الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفة ثانية لدمنة، وتعليقهما بالفعل (تكلم) ضعيف معنى، وتعليقهما بمحذوف حال من دمنة لا يجوز عند الجمهور لأنه مبتدأ انظر الشاهد- 371 - وما بعده من كتابنا فتح رب البرية، وحومانة مضاف والدراج مضاف إليه. فالمتثلم: معطوف على سابقه بالفاء العاطفة.
2 - ديارٌ بالرقمتين كأنها
…
مراجع وشمٍ في نواشر معصم
المفردات. ديار: جمع دار، وهو منزل الإنسان ومسكنه، أصلها دور، قلبت الواو الفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، والديار أصله الدوار، قلبت الواو ياء لأنها وقعت عينًا في جمع على وزن فعال لمفرد اعتلت عينه بالقلب- هذا والدار مؤنثة، وقد تذكر، وتطلق على البلد والقبيلة ودار القرار الآخرة، والداران الدنيا والآخرة، ودار الحرب بلاد العدو، وتجمع الدار أيضًا على دور وأدؤر وأدورة وأدوار وديارات ودوران وديران-.
هذا وقد قال أبو حاتم: إن الديار العساكر والخيام لا البنيان والعمران، وإن الدار البنيان والعمران، وعليه قوله تعالى:{فأصبحوا في ديارهم جاثمين} أي في عساكرهم وخيامهم، وقال:{فأصبحوا في دارهم جاثمين} أي في مدينتهم المعمورة، ولو أراد غير ما قيل لجمع الدار، فعلم من كلامه أن الديار مخصوص: بالخيام اهـ قال صاحب الخزانة: وهذه غفلة عن قول الشاعر، وهو مجنون ليلى (أقبل ذا الجدار) وهو حائط البيت، وذلك في قوله:
أمر على الديار ديار ليلى
…
أقبل ذا الجدار، وذا الجدارا
الرقمتان: حرتان، وقيل: قريتان، إحداهما قريبة من المدينة المنورة، والأخرى قريبة من البصرة، وإنما صارت ها هنا حيث انتجعت ولم يرد أنها تسكنهما جميعًا لأن بينها مسافة بعيدة، وقال يعقوب: قوله بالرقمتين معناه بينهما، وقيل: الرقمتان بأرض بني أسد، وهما أبرقان مختلطان بالحجارة
والرمل، وقيل: الرقمتان أيضًا بشط فلج أرض بني حنظلة. مراجع: ويروى (مراجيع) وهو جيد فتخلص التفعيلة من القبض، وانظر الترجيع في البيت رقم- 56 - من معلقة طرفة. الوشم: انظره في البيت رقم- 1 - منها أيضًا. النواشر: جمع ناشر، وقبل: ناشرة، وهي عصب الذراع من ظاهرها وباطنها المعصم: هو موضع السوار من اليد، وجمعه معاصم.
المعنى يقول: إن المكانين المذكورين في البيت السابق ديار لأم أوفى موجودة في الحرتين، أو في القريتين الواقعتين بين المدينة المنورة والبصرة، وآثار هذه الديار شبيهة بوشم في معصم قد أعيد وجدد بعد انمحائه، ويكون قد جمع الديار، والمراد التثنية، ويروى مكان (ديار)(ودار) وعليه فالدار المذكورة في هذا البيت غير الموضعين المذكورين في البيت السابق، ويكون المراد و (داران) فاجتزأ بالوحد عن التثنية لزوال اللبس، إذ لا ريب في أن الدار الواحدة لا تكون قريبة من البصرة والمدينة، وطبعًا أراد بقوله (كأنها) كأن رسومها وأطلالها، فقد حذف المضاف، وحل المضاف إليه، وهو الضمير محله.
الإعراب: ديار: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هي ديار، وعلى الرواية الثانية (ودار) فيكون عطفًا بالواو العاطفة على دمنة في البيت السابق. لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ديار، أو دار. بالرقمتين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية للموصوف الأول، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد. كأنها: حرف مشبه بالفعل، وها: ضمير متصل في محل نصب اسمها. مراجع خبر كأن، وهو مضاف ووشم مضاف إليه. في نواشر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من مراجع وشم، والعامل في الحال كأن لما فيها من معنى الفعل، ونواشر مضاف ومعصم مضاف إليه، وجملة (كأنها .... الخ) في محل رفع