الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جُمل، وحذفوا ما بقي منه، وبخاصة الجمل ذات المعاني العامة الشائعة التي يكثر ترديدها في الخطب والمواعظ وغيرها، أي أنهم أبقوا من الخطاب ما ورد فيه من معاني خاصة يتميّز بها عن الخطب الأخرى، وحذفوا ما ورد فيه من معان عامة تتكرر في الخطب وفي المواعظ وعلى ألسنة الناس.
إن النصوص المسجلة للخطبة مختصرة ومطوّلة، تتفق بالمعاني الخاصة التي يتميز بها خطاب طارق عن سائر الخطب، ولكنها تختلف في المباني إيجازاً وتفصيلاً، والمعاني أهم من المباني، واتفاق المصادر على المعاني، دليل جديد على أنها لطارق لا لغيره من الناس.
(ب). في المراجع:
لا يمكن ذكر جميع المصادر التي أيّدت نسبة خطبة طارق إليه، فهي كثيرة جداً، فلا بأس من ذكر قسم منها، وبخاصة التي اطلعت عليها وذكرتها في هذا البحث.
فقد جزم الأستاذ عبد الله كنون من جملة انطباع البربر بالطابع العربي البحت، وأيَّد نسبة الخطبة إلى طارق، في كتابه: النبوغ المغربي. (1)
كما أيّد الدكتور عبد السلام الهرّاس نسبة الخطبة إلى طارق، في مقالين اطلعت عليهما (2)، كما نشر بحثاً في القاهرة لم أطلع عليه، وحماسة الهراس وغيرته مما يُحمد عليه.
كما نشر الأستاذ عبد العزيز الساوري مقالاً، أيّد فيه نسبة الخطبة إلى طارق، وأضاف مصدراً جديداً سجل الخطبة هو كتاب: صلة السمط لابن الشباط (3).
كما نشر الشيخ محمد أبو زيد طنطاوي بحثاً عنوانه: فتح العرب للأندلس،
(1) النبوغ المغربي (1/ 22 - 23).
(2)
دعوة الحق - العدد الخامس - السنة الحادية عشرة، والعدد (228).
(3)
دعوة الحق - العدد: 225 ص: 100 - 101.
أيّد فيه نسبة الخطبة إلى طارق بن زياد (1).
تلك أمثلة على مَن أيّد نسبة خطبة طارق إليه، إما بتدوينها في سير أحداث الفتح، أو في مناقشة الرافضين الاعتراف بنسبة تلك الخطبة إلى طارق، وهي عبارة عن البحوث التي اطلعت عليها، ومن المؤكد أن الدراسات والبحوث التي لم أطلع عليها، أكثر بكثير من البحوث والدرسات التي اطلعت عليها، ومن المفيد أن يتم الاطلاع عليها والتنويه بها.
ويمكن أن نتبين، أن رفض الخطبة ارتفع مده في النصف الأخير من القرن الرابع عشر الهجري والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي، حتى تكاثر الرافضون وأصبح الرفض أمرأ مسلّماً به في الدراسات الأندلسية، وانقسم الرافضون إلى قسمين: قسم يصرح برفضه، وقسم يغفل الخطبة إغفالاً كاملاً، فلا يذكرها في دراسته ولا يشير إليها، كأن رفضها حقيقة لا غبار عليها، يخجل الباحث من الاعتراض على الرفض، أو من التطرّق إلى الخطبة من قريب أو بعيد.
وللتاريخ أذكر، أن أول من رفض الرّفض وردّ عليه، هو الأستاذ عبد الله كنون، في كتابه: النبوغ المغربي، ثم توالت الردود في نماذج تطرقنا إلى ما اطّلعنا عليه، واستفدنا منه في هذه الدراسة.
واليوم أصبح هناك مَن لا يخجل من رفض الرفض والرد عليه، بل أصبح هناك مَن يخجل من السكوت عن رفض الرفض والنهوض بأعبائه، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
وظهرت الدراسات التي تؤكد نسبة خطبة طارق إليه، داحضة حجج الرافضين، وهذه الدراسات هي أول الغيث ثمّ ينهمر بإذن الله، فلا يقتصر على خطبة طارق، بل يشمل كل ما شك فيه المؤلفون الأجانب وعلى رأسهم المستشرقون وشككوا فيه بدون حق ولأسباب بعيدة عن المنهج العلمي قريبة
(1) مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - العدد الثاني - السنة العاشرة - رمضان 1397 هـ - آب وأيلول (أغسطس - سبتمبر) 1977 م (43 - 67) - مكة 1397 هـ.