الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(660) باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه
5545 -
عن أم سليم رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله! خادمك أنس. ادع الله له فقال: "اللهم! أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته".
5546 -
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه قال: قالت أم سليم: يا رسول الله! خادمك أنس فذكر نحوه.
5547 -
عن أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي فقالت أمي: يا رسول الله! خويدمك. ادع الله له. قال: فدعا لي بكل خير. وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: "اللهم! أكثر ماله وولده. وبارك له فيه".
5548 -
عن أنس رضي الله عنه قال: جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزرتني بنصف خمارها وردتني بنصفه فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك فادع الله له فقال: "اللهم! أكثر ماله وولده" قال أنس: فوالله! إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم.
5549 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته فقالت: بأبي وأمي! يا رسول الله! أنيس فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين في الدنيا وأنا أرجو الثالثة في الآخرة.
5550 -
عن أنس رضي الله عنه قال: أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان قال: فسلم علينا. فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي. فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة قالت ما حاجته قلت: إنها سر. قالت: لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا قال أنس: والله! لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت!
5551 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أسر إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم سرا. فما أخبرت به أحدا بعد ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به.
-[المعنى العام]-
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام أنصاري خزرجي من بني النجار خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المكثرين من الرواية عنه صلى الله عليه وسلم.
صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وخدمته صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي على شيء فعلته: لم فعلته؟ ولا على شيء لم أفعله: لم لم تفعله؟ وأمه أم سليم - سبق الحديث عنها وعن فضائلها - كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له: يا ذا الأذنين.
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر يخدمه وهو غلام ولم يذكر في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات.
وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها في قصره على فرسخين منها وكان آخر الصحابة موتا بالبصرة سنة ثنتين وتسعين وله من العمر مائة سنة وستة أشهر.
قال ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني عند موتي فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه رضي الله عنه وأرضاه.
-[المباحث العربية]-
(عن أم سليم) بضم السين وفتح اللام وقد سبقت فضائلها قبل تسعة أبواب.
(أنها قالت: يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له) في الرواية الثانية بيان ظروف قولها ذلك، ففيها "دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا - أي في بيتنا - وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي فقالت أمي: يا رسول الله خويدمك - تصغير خادمك - ادع الله له" وفي الرواية الرابعة ما يشبه الثانية في أن قولها ذلك وطلبها الدعاء لأنس كان في بيتها ففيها "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم" - أي على بيتنا - "فسمعت أمي أم سليم صوته" - أي فدعته فدخل - "فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله أنيس" أي ادع له.
لكن في الرواية الثالثة ما يفيد أن طلب الدعاء لأنس كان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فيها "جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزرتني بنصف خمارها وردتني بنصفه" أي جعلت لي نصف خمارها إزارا ونصفه رداء والخمار هنا ما كانت تستر به المرأة رأسها، يقرب مما يعرف بالشال الكبير "فقالت: يا رسول الله هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك فادع الله له" ولا مانع من تعدد طلب الدعاء والاستجابة لهذا الطلب مرة حين ذهبت به تعرضه عليه خادما له فقبله ومرة في زيارته صلى الله عليه وسلم لها وقد مر أنه كان كثير الزيارة لها قبل تسعة أبواب ويحتمل أن طلب الدعاء حصل مرة واحدة في بيتها وجاءت به من الداخل بإزار ورداء تعرضه للخدمة وتطلب له الدعاء.
(فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته) وفي الرواية الرابعة "دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين في الدنيا وأنا أرجو الثالثة في الآخرة" وفي الرواية الثانية "فدعا لي بكل خير وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه" قال العيني: الأولى بكثرة المال والثانية بكثرة الولد والثالثة بطول العمر وهي المقصودة بالبركة له فيما أعطي ومن أبرك ما أعطي له طول عمره. اهـ.
لكن هذا التفسير لا يتفق مع قوله "وأنا أرجو الثالثة في الآخرة" والأولى حملها على ما جاء عنه في الصحيح "اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة قال: قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة" وذكر عدد المدعو به في رواية لا ينافي ذكر عدد آخر في رواية أخرى فالرواية الثانية تشير إلى كثرة ما دعا له به.
(قال أنس: فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المائة اليوم)"ليتعادون" بتشديد الدال يقال: تعاد القوم عد بعضهم بعضا وثبت عن ماله أنه كان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك لما حوله وكان من أكثر الأنصار مالا وعن أولاده روي أنه قال: لقد دفنت من صلبي ومن صلب ولدي مائة وخمسة وعشرين ويقال: إنه ولد لأنس بن مالك ثمانون ولدا منهم ثمانية وسبعون ذكرا وابنتان إحداهما تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمر وعن عمره فقد عاش مائة سنة على المشهور.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
1 -
في الحديث فضائل لأنس رضي الله عنه.
2 -
وفيه علم من أعلام النبوة في إجابة دعوته صلى الله عليه وسلم.
3 -
قال النووي: فيه هذا الأدب البديع وهو أنه إذا دعا بشيء له تعلق بالدنيا ينبغي أن يضم
إليه طلب البركة فيه، وصيانته من الفتنة بحيث لا يحصل بسببه ضرر ولا تقصير في حق ولا غير ذلك من الآفات التي تتطرق إلى سائر الأغنياء قال: وكان أنس وولده رحمة وخيرا ونفعا بلا ضرر بسبب دعائه صلى الله عليه وسلم.
4 -
قال النووي: وفيه دليل لمن يفضل الغنى على الفقر.
5 -
وفيه حفظ السر وفضيلته.
والله أعلم.