الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قام فلان بالعمل بهمة حارة] ونحو ذلك له نظير في اللغة العربية، إذ ورد ما هو بمعنى ذلك وأرق منه وألطف، وهو قوله تعالى:{وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} (1) فالحميم إشارة إلى حرارة الحب والصداقة والمودة والعطف والنصرة والاهتمام بالشؤون فما يزعمه بعضهم أن التعبير بالحرارة جديد، هو قديم الاستعمال بألطف وأرق).
(1) سورة الشعراء الآية 101
مفكراته:
درج القاسمي على تدوين مذكراته في المفكرات المعروفة أو في بعض هذه المفكرات تسجيل لحوادث تاريخية، أو وصف لبعض رحلاته أو لقاءاته، مثال هذا ما سجله عن الدروس المستفادة من النحل فقد كتب يقول:
(جاء في بعض المجلات العلمية أنه يستفاد من النحل ثمانية دروس.
1 -
تعلمنا النحلة المثابرة على العمل، فلم ير أن نحلة تخلت عن عملها قط.
2 -
تعلمنا النحلة الإخلاص والطاعة؛ لأن كل النحل يحب ملكته ويطيعها.
3 -
تعلمنا محبة الأوطان، فلا تترك النحلة بيتها إلا لوقت قصير وللضرورة.
4 -
تعلمنا النظافة، فلا أنظف من بيت النحلة وخليتها.
5 -
تعلمنا الرفق والعطف على الآخرين، ولا سيما حين الحاجة، فلا تترك رفيقة لها في ضيق، ما لم تمد إليها يد المساعدة.
6 -
تعلمنا وجوب الاستيقاظ باكرا.
7 -
تعلمنا وجوب التمتع بالهواء النقي.
8 -
تعلمنا المساعدة والمودة، فإنه قلما نظر النحل يتشاجر أو تختلف الواحدة مع الأخرى).
- وعن حياة العلماء والحكماء، كتب القاسمي:
(إن للعلماء والحكماء في هذه الدنيا حياتين: حياة جسدية محدودة: تبتدئ بيوم الولادة، وتنتهي بيوم الوفاة، وحب الحياة الحيوانية التي يشاركهم فيها سائر الناس، بل سائر الحيوان، وحياة عقلية روحانية غير محدودة: وهي تبتدئ بظهور ثمرات عقولهم النافعة لأمتهم، أو تسعد من يجنيها من الناس، وتدوم ما دام الزمان وبقي من المناظرين في آثارهم إنسان.
- وعن الترتيب، قال:
(فضيلته تحمل صاحبها على العمل بما رتبه لنفسه أو الاهتمام، وهي تنشط النفوس، وتريح البال، ويكون صاحبها مستجمعا لفكرته، محافظا على وقته.
- وعن الإنسان والنبات، قال:
لا ينبغي أن تكون من وظيفة المرء في الحياة دون النبات، ذاك يتطاول، وهم يتقاصرون، ذاك يطلب السماء، وهم يطلبون الأرض، وكأنهم للموت مشتاقون).
إن آراء القاسمي وأفكاره، وسوانحه ومفكراته، وما تضمنت من قيم
توجيهية وتربوية ونقدية وتعليمية، يمكن أن تضاف إلى مؤلفاته القيمة التي تجاوزت مائة كتاب ورسالة.
أما مكتبته ففيها من نوادر الكتب والمخطوطات.
هذه شذرات من سيرة علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي تبين بعض إسهاماته في نشر الدعوة إلى الله، وتجديد المنهج السلفي في بلاد الشام، وهو منهج يستهدف العودة بالمسلمين إلى الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة.
ولعل هذه الدراسة تقرب هذه الشخصية العلمية السلفية إلى القارئ الكريم، وتوضح سمات دعوته المبنية على الحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن فنجحت وأثمرت أطيب الثمرات.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
صفحة فارغة
من مشاهد يوم القيامة
للدكتور / دوخي بن زيد بن علي الحارثي (1)
الحمد لله نحمده على آلائه ونشكره على توفيقه وامتنانه، ونسأله في الدنيا الثبات على دينه وفي الآخرة الفوز بجنانه، ونشهد أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا، وبعد: إن يوم القيامة يوم عظيم فيه من المشاهد التي تصور المواقف في تلك الساعة الشيء الكثير الذي بالنظر والتمعن يزداد المؤمن إيمانا والمفرط رجوعا واستقامة، وسأورد طرفا من ذلك سائلا المولى الكريم أن يرزقنا الفهم في كتابه الكريم وسنة نبيه الأمين والعمل الصالح الذي يرضى به عنا.
(1) وردت ترجمة للكاتب في العدد الأربعين صفحة 167.