الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبيلا (1)». خرجه مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخرج معناه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (2)» . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به؛ ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك (3)» متفق على صحته. والأحاديث في فضل صوم رمضان وفي فضل الصوم مطلقا كثيرة معلومة والله ولي التوفيق.
(1) صحيح مسلم الإيمان (8)، سنن الترمذي الإيمان (2610)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990)، سنن أبو داود السنة (4695)، سنن ابن ماجه المقدمة (63)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 52).
(2)
صحيح البخاري الإيمان (38)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (760)، سنن الترمذي الصوم (683)، سنن النسائي الصيام (2202)، سنن أبو داود الصلاة (1371)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 241)، سنن الدارمي الصوم (1776).
(3)
صحيح البخاري الصوم (1904)، صحيح مسلم الصيام (1151)، سنن الترمذي الصوم (764)، سنن النسائي الصيام (2215)، سنن ابن ماجه الصيام (1638)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 516).
السؤال الثاني:
هل يؤمر الصبي المميز بالصيام
، وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟
الجواب: سبق في جواب السؤال الأول أن الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعا فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم، وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك، وكان أول النهار نفلا وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك، بإنبات الشعر
الخشن حول الفرج، وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة. وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء، إلا أن الفتاة تزيد أمرا رابعا يحصل به البلوغ وهو الحيض.
السؤال الثالث: أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام، وخاصة السفر الذي لا مشقة فيه كالسفر في الطائرة أو الوسائل الحديثة الأخرى؟
الجواب: الأفضل للصائم الفطر في السفر مطلقا، ومن صام فلا حرج عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه هذا وهذا. وهكذا الصحابة رضي الله عنهم. لكن إذا اشتد الحر، وعظمت المشقة، تأكد الفطر، وكره الصوم للمسافر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلا قد ظلل عليه في السفر من شدة الحر وهو صائم، قال عليه الصلاة والسلام:«ليس من البر الصوم في السفر (1)» . ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته (2)» ، وفي لفظ:«كما يحب أن تؤتى عزائمه» . ولا فرق في ذلك بين من سافر على السيارات أو الجمال أو السفن والبواخر، وبين من سافر في الطائرات، فإن الجميع يشملهم اسم السفر، ويترخصون برخصه، والله سبحانه شرع للعباد أحكام السفر والإقامة في عهده صلى الله عليه وسلم، ولمن جاء بعده إلى يوم القيامة، فهو سبحانه يعلم ما يقع من تغير الأحوال وتنوع وسائل السفر، ولو كان الحكم يختلف لنبه عليه سبحانه، كما قال عز وجل في سورة النحل:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (3)
(1) صحيح البخاري الصوم (1946)، صحيح مسلم الصيام (1115)، سنن النسائي الصيام (2258)، سنن أبو داود الصوم (2407)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 329)، سنن الدارمي الصوم (1709).
(2)
مسند أحمد بن حنبل (2/ 108).
(3)
سورة النحل الآية 89