الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبيات هذه القصيدة في كتابنا فتح القريب المجيب، وهي دالية، وكان الأعشى يلقب صناجة العرب لأنه أول من ذكر الصنج في شعره، فقال:
ومستجيب لصوت الصنج تسمعه
…
إذا ترجع فيه القينة الفضل
قال أبو عبيدة: وكان من حديث هذه القصيدة أن رجلًا من بني كعب ابن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، يقال له: ضبيع، قتل رجلًا من بني همام، يقال له: زاهر بن سيار بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان، وكان ضبيع مطروقًا ضعيف العقل، فنهاهم يزيد بن مسهر، وهو ابن عم الأعشى أن يقتلوا ضبيعًا بزاهر، وقال: اقتلوا به سيدًا من بني سعد بن مالك بن ضبيعة، فحض بني سيار بن أسعد على ذلك وأمرهم به، وبلغ بني قيس ما قاله، فقال الأعشى هذه الكلمة يأمره أن يدع بني سيار وبني كعب، ولا يعين بني سيار، فإنه إن أعانهم أعانت قبائل بني قيس بني كعب، وحذرهم أن تلقى شيبان منهم ما لقوا يوم العين، عين محلهم بهجر.
فائدة:
العشى من الشعراء ستة عشر: هذا، وأعشى بني باهلة، اسمه عامر، وأعشى بني نهشل الأسود بن يعفر، وفي الإسلام، أعشى بني أبي ربيعة من بني شيبان، وأعشى همدان اسمه عبد الرحمن، وأعشى طرود من سليم، وأعشى بني مازن من تميم، وأعشى بني أسد، وأعشى بن معروف اسمه خيثمة، وأعشى عكل اسمه كهمس، وأعشى بني عقيل اسمه معاذ، وأعشى بني مالك بن سعد، والأعشى التغلبي اسمه النعمان، وأعشى بني عوف بن همام، واسمه ضابئ، وأعشى بن ضورة اسمه عبد الله، وأعشى ابن جلان اسمه سلمة، وزاد الآمدي الأعشى بن النباش بن زرارة التميمي.
فائدة: قال السيوطي: في شرح ديوان الأعشى للآمدي، قال أبو الحرة: وجدت على ظهر كتاب المجاز لأبي عبيدة بخط أبي غسان، رفيع بن
سلمة المعروف بديار صاحب أبي عبيدة، وحدثنا به السكري بعد حديثًا يرفعه إلى الأعشى أنه قال: لما خرجت أريد قيس بن معدي كرب بحضرموت أضللت في أوائل أرض اليمن، لأنني لم أكن سلكت ذلك الطريق، فلما أضللت أصابني مطر، فرميت بصري كل مرمى، أطلب لنفسي مكانًا ألجأ إليه، فوقعت عيني على خباء من شعر، فقصدت نحوه، فإذا أن بشيخ على باب الخباء، فسلمت فرد السلام، وأدخل ناقتي إلى بيت، إلى جانب البيت الذي كان جالسًا على بابه، وقال: احطط رحلك واسترح، قال: فحططت رحلي، وجاءني بشيء فجلست عليه، قال: من تكون وأين تقصد؟ قلت: أريد قيس بن معدي كرب، قال: أظنط قد مدحته بشعر؟ قلت: نعم، قال: أنشدينه، فابتدأت أنشده قولي:
رحلت سمية غدوة أجمالها
…
غضبي عليك، فما تقول بدالها
فقال: حسبك أهذه القصيدة لك؟ قلت: نعم، ولم أكن أنشدته منها إلا بيتًا واحدًا، فقال: من سمية التي شببت بها؟ فقلت: لا أعرفها، ولكنه اسم ألقي في روعي فاستحسنته فتشببت، فنادى: يا سمية اخرجي، فإذا جارية خماسية قد خرجت فوقفت، وقالت: ما تشاء يا أبة؟ فقال: أنشدي عمكل قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معدي كرب، وتشببت بك في أولها، فاندفعت فأنشدتها من أولها إلى آخرها، ما حرفت منها حرفًا واحدًا، فلما أتمتها، قال: انصرفي فانصرفت، ثم قال: هل قلت شيئًا غير هذه؟ قلت: نعم، كان بيني وبين ابن عم لي، يقال له: يزيد بن مسهر ويكنى أبا ثابت، كما يكون بين بني العم، فهجاني وهجوته فأفحمته، قال: وما قلت فيه؟ قال: قلت قصيدة أولها:
ودع هريرة إن الركب مرتحل
…
وهل تطيق وداعًا أيها الرجل؟