الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصادر البحث:
(1)
القرآن الكريم.
(2)
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
(3)
معجم ألفاظ القرآن الكريم. مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
(4)
تفسير المنار. محمد رشيد رضا.
رسالة لشيخ الإسلام
تقي الدين ابن تيمية
أجاب فيها عن أسئلة في علم القراءات
حققها وقدم لها:
الدكتور محمد علي سلطاني
صفحة فارغة
* الدكتور محمد علي سلطاني.
* المولود عام 1343هـ- 1933م- في مدينة دمشق.
* تلقى تعليمه الأولي في دمشق.
* حصل على الشهادة الجامعين من جامعة دمشق في كليتي الآداب والتربية.
* عمل بعد حصوله على الدكتوراه مدرسا في جامعتي دمشق واللاذقية وغيرهما، وعمل بعد وقبل حصوله على الماجستير مدرسا في المعهد العلمي ببريدة وحفر الباطن، وهو الآن يدرس النحو في كليات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* إنتاجه العلمي يدور في ميدان اللغة العربية وما يتصل بها، صدر له حتى الآن ما يزيد على عشرة كتب، اثنان في النقد القديم أحدهما تحقيق، واثنان في البلاغة، وواحد في العروض، واثنان في النحو أحدهما تحقيق، وثلاثة في اللغة تحقيق، وأسهم في أعمال علمية منها إصدار سلسلة لغوية بعنوان دليل الباحث اللغوي، إضافة إلى بعض البحوث في القراءات القرآنية من جانب النحو.
صفحة فارغة
(رسالة لشيخ الإسلام: تقي الدين ابن تيمية)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد:
فإن القراءات القرآنية من أكثر علوم القرآن والعربية أهمية وأجلها شأنا. . أما أهميتها من حيث اللغة فتعود إلى جانبين كبيرين:
- أولهما ما تقدمه للباحثين في نشأة اللغات وتطورها وتاريخها من الظواهر اللغوية الحية على اختلاف صنوفها: في الحرف والصوت والكلمة والتركيب. .
- وثانيهما ما تقدمه للنحو وفقه اللغة من الشواهد والنماذج مما لا يبلغ بعض شأوه شواهد العربية الأخرى في الشعر والخطب والأمثال والأقوال. . وذلك بسبب مما حظيت به القراءات منذ نشأتها من عناية وضبط وتوثيق. . بالتلقي المتثبت، والمشافهة الواعية، والرواية المتواترة أو النقل المستفيض، والتدوين المقرون بالوصف الدقيق والأسانيد المدروسة الموثوقة. .
وأما رفعة شأنها فلارتباطها بالقرآن العظيم منهاج المتقين ومعراج المرتقين، مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام:«خيركم من تعلم القرآن وعلمه (1)» .
غير أن هذا الميدان الجليل بما اتسم به من الغنى اللغوي الفريد، نتيجة التيسير الذي عبر عنه الحديث النبوي:«أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه (2)» ؛ أثار قدرا غير قليل من القضايا التي ارتبطت بعلم القراءات، وغدت مع الزمن أقرب إلى المشكلات، فشغلت العلماء والباحثين عبر القرون - وما يزال بعضها يشغلهم- للوصول إلى المعرفة اليقينية بشأنها. . من ذلك قولهم: ما تفسير الأحرف السبعة؟ أهي للتكثير أم لتحديد؟ وإن كانت الأخيرة فما المقصود بها على الدقة أهي القبائل أم الطرائق أم الظواهر؟
(1) رواه البخاري في صحيحه (6/ 108).
(2)
رواه البخاري في صحيحه 6/ 111.
ما مدى شيوع التواتر بين القراءات، أهو مقصور على السبع أم العشر أم ما فوق ذلك؟
أهي سواء في الفصاحة أم أن بينها فصيحا وأفصح؟ ما موقف النحو والقياس من هذا التفاوت في الفصاحة؟. .
هذه وغيرها أسئلة كثيرة تتردد بينهم لا تفتر، تبحث لها عن الجواب الأخير.
وقد أحدث اختلاف القراءات وتعددها حركة علمية مباركة، أسفرت عن أعداد من مجموعات الكتب القيمة. . بدأت بكتب جمعت القراءات، فأخرى نهضت بالاحتجاج لها بلغة العرب، وثالثة وصفت مرسوم مصاحف الأمصار، ورابعة اهتمت بالنقط والشكل. . وبقي في الميدان زوايا يلفها بعض الغموض والاختلاف وتباين الآراء، مما تعد رسالة شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية الآتي نصها حلقة في سلسلة الردود على تساؤلات الباحثين عن الحقيقة، حيث أجاب فيها عن عدد من هذه التساؤلات.
أما الرسالة فهي واحدة مما تضمه مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض من نفائس المخطوطات، وتقع في سبع صفحات تضمها أربع ورقات ضمن مجموع يحمل رقم 3653 / ف مصور عن الأصل في مكتبة تشستربتي، كتبه بخط نسخي دقيق علي عبد الله الغزي سنة 859 هـ.
ومما يعد نسخة قيمة أخرى لهذا النص، ما تم نشره بعنوان (فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) جـ13/ 389 - 404 فقد ضم الفاضل الشيخ عبد الرحمن العاصمي هذا النص إلى الكتاب بوصفه إحدى الفتاوى التي صدرت عن شيخ الإسلام آنذاك. . وقد أفدت منه في تصويب المواضع التي تأثرت بالرطوبة في الأصل لدي.
ولم يذكر الشيخ العاصمي مصادره، غير أن الاختلاف الطفيف في بعض ألفاظ النصين يثبت أنه نسخة أخرى لهذه الرسالة، مما تجد ثماره وأثره في المتن وبعض حواشي التحقيق.
ومما يعد طرفا في هذا التوثيق نقول مطولة لمقاطع تامة من هذا النص، احتج بها ابن الجزري مقرونة بنسبتها إلى ابن تيمية في كتابه (النشر في القراءات العشر 1/ 39 وما بعدها) مما تجد الإشارة إليه في مواضعه بعد.
وتبدأ الرسالة بالبسملة والدعاء فالنص على الأثر بلا عنوان يتقدمه، ولا ضير في هذا، لأن النص نفسه وما ورد فيه من عبارات صريحة أدلة ناصعة على صحة نسبته إلى الشيخ الإمام ابن تيمية، مما يطالع القارئ منذ السطور الأولى.
وقد لقيت هذه الرسالة من عناية العلماء عبر القرون ما يبدو أثره في الخاتم الرابض في نهايتها، وجاء في نقشه للواقف ما نصه:
"وقف سيد يوسف فضل الله، إمام جامع سلطان محمد خان، للولاة وللمدرسين المتأهلين، في جامع المزبور 1145 ".
أما مؤلف الرسالة فغني عن التعريف، فهو أبرز قوة فاعلة في صياغة الحياة في دولة المماليك في القرن الثامن الهجري بميادينها: العلمية والفكرية والعامة. . مما تجده مبسوطا في مظانه، وتؤكده مئات الكتب والرسائل التي كتبها بخطه في معالجة قضايا عصره، رافعا بقوة صوت الدين وموقفه منها، مما يتأبى على الحصر " فكان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدا لا يعرف مثله "(1).
ومات رحمه الله معتقلا بقلعة دمشق سنة 728 هـ، فخرجت دمشق كلها في جنازته (2) رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
(1)(العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية) ص 7.
(2)
الأعلام 1/ 140 ومصادره.