الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متعلقان بالمصدر على أنهما في موضع المفعول به، والخبر محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالاً مسده كما في الشاهد -211 - من فتح رب البرية. مد: ظرف زمان قال التبريزي: بدل من الاستقرار، أي من الجار والمجرور (به) ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقة بأجنبي، وهو الخبر، وذلك على نحو قوله تعالى:{إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر} حيث لم يعلق الظرف، بالمصدر السابق، وأرى أن (مد) متعلق بالمصدر، وإذا قلت: عهدته طول النهار حالة كونه مخضوبًا بنانه ورأسه بالعظلم، ظهر لك صحة ما أذهب إليه وأرتئيه. كأنما: كافة ومكفوفة. خضب: فعل ماض مبني للمجهول. البنان: نائب فاعله، الواو: حرف عطف. رأسه: معطوف على ما قبله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بالعظلم: جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب، وجملة (كأنما خضب .. الخ) في محل نصب حال من الضمير المجرور محلاً بالباء، والعامل فيها المصدر، والرابط الضمير فقط، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرته سابقًا، والجملة الاسمية (عهدي
…
الخ) مستأنفة لا محل له من الإعراب، وذلك بالإعراض عما قبل البيت.
73 - بطلٍ كأن ثيابه في سرحةٍ
…
يحذي نعال السبت ليس بتوءم
المفردات. بطل: شجاع- وسمي بذلك لأنه يبطل دماء أقرانه، أي يريقها ويهدرها-، والفعل بطل بطالة بفتح الباء، وأجير بطَّال بين البطالة بكسر الباء، وقد تفتح، والفعل منه بَطل يبطلُ، ويقال من الفساد: بَطل يَبطل بُطلا وبطولاً. ثيابه: يجوز أن يكون على ظاهره، ويجوز أن يكون قد أراد درعه. في: هي بمعنى (على) كما في قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي على جذوع النخل. سرحة: شجرة من عظام الشجر، وقد يكنى بها عن المرأة، وقوله (كأن ثيابه في سرحة) كناية عن طوله وامتداد قامته، كما
في قولهم: طويل النجاد، والعرب تتمدح بالطول وتذم القصر، اسمع قول أثال بن عبدة بن الطيب:
ولما التقى الصفان، واختلف القنا
…
نهالاً، وأسباب المنايا نهالها
تبين لي أن القماءة ذلة
…
وأن أعزاء الرجال طيالها
يحذى: يلبس. السبت: بكسر السين وسكون الباء الجلد المدبوغ بالقرظ، ولم ينجرد من شعره، وقال أبو زيد: السبت جلود البقر خاصة مدبوغة، فأما ما كان من جلود الضأن خاصة، فهو السلف، وأراد بقوله: يحذى نعال السبت أنه من الملوك الذين يلبسون النعال السبتية الرقيقة، الطيبة الريح، وهم يمتدحون بجودة النعال كما يمتدحون بجودة الملابس. ليس بتوءم: أي لم يزاحمه آخر في الرحم، فيخرج ضاويًا ضعيفًا، ولم يكن له شريك في اللبن، فيكون هزيلاً، يقال: هو توأم إذا ولد معه آخر، والجمع توائم وتؤام، وقد أتأمت المرأة، فهي متئم إذا ولدت اثنين في بطن، فإذا كان ذلك عادتها فهي متئم إذا ولدت اثنين في بطن، فإذا كان ذلك عادتها فهي متآم، وقال أبو جعفر: توائم جمع توأمة للمؤنث، وتوأمون جمع توأم للمذكر.
المعنى يقول: إن الرجل الذي أرداه قتيلاً شجاع، وطويل القامة، وعظيم الجسم كأن ثيابه قد ألبست شجرة عظيمة من طول قامته واستواء خلقه، وهو من أشراف قومه الذين يلبسون جلود البقر المدبوغة بالقرظ، وقد ولد منفردًا ليس معه توأم يزاحمه في الرحم، فيخرج ضاويًا ضعيفًا، ولا يشاركه أحد في لبن أمه بعد ولادته.
الإعراب. بطل: يروى بالجر والرفع، فالجر على أنه صفة أخرى للموصوف المحذوف بحامي الحقيقة في البيت رقم -68 - والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو بطل، والجملة الاسمية هذه تحتمل الحالية