الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الموطن بوجه خاص الإكثار من الذكر والدعاء بإخلاص وحضور قلب ورغبة ورهبة، وشرع رفع الصوت به وبالتلبية كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذا اليوم:«خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (1)» .
أما الدعاء الجماعي فلا أعلم له أصلا، والأحوط تركه؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما علمت، لكن لودعا إنسان في جماعة وأمنوا على دعائه فلا بأس في ذلك كما في دعاء القنوت ودعاء ختم القرآن الكريم ودعاء الاستسقاء ونحو ذلك.
أما التجمع في يوم عرفة في غير عرفة فلا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (2)» أخرجه مسلم في صحيحه، والله ولي التوفيق.
(1) رواه مالك في الموطأ كتاب القرآن 32 والحج 246، ومسلم في المناسك، وأبو داود في المناسك.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه.
السؤال الثاني: نرى في هذه الأيام عند النفرة من عرفات إلى مزدلفة الزحام الشديد، بحيث إن الحاج إذا وصل إلى مزدلفة لا يستطيع المبيت فيها من شدة الزحام، ويجد مشقة في ذلك، فهل يجوز
ترك المبيت بمزدلفة
، وهل على الحاج شيء إذا ترك المبيت بها، وهل تجزئ صلاة المغرب والعشاء عن الوقوف والمبيت في مزدلفة وذلك بأن يصلي الحاج صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة، ثم يتجه فورا إلى منى، فهل يصح الوقوف على هذا النحو، نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل.
الجواب: المبيت بمزدلفة من واجبات الحج، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد بات بها صلى الله عليه وسلم وصلى الفجر بها وأقام حتى أسفر جدا، وقال:«خذوا عني مناسككم (1)» ، ولا يعتبر الحاج قد أدى هذا الواجب إذا صلى المغرب والعء فيها جمعا ثم أنصرف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص إلا للضعفة آخر الليل.
وإذا لم يبت في مزدلفة فعليه دم جبران لتركه الواجب، والخلاف بين أهل العلم رحمهم الله في كون المبيت في مزدلفة ركنا أو واجبا أو سنة مشهور معلوم، وأرجح الأقوال الثلاثة أنه واجب على من تركه دم، وحجه صحيح، وهذا هو قول أكثر أهل العلم، ولا
(1) رواه النسائي وأحمد بن حنبل.