الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي إسحاق قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي، قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله أي علم أفسدوا (1).
ولكن من المعلوم بالضرورة أن الإحجام عن الرواية، لم يكن الحل الصحيح للمشكلة، فإن الأحاديث النبوية دين وشرح للقرآن الكريم. ولذا كان لا بد من الحلول الجذرية، ومن التقيد بأصول وقواعد تضع الحد من هذه الظاهرة الخطيرة وتنقح الصحيح من المكذوب. فظهر السؤال عن الإسناد.
(1) مقدمة مسلم / 129.
4 -
أهمية الإسناد:
روى مسلم بسنده عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم (1).
وقد روى نحوه ابن أبي حاتم (2).
وفي رواية أخرى لمسلم عن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم (3). وقد روى نحوه الخطيب في الكفاية والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " بطرق عديدة، وابن عبد البر في " التمهيد "(4).
وقد تدرج الأمر إلى الأمام، وأخذ الأئمة المحدثون يشددون في طلب الإسناد، فهذا الشعبي (بعد المائة) يروي عن الربيع بن الخيثم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. فله كذا وكذا وسمى من الخير. قال الشعبي: فقلت: من حدثك؟ قال: عمرو بن ميمون قلت: من حدثه؟ قال: أبو أيوب، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).
(1) مقدمة مسلم / 84.
(2)
الجرح والتعديل جـ 1 / ق1 / ص28.
(3)
مقدمة مسلم / 84.
(4)
الكفاية / 121، 122. والمحدث الفاصل / 208 ومن صفحة 414 إلى ص 416 والتمهيد جـ 1 ص46 طبعة المغرب.
(5)
معرفة علوم الحديث / 6.