الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك الصبغ السمّاوي (1).
وفي بحر الأندلس، بجهة الغرب، يخرج العَنْبَر الجيِّد المقدّم على أجناسه في الطيب والصبر على النار (2)، هذا بالإضافة إلى وجوده ببحر شَذُونَة -كما ذكرنا ذلك قبل قليل-.
والمقدَّم في الأفاده المفضّل في أنواع الإشنان، لا ينبت في شيءٍ من الأرض إلاّ بالهند والأندلس (3).
وبنواحي ال (منتلون) يكون البَرْبَاريْس (4) العجيب (5). ومن الواضح جداً، أنّ المؤلِّفين الأندلسيين بخاصة، ركَّزوا على المزروعات العطريّة والإنتاج العطريّ لبلادهم، مما يدل على اهتمامهم بالعطور أولاً، وهذا يشير إلى اهتمامهم بكماليّات الترف، ورغبتهم فيه، واتِّجاههم إليه، وهذا الترف كان من عوامل خسارة الأندلس، فمن الصعب على المترف أن يقاتل كما يقاتل الرجال، لأنّه يحبّ الحياة ويخاف الموت.
3 - المعادن والأحجار الكريمة:
يكون حجر الَّلازَوَرْد (6) الجيد بناحية لَوْرَقَة من عمل تُدْمِيْر، وقد يوجد في
(1) نفح الطيب (1/ 143).
(2)
نفح الطيب (1/ 140).
(3)
جغرافية الأندلس وأوروبا (125 - 126)، والأشنان شجر من فصيلة الرَّمراميّة، ينبت في الأرض الرملية، ويستعمل هو أو رماده في غسل الثياب والأيدي.
(4)
البرباريس، ورد في آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني (503): الانبرباريس، وهو اسم من أسماء هذا النبات، ومن أسمائه: أمِيْر باريس، أمير ياريس، إلى غير ذلك، واسمه العلمي:( Berberis) ، أنظر معجم الشهابي في مصطلحات العلوم الزراعية (68)، وفيه: أَمْبَرباريس، أنْبَرباريس، وهو من الفصيلة البرباريسيّة، كثيرة التويجات، من ذوات الفلقتين، تزرع للزينة.
(5)
جغرافية الأندلس وأوروبا (126).
(6)
الّلازورد: من الأحجار الكريمة، لونه أزرق سماويّ أو بنفسجي، يستعمل للزينة، وأجوده ما كان فيه خطط حمر ذهبيّة، واسمه ( Lapislazuli ، Lazuritte) .
غيرها، وعلى مقربة من حصن لُوْرَقَة من عمل قُرطبة معدن البِلَّور (1)، وقد يوجد بجبل شميران، وهو شرقي يبره. والحجر البِجَادِيّ (2) يوجد بناحية مدينة أشبونة، في جبل هناك يتلألأ فيه ليلاً كالسراج. والياقوت الأحمر (3) موجود بناحية مُنْت ميور في كورة مالَقَة، إلاّ أنّه دقيق جداً لا يصلح للاستعمال لصغره. ويوجد حجر يشبه الياقوت الأحمر بناحية بَجَّانَة (4) بخندق يُعرف بقرية ناشرة أشكالاً مختلفة كأنّه مصبوغ، حسن الّلون صَبُور على النار. وحجر المغناطيس الجاذب للحديد، يوجد في كورة تُدْمِيْر. وحجر الشّاذنة (5) بجبال قرطبة كثير، ويُستعمل في ذلك التذاهيب. وحجر اليهودي (6) في ناحية حصن البونت (7)، وهو أنفع شيءٍ للحصاة. وحجر المرقشيثا (8) الذهبيّة في جبال ..........................................
(1) البِلَّوْر= البَلُّوْر: حجر أبيض شفاف، وهو ( Rock Crystal) .
(2)
البجادي والبيداجيّ: حجر كريم يشبه الياقوت، أحمر الّلون تعلوه بنفسجيّة، وهو البزادي أيضاً، وهو ( Garnet) .
(3)
الياقوت: حجر من الأحجار الكريمة، وهو أكثر المعادن صلابة بعد الماس، ويتركّب من أكسيد الألمنيوم، ولونه في الغالب شفاف مشرّب بالحمرة أو الزُّرقة أو الصُّفرة، ويستعمل للزينة، واحدته أو القطعة منه: ياقوتة، والجمع: يواقيت.
(4)
بجانة: مدينة كانت من أهم مدن أرش اليمن، أي الإقليم الذي نزل عليه بنو سراج القضاعيون، وكانوا يأخذون أرشه، وهي قريبة من المرية، بينهما ستة أميال. قال ابن سعيد: محدثة بنيت في عهد بني أميّة. وفي معجم البلدان: مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة خربت، وقد انتقل أهلها إلى المِرية، أنظر معجم البلدان (2/ 61).
(5)
الشاذنة: حجر يستعمل في مداواة العين وخشونة الأجفان، أنظر الفقرة (6) من نفح الطيب (1/ 142)، والشاذنة أكسيد حديدي طبيعي، يعدّ أهمّ معدن للحديد، أنظر الصحاح قي الّلغة والعلوم (1/ 654)، ويبدو أن التذاهيب هي خشونة الأجفان مرضاً، يداوى بالشّاذنة.
(6)
أحجار اليهودي: أحجار صغيرة تحتوي على أملاح قلوية كالبوتاسيوم والصوديوم، ويسمى أيضاً حجر الدم، ويستعمل لتداوي الحصاة، أنظر إحياء التذكرة (245) وعجائب المخلوقات للقزويني (246).
(7)
حصن البونت، Alpuent: شمالي بلنسية.
(8)
المرقشيثا ( Mercassite) : كان القدماء يطلقونه على البُورِيطس أيضاً، وهو مثله =
أُبَّذَة (1) لا نظير لها في الدنيا، ومن الأندلس تحمل إلى جميع الآفاق لفضلها. والمنغنيسيا في الأندلس كثير، وكذلك حجر الطَّلْق (2). ويوجد حجر الُّلؤلؤ بمدينة بَرْشلُونَة، إلاّ أنّه جامد الَّلون. ويوجد المرجان بساحل البَيْرَة من عمل المَرِية (3)، أقلّ ما لُقط منه في أقلّ من شهر نحو ثمانين ربعاً. ومعدن الذهب بنهر لارِدة يُجمع منه كثير، ويُجمع أيضاً من ساحل أشبونة. ومعادن الفضّة في الأندلس كثيرة في كورة تُدْمير وجبال حَمَّة بَجَّانة (4)، وبإقليم كرتش من عمل قُرطبة معدن فضّة جليل. وبأكشونبة معدن القصدير لا نظير له، يشبه الفضّة، وله معادن بناحية إفرنجة وليون، ومعدن الزئبق في جبل البرانس، ومن هناك يتجهّز به الآفاق. ومعادن الكبريت الأحمر والأصفر بالأندلس كثيرة، ومعدن التُوتِيا الطبيّة بساحل إلْبِيْرَة بقرية تسمى: بَطِرْنَة (5)، وهي أزكى
= مركّب من كبزيتور الحديد، ولكنهما يختلفان شكلاً. ومعنى الكلمة الحجر الصلد. وفي مفردات الطب، أنّ منه أصنافاً، منها الذهبي والفضي والنحاسي والحديدي، وكل صنف يشبه ما نسب إليه، أنظر معجم متن اللغة (5/ 285) والصحاح في اللغة والعلوم (2/ 291).
(1)
أبذة ( Ubeda) إلى الشمال الشرقي من بياسة بينهما سبعة أميال.
(2)
الطَّلْق ( Talc) : هي سليكات المنغنسيوم المائيّة، ويوجد في الطبيعة، ويُطحن على شكل مسحوق أبيض، يستخدم في تحضير المساحيق، أنظر الصحاح في اللغة والعلوم (4/ 47). وهي حجر برّاق، يتحلّل إذا دُقّ إلى طاقات صغار دقاق، ويشبه الشبّ اليماني، وإذا أُلقي في النار لم يحترق، لذلك كانوا يطلون به المواضع التي قد تُصيبها النار، لكي لا تحترق، أنظر الفقرة (10) من نفح الطيب (1/ 142).
(3)
أ- بيرة: بليدة قريبة من ساحل البحر بالأندلس، ولها مرسى ترسي فيه السفن ما بين مُرسية والمَرِية. أنظر معجم البلدان (2/ 330).
ب- المرية ( Almeria) : مدينة بنيت أيام عبد الرحمن الناصر، وازدهرت في أيام المرابطين، واشتدّ فيها الرخاء، وتقع على الساحل الشرقي إلى الجنوب الشرقي من بجانة، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (8/ 42 - 43).
(4)
حمّة بجَّانة: بشرق بجانة، على جبل شامخ فيه معادن غريبة، وفيه الحمة العجيبة الشأن، أُنظر الروض المعطار، نقلاً عن الفقرة (2) من نفح الطيب (1/ 143). والحمّة لغة: العين الحارّة يُستشفى بها الأعلاّء والمرضى.
(5)
أ- التُوْتِيا= التُوْتِيَاء: حجر يكتحل به، وهو معرّب، أنظر الصحاح في اللغة والعلوم =
توتيا وأقواها في صبغ النحاس، وبجبال قرطبة توتيا وليست كالبطرنيّة. ومعدن الكحل المشبّه بالأصفهاني بناحية مدينة طُرْطُوْشَة (1)، يحمل منها إلى جميع البلاد. ومعادن الشّبوب (2) والحديد والنحاس بالأندلس أكثر من أن تُحصى (3).
وأعظم معدن للذهب بالأندلس في جهة شَنْت ياقُوه (4)(شنت ياقوب) قاعدة الجلالقة (5) على البحر المحيط. وفي جهة قُرْطُبَة الفضّة والزئبق. والنحاس في شمالي الأندلس كثير، والصُّفْر الذي يكاد يشبه الذهب، وغير ذلك من المعادن المتفرِّقة في أماكنها.
والعَيْن الذي يخرج منها ...............................................
= (1/ 147)، وهي معدن صلب أبيض ضارب إلى الزرقة، يلين بالإحماء ويطرّق، وهو الزنك والخارصين، ويتخذ منه الكحل. ويستعمل لتغطية سطوح البيوت القليلة الانحدار، ويطلى به الحديد فيقيه الصدأ، وربما استعملوا بعض أملاحه سماداً وسيطاً، أنظر معجم متن الّلغة (1/ 413).
ب- إلبيرة ( Elvira) : كورة كبيرة من الأندلس، ومدينة متصلة بأراضي كورة قُبْرة، بين القبلة والشرق من قرطبة، بينها وبين قرطبة تسعون ميلاً، وفيها عدّة مدن منها قسطيلية وغرناطة، أنظر معجم البلدان (1/ 322 - 323).
ج- بطرنة: قرية من قرى بلنسية، أنظر المغرب (2/ 355).
(1)
طرطوشة ( Tortosa) : مدينة بالأندلس تتصل بكورة بلنسية، وهي شرقي بلنسية وقرطبة، قريبة من البحر، أنظر معجم البلدان (6/ 42 - 43).
(2)
الشّبوب: جمع شبّ، وهو معدن يشبه الملح والنوشادر، وهو كبريتات الأمونيا والبوتاس، وهو بلورات بيض طعمها قابض ( Alun) ، وأما الشب الأزرق فهو كبريتات النحاس، أنظر متن اللغة (3/ 264) والصحاح في اللغة والعلوم (1/ 641).
(3)
جغرافية الأندلس وأوروبا (124 - 130) ونفح الطيب (1/ 140 - 143).
(4)
شنت ياقو= سنت ياقوه= سنت يعقوب ( Santiago de Compostela) : في أقصى الشمال الغربي من الأندلس، بمنطقة جليقية، وفيها كنيسة مقدّسة يحجّون إليها، وهي قلعة حصينة، أنظر معجم البلدان (5/ 301).
(5)
الجلالقة: سكّان جِلِّيْقِيّة التي تمتدّ من نهر دُويره ( Duero) جنوباً حتى الساحل الشمالي لشبه جزيرة الأندلس، ومن السّاحل الغربيّ لها حتى قَشْتالة ( Castile=Castilla) ، أنظر المادة (1) من جغرافية الأندلس وأوروبا (71).
الزاج (1) في لَبْلَة مشهورة، وهو كثير مفضّل في البلاد منسوب. وبجبل طليطلة جبل الطَّفْل (2) الذي يجهّز إلى البلاد، ويُفضّل على كل طَفْلٍ بالمشرق والمغرب.
وبالأندلس عدّة مَقاطع للرُّخام، وفي جبل قُرطُبة مقاطع الرُّخام الأبيض الناصع والخمريّ. وفي ناشِرة مقطع عجيب للعُمُد، وَببَاغة من مملكة غَرْناطة مقاطع للرُّخام كثيرة غريبة مُوَشّاة في حمرة وصفرة، وغير ذلك من المقاطع التي بالأندلس من الرخام الحالك المُجَزَّع (3).
وحصى المريّة: يُحمل إلى البلاد، فإنَّه كالدرّ في رَوْنَقه، وله ألوان عجيبة، ومن عادتهم أن يَضَعوه في كيزان الماء.
وفي الأندلس، من الأمنان التي تنزل من السّماء، القِرْمِز الذي ينزل على شجر البَلُّوط، فيجمعه النّاس من الشَّعرا (4) ويصبغون به، فيخرج منه الّلون الأحمر الذي لا تفوقه حمرة (5).
وليست الأمنان التي تنزل من السّماء من الأحجار ولا من المعادن، كما أنها ليست من الموارد الزراعيّة، وقد وضعها صاحب نفح الطيب في هذا المكان، فآثرنا أن نضعها حيث وضعها، خاصة وهي تمسّ الأصباغ، وقد كان لقسم من المعادن التي ذكرتها فائدة للأصباغ أيضاً، ولعلّ هذه الصِّلة هي التي حدت بصاحب نفح الطيب أن يضعها في هذا المكان.
(1) الزاج: ملح معروف، يقال له الملح اليماني، أنظر معجم متن اللغة (3/ 75). والزاج الأبيض: كبريتات الخرصين. والزاج الأزرق: كبريتات النحاس.
(2)
الطَّفْل ( Shale) : الطين يتصلّب على هيئة رقائق بتأثير ضغط ما فوقه من الصخور، بحيث يسهل فصلها، وهي مادة إذا أضيف إليها الماء تكوّنت منها طينة تقبل التشكل، ومن مثلها تجعل الأواني الفخارية. وأساس تركيب الطفل هو سليكات الألمنيوم المائي، تختلط بها بعض الشوائب كالحديد وغيره، أنظر معجم الصحاح (2/ 43). وهو طين أصفر تصبغ به الثياب، وبائعه الطّفال، أنظر معجم متن اللغة (3/ 617).
(3)
المجزّع: كلّ ما اجتمع فيه سواد وبياض.
(4)
الشَّعْرا= الشَّعْراء: الأرض أو الروضة الكثيرة الشجر.
(5)
نفح الطيب (1/ 200 - 201).