الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى يقول: إن حصينًا المذكور قد حمل على الرجل الذي قتله بأخيه في المكان الذي قتله فيه، ولم تعلم بيوت كثيرة بخروجه، وأنه عزم على قتله وحده، أو المعنى لم يتعرض لغيره، أو لم تعلم بيوت بالمقتول، ولم تغثه.
الإعراب. الفاء: حرف عطف. شد: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى حصين المذكور في بيت سابق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها مثلها. الواو: واو الحال. لم: حرف نفي وقلب وجزم. يفزع: فعل مضارع مجزوم بلم، والفاعل يعود إلى حصين أيضًا. بيوتًا: مفعول به. كثيرة: صفته، وجملته (لم يفزع بيوتًا) في محل نصب حال من فاعل شد المستتر، والرابط الواو والضمير، وعلى الرواية الثانية فالفاعل (بيوت) والجملة الفعلية حينئذ معترضة بين الفعل (شد) ومتعلقه، وهو (لدى) ويجوز أن يكون حالاً أيضًا، والرابط الواو فقط على حج قوله تعالى:{قالوا: لئن أكله الذئب ونحن عصبةٌ} لدى: ظرف مكان متعلق بالفعل شد منصوب، وعلامة نصبه فتح مقدرة على الألف للتعذر: ولدى مضاف وحيث مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. ألقت: فعل ماض مبني على فتح مقدار على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة. رحلها: مفعول به، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أم: فاعل، وهو مضاف وقشعم مضاف إليه، وجملة (ألقت رحلها أم قشعم) في محل جر بإضافة حيث إليها.
43 - لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذفٍ
…
له لبدٌ أظفاره لم تُقلم
المفردات. لدى: انظر البيت السابق. أسد: أراد به الجيش. شاكي السلاح: معناه سلاحه ذو شوكة، وفسره بعضه بتامه، والأول أولى لأنه من الشوكة، وهي الحدة، وأصل شاكي (شاوك) قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح
ما قبلها، ولم يعتد بالألف الزائدة لأنها حاجز غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الزائدة، والألف المنقلة، فأبدلت الثانية منهما همزة، وإعلال اسم الفاعل اليائي مثله، نحو بائع، وذلك لما تقرر من أن عين اسم الفاعل إذا كان واوًا أو ياء، وأعلت في فعله، فإنها تبدل همزة، فكما أعلت عين فعله، وهو (شاك) بقلبها ألفًا، إذ أصلها (شوك) لتحركها وانفتاح ما قبلها أعلت عينه بقلبها همزة، وهو قيتاس مطرد، فإن لم تعل عين الفعل لم تعل في اسم الفاعل أيضًا، نحو عور فهو عاور وعين فهو عاين، ثم دخل (شاوك) القلب المكاني، فصار شاكو، كقولهم:{جُرُفٌ هَارٍ} إذ أصله {جرفٌ هاور} ثم دخله القلب الذاتي فصار شاكي هذا هو القلب الصحيح عند البصريين، وأما ما يسميه الكوفيون قلبًا، نحو جذب وجبذ، فليس بقلب عند البصريين إنما هما لغتان. السلاح: انظر البيت- 94 - من معلقة طرفة. مقذف: غليظ اللحم، ويروى (مقاذف) أي مرامٍ والتقذيف القذف، وهو الرمي بالحجارة، وأراد يقذف به كثيرًا إلى الوقائع. لبد: جمع لبدة، وهي الشعر المتراكب ما بين كتفي الأسد. أظفاره لم تقلم: فهو كناية عن تمام سرح هذا الجيش وقوته.
المعنى يقول: إن حصينًا المذكور قد حمل على الرجل الذي قتله بأخيه في المكان القريب من جيش تام السلاح، يصلح لخوذ المعارك الشديدة، فهو فوي لا يعتريه ضعف، ولا ينقصه سلاح ولا عدة، والمراد بالأسد الجيش كما رأيت، فهو استعارة مكنية على حد قول أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
…
ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع
الإعراب. لدى: ظرف مكان متعلق بالفعل شد في البيت السابق، وإن اعتبرته بدلاً من (لدى) الأولى فلست مفندًا، والمعنى لا يأباه، وهذا وعلقه البغدادي بالفعل ألقت على تفسير أم قشعم بالحرب، ومعنى ألقت رحلها