الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالفعل تبزل، وما المصدرية والفعل تبزل في تأويل مصدر في محل جر بإضافة بعد إليه.
18 - فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله
…
رجلٌ بنوه من قريشٍ وجرهم
المفردات- أقسمت: حلفت، وأصله من القسامة، وهي الأيمان تقسم على الأولياء في الدم، قال تعالى:{فلا أقسم بمواقع النجوم} وهو رباعي، وأما الثلاثي (قسم) فهو من القسمة، وهي التفريق والتوزيع قال تعالى:{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} ، {وإذا حضر القسمة أولو القربى .. } الخ-. البيت: أراد به الكعبة المعظمة حرسها الله. بنوا: أصل هذا الفعل بني، فقل في إعلاله: تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت الفًا، فلما اتصلت به واو الجماعة صار بناوا، فالتقى ساكنان ألف العلة وواو الجماعة، وحرف العلة أولى بالحذف من الضمير، فحذف حرف العلة، وبقيت الفتحة على النون دليلاً على الألف المحذوفة، ويقال في إعلاله أيضًا: رُدت اللف لأصلها عند اتصاله بواو الجماعة، فصار (بنيُوا) فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفًا، فالتقى ساكنان: ألف .. الخ، كما يقال أيضًا: ردت الألف لأصلها عند اتصاله بواو الجماعة، فصار (بنيُوا) فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت، وما ذكرته يجري في إعلال كل فعل ناقص اتصلت به واو الجماعة، مثل نجا ورمى وسعى ودعا وغزا
…
الخ تنبه لذلك واحفظه، والله ينفعك به.
قريش: قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها بنو أمية، فيلتقون معه صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، لأن أولاده هم هاشم وعبد شمس، والمطلب ونوفل، وكان يقال لهم: أقداح النضار، أي الذهب، كما يقال لهم: المجيرون لكرمهم وفخرهم وسيادتهم على سائر العرب، فالنبي صلى
الله عليه وسلم يرجع نسبه إلى هاشم، وبنو أمية يرجع نسلهم إلى عبد شمس، فهم جميعًا أولاد عم، وبطون قريش غير هذين البطنين كثيرة كما هو معروف، وسموا جميعًا قريشًا، لأن الأب الأول لبطون قريش كلها، وهو فهر قد لقب بقريش، لأنه كان يقرش، أي يفتش عن حاجة المحتاج فيسدها بماله، وكان بنوه بعده أيضًا يقرشون أهل الموسم عن حوائجهم، فيرفدونهم، فسموا بذلك قريشًا، وقيل: سموا قريشًا لتقريشهم المال، أي جمعه وكسبه عن طريق الطريق، وهو الموافق لكتب اللغة، وقريش تصغير القرش، وهو دابة عظيمة في البحر تعيث في السفن فسادًا، ولا تطاق إلا بالنار، وعن معاوية أنه سأل ابن عباس رضي الله عنهما بم سكيت قريش قريشًا؟ بداية في البحر تأكل ولا تؤكل، وتعلُو وتُعْلى، وأنشد قول تبع:
وقريشٌ هي التي تسكن البحر
…
وبها سميت قريشٌ قريشَا
تأكل الغث والسمين ولا تتـ
…
ـرك يومًا بذي الجناحين ريشَا
هكذا في الكتاب نالت قريشٌ
…
يأكلون البلاد أكلاً كشيشَا
واهم آخر الزمان نبيٌّ
…
يكثر القتل فيهم والخموشَا
يملأ الأرض خيله ورجاله
…
يحشرون المكي حشرًا كميشا
وإليك البيتين، وهما لمساور بن قيس، يهجو فيهما بني أسد:
زعمتم أن إخوتكم قريشٌ
…
لهم إلفٌ، وليسلكم إلافُ
أولئك أومنوا جوعًا وخوفًا
…
وقد جاعت بنو أسدٍ وخافوا
يقول: إنكم لستم من قريش، ولا قريش منكم، فدعواكم إخوتهم باطلة لأنهم أطعموا من جوع وأومنوا من خوف، ولستم كذلك، واقرأ سورة قريش.
جرهم قبيلة غربية سكنت مكة بعد إنزال إبراهيم ابنه إسماعيل عليهما
السلام فيها، فتزوج إسماعيل امرأة منهم، ثم إن قبيلة جرهم غلبت أولاد إسماعيل، وحكمت مكة مدة طويلة، ثم بغوا واستحلوا حرمتها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها، ثم لما يتناهوا حتى جعل الرجل منهم إذا لم يجد مكانًا يزني فيه دخل الكعبة فزنى، ويروي أن إسافًا بغى بنائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين، وكانت مكة في الجاهلية لا ظلم فيها ولا بغي، ولا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه، فكانت تسمى الناسة، وتسمى (بكة) لنها تبك؛ أي تهلك أعناق الجبابرة، والبغايا إذا بلغوا فيها، قال تعالى:{إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدًى للعالمين} ثم إن بني خزاعة تغلبوا على قبيلة نحرهم، فأجلوهم عن مكة وحكموها مدة طويلة، ثم تولت قريش أمر مكة بزعامة قصي بن كلاب، وهو الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم.
المعنى يقول: حلفت بالكعبة المعظمة التي طاف حولها من بناها من القبيلتين: قبيلة قريش وقبيلة جرهم.
الإعراب. الفاء: حرف استئناف. أقسمت: فعل وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. بالبيت: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة البيت. طاف: فعل ماض. حوله: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. رجال: فاعل طاف، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. بنوه: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع صفة رجال. من قريش: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة الواقعة فاعلاً. العائدة على رجال. وجرهم: معطوف على قريش بالواو العاطفة.