الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خشب لا يقتل مسلما، فتقاعد من كان يقال له. فارس نبي الله، (1) وما أتعبه الجهاد ولكن أتعبته الفتنة، فلم يلوث بها سيفه ولا يده ولا لسانه بدم مسلم أبدا.
(1) طبقات ابن سعد (3/ 445).
الإنسان:
كان لمحمد بن مسلمة عشرة أبناء من الذكور، وست بنات:(1) عبد الرحمن وبه كان يكنى، وأم عيسى، وأم الحارث، وأمهم أم عمرو بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، وهي أخت سلمة بن سلامة. وعبد الله، وأم أحمد، وأمهما عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر، وهو كعب بن الخزرج من الأوس. وسعد، وجعفر، وأم زيد، وأمهم قتيلة بنت الحصين بن ضمضم من بني مرة بن عوف بن قيس عيلان، وعمر، وأمه زهراء بنت عمار بن معمر من بني مرة ثم من بني مرة من بني خصيلة من قيس عيلان. وأنس وعمرة، وأمهما من الأطبا بطن من بطون كلب. وقيس، وزيد، ومحمد، وأمهم أم ولد. ومحمود لا عقب له، وحفصة، وأمهما أم ولد (2).
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد محمد بن مسلمة: جعفر وعبد الله وسعد وعبد الرحمن وعمر (3) خمسة ذكور.
أخوه: محمود بن مسلمة، شهد أحدا والخندق وخيبر، ودلى عليه مرحب اليهودي يوم خيبر رحى فأصابه في رأسه، فهشمت البيضة رأسه، فمكث ثلاثة أيام ثم مات شهيدا (4).
(1) الاستبصار (422)، وأسد الغابة (4/ 330)
(2)
طبقات ابن سعد (3/ 443).
(3)
الإصابة (6/ 63).
(4)
الاستبصار (243).
وأخته: أم عميس بنت مسلمة، وهي امرأة رافع بن خديج، وهي التي نزل فيها قوله تعالى:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} (1) وهي من المبايعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، (2) كما كانت زوج محمد بن مسلمة وهي عمرة من المبايعات (3) أيضا، وكانت زوجه أم عمرو بنت سلامة بن وقش من المبايعات (4) أيضا.
وهكذا كان محمد بن مسلمة في بيت كله إيمان وتقوى.
لقد كان من أكابر الصحابة (5) ومن فضلائهم (6) وسادتهم (7) وشجعانهم، (8) وكان موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم وثقة الخلفاء الراشدين من بعده.
وصف شجاعته عباد بن بشر بن وقش الذي كان زميله في قتل اليهودي ابن الأشرف، فقال في قصيدته التي فيها:
صرخت به فلم يعرض لصوتي
…
وأوفى طالعا من رأس جدر (9)
فعدت فقال من هذا المنادي
…
فقلت: أخوك عباد بن بشر (10)
فعانقه ابن مسلمة المرادي (11)
…
به الكفار كالليث الهزبر (12)
وشد بسيفه صلتا عليه
…
فقطره أبو عبس بن جبر
وكان الله سادسنا فأبنا
…
بأنعم نعمة وأعز نصر (13)
(1) سورة النساء الآية 128
(2)
المحبر (411).
(3)
المحبر (414 و 415).
(4)
المحبر (417).
(5)
خلاصة تهذيب الكمال (359).
(6)
الاستيعاب (3/ 1377).
(7)
البداية والنهاية (8/ 27).
(8)
الاستبصار (241).
(9)
البيت في مغازي الواقدي: صرخت به فلم يجفل لصوتي وأوفى طالعا من فوق قصر.
(10)
الاستبصار (220).
(11)
رادى الرجل عن قومه: إذا ناضل عنهم.
(12)
الهزبر في الأصل صفة للأسد ثم أطلقت علما عليه.
(13)
الاستبصار (238) وانظر تمام القصيدة في: مغازي الواقدي (1/ 190 - 191).
ومات سنة ثلاث وأربعين الهجرية (663 م) وهو يومئذ ابن سبع وسبعين سنة.
وهذا التاريخ لوفاته ما نرجحه، لإجماع المؤرخين عليه، ولأنه يقارب ما بلغ عمره إليه من سنوات، وقيل توفي سنة ست وأربعين الهجرية بالمدينة (1) وصلى عليه مروان بن الحكم، (2) وقيل: توفي في سنة سبع وأربعين وهو ابن تسع وسبعين سنة (3).
وهناك رواية أن أهل الشام قتلوه. فقد دخل عليه رجل من أهل الأردن وهو في داره فقتله، (4) لكونه اعتزل عن معاوية في حروبه، (5) والرواية ضعيفة لأن أكثر الذين أرخوا له لم يأخذوا بها ولم يتطرقوا إليها، ولإجماعهم على أنه مات بأجله المحتوم.
وقد استوطن المدينة ومات بها، ولم يستوطن غيرها، (6) إلا مدة الفتنة، فقد رحل إلى الربذة في الصحراء - واعتزل الفتنة هناك.
وهكذا انتهت حياة صحابي جليل، كان يملأ الأعين قدرا وجلالا، والنفوس تقديرا وإجلالا، والقلوب أسوة ومثالا، خدم عقيدته والمسلمين ولا يزال ذكره يعطر صفحات التاريخ.
(1) طقبات ابن سعد (3/ 445).
(2)
الاستبصار (422).
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 92).
(4)
الإصابة (8/ 64).
(5)
تهذيب التهذيب (9/ 455).
(6)
أسد الغابة (4/ 33) بالاستيعاب (3/ 1377).