الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد رأيت أن الصيغة الثلاثية للذكر (ذكر) ومشتقاتها المختلفة تستعمل في معان معينة، بينما الصيغ المزيدة تستخدم استخداما آخر.
فالذكر صورة حاضرة ماثلة في الذهن.
والتذكرة استحضارها بعد النسيان.
والتذكير حفز الغير على ذلك الاستحضار.
ولنبدأ بالحديث عن الذكر، وما يشتق من مادته من صيغ ثلاثية.
وردت الصيغة الثلاثية للذكر من عدة صور متباينة، وفي معان متنوعة:
*جاءت بالصيغة الفعلية (ذكر- يذكر- اذكر) مرادا بها الحديث.
*وجاءت بالصيغة الاسمية مرادا بها الشرف أو الشأن، ومرادا بها العلم، ومرادا بها الكتاب المنزل أو النبي المرسل.
*وتناوله القرآن بالصيغة الفعلية واقعا على لفظ الجلالة، وبالصيغة الاسمية مضافا إليه مثل: ذكروا الله- يذكرون الله- اذكروا الله- ذكر الله.
*وبنفس الصيغتين واقعا على لفظ الرب أو مضافا إليه. .
*وبالصيغة الفعلية واقعا على اسم الله تعالى مثل: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} (1).
والذكر في الحالات الثلاث الأولى يدخل في دائرة الاستعمال اللغوي فحسب، وفي الحالات الأربع الأخيرة مقصور على العبودية الخالصة، والارتباط الوثيق بالله.
(1) سورة الأعلى الآية 15
الذكر بمعنى الحديث:
تناول الإنسان لأمر من الأمور بلسانه يعني إخراجه من دائرة النسيان إلى عالم الشهود، وقد ورد الذكر بهذا المعنى في ستة مواضع، منها ما فيه تكريم، ومنها ما فيه تحذير.
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأصنام التي ضل بها قومه، وقالوا عنه كما حكى القرآن الكريم:{أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} (1).
(1) سورة الأنبياء الآية 36