الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن عينية: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله.
وإن لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا (1)، فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله (2)» .
وهي أول ما يطلب من الكفار عندما يدعون إلى الإسلام؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم «لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله (3)» الحديث أخرجاه في الصحيحين (4)، وبهذا تعلم مكانتها في الدين وأهميتها في الحياة، وأنها أول واجب على العباد لأنها الأساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال.
(1) كلمة الإخلاص لابن رجب ص 52 - 53
(2)
رواه مسلم في الإيمان برقم (23).
(3)
صحيح البخاري المغازي (4347)، صحيح مسلم الإيمان (19)، سنن الترمذي الزكاة (625)، سنن النسائي الزكاة (2435)، سنن أبو داود الزكاة (1584)، سنن ابن ماجه الزكاة (1783)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 233)، سنن الدارمي الزكاة (1614).
(4)
رواه البخاري (3/ 255) ومسلم في الإيمان برقم (19).
2 -
وأما
فضل هذه الكلمة:
فلها فضائل عظيمة ولها من الله مكان، من قالها صادقا أدخله الله الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه وأحرزت ماله وحسابه على الله عز وجل، وهي كلمة وجيزة اللفظ قليلة الحروف خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان، فقد روى ابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«قال موسى: يا رب، علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى، قل: لا إله إلا الله. قال: كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله (1)» ، فالحديث يدل على أن لا إله إلا الله هي أفضل الذكر، وفى حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا:«خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (2)» ، رواه- أحمد
(1) رواه الحاكم (1/ 528) وابن حبان برقم (2324)، مورد الظمآن.
(2)
سنن الترمذي الدعوات (3585).