الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكثرة فواكهها.
2 - الموارد الزراعية والحيوانية:
من خواص طُليطلة، أنّ حنطتها لا تتغيّر ولا تتسوّس على طول السنين، يتوارثها الخلف عن السّلف (1)، ومن الواضح أنّ هناك مبالغة في وصف استمرارية بقاء هذه الحنطة دون غيرها من أصناف الحنطة، فالأندلسيون غالباً مغرقون في الثناء على الأندلس، وكلّ فتاة بأبيها معجبة، ولكن يبدو أنّ الأندلسيين أكثر إعجاباً ببلادهم من غيرهم.
ويزرع في الأندلس الشّعير والذرة والأرز والعدس والفول والبصل والفوم، والعنب والحمضيات والتين، والزبيب والتُّوت، والبنجر وأنواع الخضر، والتفاح والموز والبرقوق والكمثرى والمشمش والتين الشوكيّ والخوخ والرمان وقصب السكّر. وترعى دودة القزّ أوراق شجر التوت، كما يزرع الكتان.
ومعظم سكّان الأندلس، يعملون في الزراعة، ومهنة أكثرهم الفلاحة، وأشهر الزروع في الأندلس الكروم والفواكه، وتربّى قطعان الأغنام والمعز والأنعام كثيراً (2)، وتكثر فيها الخيول والبغال والحمير، وتربّى الدواجن في المزارع بخاصة وفي البيوت أيضاً، وتستغل مياه الأنهر والبحار لصيد الأسماك.
وفيها من العطور النباتيّة أنواع، فيوجد في ناحية دَلاية (3)، من إقليم البشرة (4): عود ..................................................
(1) نفح الطيب (1/ 143).
(2)
الجغرافية العمومية (289)، وأنظر نفح الطيب (1/ 200).
(3)
دلاية: Dalias، بلد قريب من المرية من سواحل بحر الأندلس، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (4/ 67).
(4)
البشرة: أو البشرات، أو البشارات ( Alpujarras) هي منطقة جبال سيرانفادا أنظر الفقرة (1) من الصفحة (141) من كتاب نفح الطيب.
الألَنجُوْج (1)، وهو عود الطّيب، أو العود الهندي، أو النَّد، أو أَلوَّة (2)، وهو شجرة من فصيلة المازَرْيونيات وفصيلة الألَنْجوجيات،، له عود راتينجيّ إذا حُرق سطعت له رائحة جميلة، وكثيراً ما يخلطون عود هذا النبات بعود نبات آخر من فصيلة القرنيات (3)، والألَنْجُوْج من كلمة يونانية أصلها سنسكريتي (4)، ويعمل من هذه العود البخور الطيّب، لا يفوقه العود الهندي ذكاء وعطرَ رائحة، وقد سيق منه إلى خَيران الصقلبيّ (5) صاحب المَرِيَّة، وأنّ أصل مَنْبَتِه كان بين أحجار هنالك، وبأكْشُونبة ( Ocsonoba) جبل كثيراً ما يتضوّع ريحه، ريح العود الذّكيّ إذا أرسلت فيه النار. وببحر شَذُوْنَة يوجد العَنْبَر (6) الطيِّب الغربيّ، وفي مُنْت ليُون ( Mentileon) المَحْلَب. واسمه العلمي:( Cerasus Mahaleb)(7) ، وهو شجر من الفصيلة الوردية، وله عدّة أنواع.
ويوجد بالأندلس القُسْط الطيِّب ( Aromate)(8) ، وهو عود يتبخّر به (9)، كما يوجد السُّنْبُل الطيب، وهو جنس من النباتات العشبيّة المُعَمّرة، من الفصيلة الناردينيّة، أزهارها على شكل عناقيد أو سنابل بيضاء أو حمراء أو ورديّة، وجذورها غلاظ، تستعمل لأغراض
(1) هو Aquilaria، أنظر: معجم الشهابي في مصطلحات العلوم الرياضية (37).
(2)
المختص لابن سيد (11/ 198).
(3)
اسم هذا النبات العلمي: Aloexyon agallochum، وقد أعانني على شرح العطريات الدكتور جابر الشكري.
(4)
معجم الشهابي في مصطلحات العلوم الرياضيّة (37).
(5)
خيران الصقلبي: من أوائل الفتيان الذين أعلنوا استقلالهم بعد انهيار الدولة الأُموية بالأندلس على أثر الفتنة البربرية سنة 399 هـ، واتخذ المريّة مركزاً له، أنظر أعمال الأعلام (210 - 215).
(6)
العنبر: مادة صلبة، لا طعم لها ولا ريح إلا إذا سُحقت أو أحرقت، يقال: إنها روث حيوان بحري.
(7)
معجم الشهابي (123).
(8)
معجم الشهابي (42).
(9)
الإفصاح (2/ 1115).
طبية (1)، وهو من النباتات الطيِّبة الرِّيح (2).
والجَنْطيانة، تُحمل من الأندلس إلى جميع الآفاق، وهو عقار رفيع (3). والمُرّ (4) الطيِّب بقلعة أيُّوب (5)، وأطيب كهرباء الأرض (6) بشَذونَة، درهم منها يَعْدِل دراهم من المجلوبة.
وأطيب القِرْمِز (7)، قرمز الأندلس، وأكثر ما يكون بنواحي إشْبِيلِيَة ولَبْلَة وشَذونَة وبَلَنْسِية، ومن الأندلس يحمل إلى الآفاق (8).
وزعفران طُليطلة هو الذي يعمّ البلاد، ويتجهّز به الرِّفاق إلى الآفاق،
(1) معجم الشهابي في المصطلحات الزراعيّة (766)، واسم السنبل العلمي:( Valeriana) وهي مقتبسة من اليونانية.
(2)
الإفصاح (2/ 1164).
(3)
الجنطيانة: سمي باسم ملك من ملوك اليونان، أنظر كتاب القانون في الطب (283)، وهو صنف من أصناف النبات ينبت في الجبال، يفيد الكبد والطحال وينفع من عرق النسا، أنظر كتاب المعتمد في الأدوية (75)، وجذوره مرّة غير قابضة، خافضة للحرارة، منبهة، منشطة للهضم، أجودها الأصفر، أنظر تذكرة أرمانيوس (98). ولهذا النبات ذكر في معجم تاج العروس، فليرجع إليه من أراد.
(4)
المرّ: اسمه العلمي هو ( Myrrha) ، وهو أشجار كبيرة الحجم، كثيرة الأنواع، طيِّبة الرائحة، وهي من الأشجار البابليّة، والاسم البابليّ: مُرّ، ورد في النصوص البابلية القديمة، واسمه الأجنبي كاسمه البابلي، الذي نقله الأوربيون عن عرب الأندلس، وأنظر ما جاء عنه في معجم الشهابي في المصطلحات الزراعيّة (483).
(5)
قلعة أيوب ( Caltayud) : وهي بقرب مدينة سالم، بينها وبين دروقة عشرون ميلاً، وهي مدينة عظيمة جليلة القدر في الأندلس من أعمال سرقسطة، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (7/ 148 - 149).
(6)
كهرباء الأرض: مادة صمغية، توجد عند سواحل البحر بالأندلس، والنوع الأندلسي منما أصغر وأصلب من المشرقيّ، وتدخل في تحضير بعض الأدوية، أنظر الفقرة (9) من نفح الطيب (1/ 141).
(7)
القرمز ( Cochineale) : وهو أنواع كثيرة الفراشات، وهي فراشات لها شهرة كبيرة في تاريخ الأصباغ، إذ تستخرج منها أصباغ كثيرة، تُعرف باسم: القرمزيّات، فيقال: لون قرمزي، وصبغ قرمزي، لونه أحمر قانٍ.
(8)
أنظر جغرافية الأندلس وأوروبا (124 - 126) ونفح الطيب (1/ 140 - 142).