبه وقع عليه، وأصل يصيب (يُؤَصْوِبُ، أو يُؤَصْيبُ)، فقل في إعلاله: حذفت الهمزة للتخفيف حملًا على المبدوء بهمزة المضارعة، مثل أُؤَصْيبُ، الذي حذفت همزته الثانية للتخلص من ثقل الهمزتين، فصار (يُصْوِب أو يُصْيبِ) ثم يقال: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو أو الياء، وهي الكسرة إلى الصاد قبلها، بعد سلب سكونها، فصار (يصِوْب، أو يُصِيبْ) فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار (مَنْ تُصِبْ) وهذا الإعلال يجرى في كل فعل ثلاثي مزيدة الهمزة في أوله للتعدية، مثل أجاب يجيبُ وأكرم يُكْرِمُ، ونحو ذلك، كما حذفت الهمزة الثانية من يُؤْمِنون، لأن ماضيه أمَنَ، وأصله أَأْمَنَ، والمضارع يُؤَأْمِنُ أُؤْمِنُ، فتحذف من الأول، وتسهل في الثاني، وقد يجيء على القياس، وهو الأصل المهجور، كما في قول أبي حيان الفقعسي:
فإنه أل لأن يؤكرما
ولا تنس أن الهمزة المزيدة هذه تحذف من اسمي الفاعل والمفعول المأخوذين من الفعل الثلاثي المزيدة فيه الهمزة، وذلك مثل مُصاب ومصيب
ومُكْرِم ومُكْرَم، وقس على ذلك، تنبه لهذا، واحفظه والله ولي التوفيق، وبه أستعين.
المعنى يقول: رأيت الموت يأخذ الناس من غير ترتيب في السن، بل يخبط خبط الناقة التي لا تبصر، فقد يأخذ الصغير قبل الكبير، ومن يسلم من الموت في صباه وشبابه يعش كثيرًا حتى يدركه الهرم والشيخوخة فيقضيان عليه وفحوى البيت أن الموت يأتي على غير قصد، وليس كذلك لأنه يأتي بقضاء وقدر، اللهم إلا أن يقال: إن الموت يأخذ من أتى أجله بلا تفرقة بين صغير وكبير وعظيم وحقير، قال تعالى:{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون} .
الإعراب: رأيت: فعل وفاعل. المنايا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. خبط: مفعول مطلق لفعل محذوف، تقديره: تخبط خبطًا، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لرأى إن كانت علمية، وفي محل نصب حال من المنايا إن كانت بصرية، وخبط مضاف وعشواء مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة، وهي علة تقوم مقام علتين من موانع الصرف، وهذه الإضافة من إضافة المصدر لفاعله. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لفعل الشرط، أو هو في محل رفع مبتدأ، ومفعول تصب محذوف. تصب: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى المنايا، ومفعوله محذوف تقديره تصبه على اعتبار من مبتدأ تقديره هي يعود إلى المنايا، ومفعوله محذوف تقديره تصبه على اعتبار من مبتدأ. تمته: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى المنايا، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه كما رأيت في البيت رقم- 51 - والجملة الاسمية في محل نصب حال من المنايا على اعتبار