الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحال. قلتما: فعل وفاعل، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها في البيت السابق، أو هي مستأنفة لا محل لها على الوجهين، إن: حرف شرط جازم. ندرك: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن. السلم: مفعول به. واسعًا: حال من السلم، وجملة (ندرك
…
الخ) لا محل لها من الإعراب، لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي-. بمال: جار ومجرور متعلقان بالفعل ندرك. ومعروف: معطوف على سابقه بالواو العاطفة. من القول: جار ومجرور متعلقان بمعروف. نسلم: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن، ومتعلقه محذوف كما رأيت، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، وإن ومدخولها في محل نصب مقول القول.
22 - فأصبحتما منها على خير موطنٍ
…
بعيدين فيها من عقوقٍ ومأثم
المفردات. منها: من الحرب، وقيل من السلم خير: أفعل تفضيل أصله أخير، نقلت حركة الياء إلى الخاء، لأن الحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، ثم حذفت الهمزة استغناء عنها بحركة الخاء، ومثله قل في حب وشر، إذ أصلهما أحبب وأشرر، فنقلت حركة الباء الأولى والراء الأولى إلى ما قبلهما، ثم أدغم الحرفان المتماثلان في بعضهما، ثم حذفت الهمزة استغناء عنها بحركة الهاء والشين، وقد يستعمل خير وشر على الأصل، كقراءة بعضهم:{سيعلمون غدًا من الكذاب الأشر} بفتح الشين- وفي البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أخيركم أحسنكم خُلُقًا» -، ونحو قول رؤبة بن العجاج:
يا قاسم الخيرات وابن الأخير
…
ما ساسنا مثلك من مؤمر
وخير يستعمل مثل أحب وشر بصيغة واحدة للمذكر والمؤنث، ولا يثنى ولا يجمع، لأنه بمعنى أفعل كما تقدم، وأما قول الشاعر:
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد
فإنما ثناه لأنه أراد خيري بالتشديد، فخففه مثل ميت وهين في ميت وهين. موطن: أراد به المشهد من مشاهد الحرب أو السلم، وجمعه مواطن كما في قوله تعالى:{لقد نصركم الله في مواطن كثيرةٍ} العقوق: العصيان وقطيعة الرحم، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«لا يدخل الجنة عاقٌّ لأبويه» المأثم، يقال: أثم الرجل يأثم إذا أقدم على إثم، أي ذنب وجريمة، ولا تنس أن الإثم اسم من أسماء الخمرة، قال الشاعر:
شربت الإثم حتى ضل عقلي
…
كذاك الإثم يذهب بالعقول
المعنى يقول مخاطبًا ممدوحيه: فأصبحتما على خير مشهد من مشاهد هذا الحرب أو السلم، مبرأين فيها من عقوق الأقارب والإثم بسبب قطيعة الرحم، ولا تنس أن معنى أصبحتما صرتما، وليس المراد التوقيت بالصبح.
الإعراب. الفاء: حرف عطف وسبب. أصبحتما: فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. منها: جار ومجرور متعلقان بالفعل أصبح. على خير: جار ومجرور متعلقات بمحذوف في محل نصب خبر أصبح، وخير مضاف إليه، وجملة (أصبحتما
…
الخ) معطوفة على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها أيضًا. بعيدين: خبر ثان لأصبح منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى والنون عوض من التنوين في