الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طَريف بن مالك
فاتح جزيرة طريف (1) والجزيرة الخضراء (2)
نسبه وأيامه الأولى
هو طَريف بن مالك من البربر، يكنى: أبا زُرْعَة (3)، وهو طريف البربري مولى موسى بن نصير (4)، الذي تُنسب إليه جزيرة طريف (5).
وطريف ينتسب إلى قبيلة بَرغَواطة البربرية (6) من البرانس، ومن المعلوم أن البربر قسمان: البرانس، والبتر، وكانت قبيلة بَرَغْواطة تسكن الإقليم المواجه للبحر المحيط شمال وادي أمّ ربيع (7)، حول منطقة مدينة الرباط الحالية.
(1) جزيرة طريف: جزيرة صغيرة في بحر الزقاق (مضيق جبل طارق)، وطريف بليدة في جنوبيّ الأندلس، أنظر تقويم البلدان (188)، والجزيرة والمدينة منسوبتان إلى طريف بن مالك الذي فتحهما، أنظر تقويم البلدان (166).
(2)
الجزيرة الخضراء: مدينة أمام سبتة من برّ الأندلس الجنوبيّ، وهي طيِّبة نزهة، توسّطت مدن السّاحل، وأشرفت بسورها على البحر، ومرساها أحسن المراسي للجواز، وأرضها أرض زرع وضرع، وبخارجها المياه الجارية والبساتين النضيرة، ونهرها يعرف بوادي العسل، وهي من أجمع المدن لخير البر والبحر، أنظر تقويم البلدان (172 - 173) ومعجم البلدان (3/ 99).
(3)
البيان المغرب (2/ 5) ونفح الطيب (1/ 253).
(4)
موسى بن نصير: أنظر سيرته المفصّلة في: قادة فتح المغرب العربي (1/ 221 - 309).
(5)
نفح الطيب (1/ 229 و 253 و 285).
(6)
فتوح مصر والمغرب والأندلس (254) - ابن عبد الحكم- نشر شارل توري ( Torrey) - ليدن- 1920 م.
(7)
تاريخ المغرب العربي (43)، والإقليم حول منطقة مدينة الرباط الحالية.
وسنجد أن طريفاً ليس من قبيلة برغواطة حسب، بل هو رئيسها، وكان له دور كبير في تلك القبيلة، من ناحيتي: العقيدة، والقتال، أي في توجيهها الفكري، وفي قيادتها في ميادين القتال.
وتذهب بعض المصادر، إلى أنه كان من أهل اليمن، فهو أبو زُرعَة طريف بن مالك المَعَافِري (1)، الاسم طبق الكنية (2)، والمعافر باليمن والأندلس ومصر (3)، والأصل من اليمن لأنهم من سبأ. وهو طريف بن مالك النّخَعِي (4)، والنّخعُ بن عامر من سبأ (5) أيضاً، وسَبَأ من اليمن.
ومن الواضح، أن طريفاً ليس عربياً، فهو ليس من المعافر ولا من النخع، وهو بعد ذلك ليس من اليمن، بل هو بربري من المغرب، ظهر أثره في البربر على عهد موسى بن نصير، وظل أثره فيهم بعد عهد موسى بن نصير، ولم يبرح المغرب في العهدين، وظل مع البربر واحداً منهم حتى توفاه الله.
ويبدو أن والد طريف، وهو مالك، كان مسلماً، بدليل اسمه العربي الإسلامي، مما يدل على أن طريفاً ولد وشب وترعرع في بيت إسلامي، ولعلّ تدينه لفت إليه الأنظار، بالإضافة إلى مزاياه وكفاياته الأخرى، وكان قربه من موسى بن نصير قد أتاح له الفرصة السانحة لتولي منصباً قيادياً، فنجح في منصبه القيادي نجاحاً ظاهراً. وقد كان من أقرب المقرّبين إلى موسى بن نصير من البربر: طارق بن زياد، وطريف بن مالك، فاستعان بهما في قيادة البربر، وبخاصة في مهمة فتح الأندلس.
وأخبار طريف في أيامه الأولى نادرة جداً، وقد برز لأول مرة في توليته
(1) المعافري: نسبة إلى يَعْفُر بن مالك بن الحارث بن مُرَّة بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَرِيب بن زيد بن كَهْلَان بن سَبَأ، أنظر جمهرة أنساب العرب (418).
(2)
نفح الطيب (1/ 254) برواية الرازي.
(3)
جمهرة أنساب العرب (418).
(4)
ابن خلدون (4/ 254) ونفح الطيب (1/ 233) نقلاً عن ابن خلدون.
(5)
النّخِع بن عامر بن عُلَّة بن جَلد بن مالك بن أَُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَرِيب ابن زيد بن كَهْلان بن سبأ، أنظر جمهرة أنساب العرب (412 - 414).