الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتجلى حقيقة هذا السبب في قوله: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} (1){فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} (2) فكما يحاول الفاتن أن يصرف مفتونه عن دينه، ويبعده عن ربه نرى المفتون من ناحية أخرى ينسى فاتنه ذكر ربه عندما يظن سكوته عنه انصياعا له وذلا له، فيغريه ذلك بمزيد من التجاوز والشطط.
(1) سورة المؤمنون الآية 109
(2)
سورة المؤمنون الآية 110
عقوبة النسيان
نسيان:
هؤلاء الذين وقعوا مطية للنسيان المنحرف الذي حللنا أسبابه، كيف قوم القرآن موقفهم؟ وماذا قال في عقوبتهم؟
إن سنة الله في عباده وقانونه في خلقه: الجزاء من جنس العمل، فمن نسي ينسى، ونسيان الله لعبده يعني أنه في موقف الطرد من رحمته، والبعد عن مغفرته، وأنه موكول إلى نفسه، ولذا فشقاء الحياة ينتظره، وبؤسها سيلاقيه.
وهذه هي الآيات التي تشير إلى عاقبة النسيان الخاطئ، يقول تعالى:{فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (1)، {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (2)، {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (3)، {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} (4)، وفي هذه الآية الأخيرة لون آخر من العقوبة، وهو أن من نسي ربه يوكل الله به ظاهرة النسيان البشري بصورة غير طبيعية تجعل حياته لا تحتمل، ويقضي أيامه في الحياة بدون ذاكرة، {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (5)
(1) سورة الأعراف الآية 51
(2)
سورة التوبة الآية 67
(3)
سورة طه الآية 126
(4)
سورة الحشر الآية 19
(5)
سورة الجاثية الآية 34