الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما إن حل القرن الثاني، حتى صار السؤال عن السند ضرورة ملحة لا سبيل إلى إغفالها. حدث عتبة بن حكيم: أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري (125 هـ) قال: فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الزهري: قاتلك الله، يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على الله، ما تسند حديثك. تحدثنا بأحاديث، ليس لها خطم ولا أزمة (1).
وقال ابن أبي الزناد: قال لي هشام بن عروة (146 هـ): إذا حدثت بحديث، أنت منه في ثبت، فخالفك إنسان، فقل: من حدثك هذا؟
فإني حدثت بحديث، فخالفني فيه رجل، فقلت: هذا حدثني به أبي فأنت من حدثك؟ فجف (2).
وعن الأعمش (147 هـ) قال: جالست إياس بن معاوية، فحدثني بحديث، قلت: من يذكر هذا، فضرب لي مثل رجل من الحرورية فقلت: إلي تضرب هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أدع بعرة ولا خنفساءة إلا حملتها؟ (3).
(1) المحدث الفاصل / 209.
(2)
المحدث الفاصل / 209، الكفاية / 403.
(3)
مقدمة مسلم / 87.
5 -
الإسناد ركن من ركني الحديث:
نرى من خلال الأخبار المتعلقة بالإسناد أن الأمر لم يعد هينا، بل أصبح يعتبر ركنا من ركني الحديث النبوي، وأمرا من أمور الدين فقد روى مسلم بسنده إلى عبد الله بن المبارك يقول: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (1).
وفي رواية أخرى يقول عبد الله: بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد (2).
وقال محمد: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال: قلت لعبد الله بن المبارك يا أبا عبد الرحمن. الحديث الذي جاء: أن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك، وتصوم لهما مع صومك، قال: فقال عبد الله: يا أبا إسحاق: عمن هذا؟ قال: قلت له هذا من حديث لشهاب بن خراش، فقال: ثقة، عمن قال؟ قلت: عن الحجاج بن دينار. قال: ثقة، عمن قال؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(1) مقدمة مسلم / 88.
(2)
مقدمة مسلم / 89.