الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي قسم رب العالمين بملائكته وهم العباد المكرمون، يشير إلى جانب من فضلهم، وأنهم يتلون الذكر، ويلقونه على رسل الله وأنبيائه يقول تعالى:{فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} (1)، {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا} (2).
(1) سورة الصافات الآية 3
(2)
سورة المرسلات الآية 5
ذكر الله
وهو أرفع مستوى تسمو إليه عقيدة الإنسان؛ لأنه يعني استحضار عظمة الذات الإلهية والإحساس بها في كل موطن، وفي كل موقف، ومن هنا يكون الذكر جنة للمؤمنين، وملاذا لقلوبهم فلا تعصف بها الأهواء، وحصنا حصينا لإيمانهم فلا يزيغ به شرك أو رياء.
وهذه هي ثمرته: طمأنينة في القلب {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (1).
والأسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم منهج كريم، لكن الذي يعرف قيمة القدوة، ويحرص عليها من كان رجاؤه في الله وثوابه، وكان ذكر الله يملأ جوانب نفسه، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (2).
والذكر صفة للمتقين لأنه باعث التقوى ووسيلتها {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (3)، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (4).
(1) سورة الرعد الآية 28
(2)
سورة الأحزاب الآية 21
(3)
سورة آل عمران الآية 135
(4)
سورة الأعراف الآية 201
وذكر الله سمة تحكم مسلك العقلاء، يقول تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (1){الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (2).
وذكر العقلاء لله- كما تشير الآية- تأمل وتدبر، واستحضار لعظمة الذات، وليس مجرد ترديد عبارات باللسان والقلب عنها في شغل كبير.
والذكر صفة للمؤمنين. . فإذا تحدث القرآن عن الشعراء بأنهم يهيمون في أودية الغي، فمنهم من نأى عن ذلك فنبذ تقاليد الجاهلية ومقاييسها الفاسدة، واتجه إلى قيم أمثل تصلح الحياة والنفوس، وهؤلاء هم شعراء المؤمنين أو مؤمنو الشعراء، وأبرز صفاتهم الذكر الكثير لله، والانتصار لدينه، يقول تعالى:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (3){أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} (4){وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} (5){إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا} (6).
ولكون الذكر صفة للمؤمن وسمة للإيمان، وجدنا هذه النداءات في القرآن الكريم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (7)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ} (8) ذلك لأن الذكر أعظم سلاح يرفع من معنوية المجاهد عندما يشتد البأس، وتحمر الحدق.
ويقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (9)، {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} (10){الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (11){أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} (12)، واستجابة القلب للذكر وتأثره به دليل على صدق الإيمان، وقوة سلطانه على نفس الإنسان.
(1) سورة آل عمران الآية 190
(2)
سورة آل عمران الآية 191
(3)
سورة الشعراء الآية 224
(4)
سورة الشعراء الآية 225
(5)
سورة الشعراء الآية 226
(6)
سورة الشعراء الآية 227
(7)
سورة الأحزاب الآية 41
(8)
سورة الأنفال الآية 45
(9)
سورة الأنفال الآية 2
(10)
سورة الحج الآية 34
(11)
سورة الحج الآية 35
(12)
سورة الحديد الآية 16