الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} (1) كما قال تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (2) وكما قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} (3) وقد سبق الكلام على هذا في مشهد الأرض.
(1) سورة التكوير الآية 11
(2)
سورة الزمر الآية 67
(3)
سورة إبراهيم الآية 48
ب -
مشهد الشمس والقمر:
إن الشمس والقمر من تلك الآيات الكونية التي يجري خرابها يوم القيامة، ومشهد من المشاهد المفجعة. قال الله تعالى:{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} (1){وَخَسَفَ الْقَمَرُ} (2){وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (3) إن الأبصار تنبهر من تلك المشاهد العظيمة فيعتريها الذل والخوف من الله تعالى الذي صير هذه المخلوقات إلى هذه الصفة من الخراب والضعف بعد البناء والقوة وكيف بالإنسان الضعيف وهو يترقب خائفا ماذا سيحصل له من الله تعالى؟
يذهب ضوء القمر وتظلم الشمس وتجمعان معا ويرمى بهما، والأبصار تتابع تلك المشاهد المحزنة قال الله تعالى:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (4) وللعلماء أقوال في معنى تكوير الشمس فقيل: ذهابها، وقيل ذهاب ضوئها وقيل رمي بها، وغير ذلك. قال ابن جرير رحمه الله تعالى:(والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال (كورت) كما قال
(1) سورة القيامة الآية 7
(2)
سورة القيامة الآية 8
(3)
سورة القيامة الآية 9
(4)
سورة التكوير الآية 1
الله جل ثناؤه والتكوير في كلام العرب: (جمع بعض الشيء إلى بعض)، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس وكتكوير الكارة وهو جمع الثياب بعضها إلى بعض ولفها، وكذلك قوله:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (1) إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأولناه وبيناه لكلا القولين اللذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كورت ورمي بها ذهب ضوءها) (2).
وقد تحدثت السنة عن هذين الكوكبين وما يحصل لهما يوم القيامة ومصيرهما. عن عبد الله الداناج قال: (شهدت أبا سلمة ابن عبد الرحمن جلس في مسجد في زمن خالد بن عبد الله بن أسيد، قال: فجاء الحسن فجلس إليه فتحدثا فقال أبو سلمة: حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر نوران مكوران في النار يوم القيامة. فقال الحسن: ما ذنبهما؟ فقال: إنما أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن (3)».
قال الألباني في معنى الحديث: (وليس المراد من الحديث ما تبادر إلى
(1) سورة التكوير الآية 1
(2)
جامع البيان عن تأويل آي القرآن 30/ 64.
(3)
أخرجه الإمام الطحاوي في (مشكل الآثار) 1/ 66، 67، وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري وقد أخرجه في صحيحه مختصرا فقال (2/ 304، 305): حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد العزير بن المختار به بلفظ: "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة". ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول 2/ 32. وانظر رواية البخاري في فتح الباري 6/ 297.