الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاسمي واستمرت بعده، ولكن القاسمي لم يخلف تلامذة وحسب، بل ترك مكتبة عامرة فيها التفسير والفقه والأصول والحديث وغير ذلك، وهي تشهد له بسعة علمه وسداد منهجه، وهي تحتاج إلى وقفة هادئة، لأنها جزء من برنامجه الإصلاحي ودعوته السلفية.
مؤلفات القاسمي:
ترك القاسمي مؤلفات كثيرة، إذا ما قيست بعمره القصير، حتى قيل: لعل الطريق وحده هو الذي خلا من قلمه.
لذلك من العسير عرض تلك المؤلفات التي تجاوز عددها الثمانين بين كتاب كبير ورسائل صغيرة، ولكنني أود الإشارة إلى أبرزها والتي تشير إلى منهجه السلفي، وتبين لنا جهود القاسمي في خدمة السنة النبوية:
أولا: محاسن التأويل: وهو تفسير كامل لكتاب الله العظيم (1)
والقاسمي في تفسيره ينقل من كل تفسير خير ما فيه، وامتاز تفسيره أيضا بنقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية والاستشهاد بفتاويه وآرائه.
وقد كتب رحمه الله آيات الكتاب العزيز بالحبر الأحمر، وكتب تفسيرها بالحبر الأسود بخط فارسي أنيق، وذلك من أول التفسير حتى نهايته.
وجرى في تفسيره على إظهار أسرار الشريعة، وحقائقها على طريقة السلف الصالح حرا دون قيد، يفسر القرآن بالقرآن، وبما صح من الحديث النبوي، وبأقوال الصحابة والتابعين والأئمة من مختلف المذاهب.
(1) طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي، مصر، 1970.
بدأ كتابة تفسيره عام 1317هـ وأتمه عام 1329هـ، وجاء هذا التفسير في 17 مجلدا، وقد كان موضع بحث لبعض الدارسين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ثانيا: كتاب دلائل التوحيد: (1).
يشير القاسمي في مقدمته إلى أهمية هذا العلم، وأنه علم إقامة الحجة والبراهين، لتأييد مباني أصول الدين، ورد شبه الملحدين.
فأورد أدلة التوحيد، وبراهين النبوة، ومعجزات القرآن الكريم وإعجازه.
ثالثا: كتاب إصلاح المساجد من البدع والعوائد: (2).
وهذا الكتاب يؤكد الدعوة الإصلاحية، التي عاش المؤلفة حياته في سبيلها، وقد رصد القاسمي في هذا الكتاب أكثر البدع الشائعة في المساجد، وبين تاريخ تسربها ووجوب الامتناع عنها، ولم يقتصر بحثه على بلاد الشام، وإنما شمل جميع البلدان التي زارها، وقدم للطبعة الأولى محب الدين الخطيب بمقدمة أشار فيه إلى أنه الكتاب الوحيد المعروف بالعربية في هذا الموضوع.
رابعا: قواعد التحديث من فن مصطلح الحديث: (3).
وهو كتاب شامل لعلوم الحديث وفنونه، وجاء في تقديم شكيب أرسلان للكتاب قوله: (. . . رأيت في هذا الكتاب، في حسن ترتيبه وتبويبه
(1) طبع بدمشق عام 1326 هـ، وطبع بالقاهرة، 1406هـ.
(2)
طبع بالقاهرة عام 1341 هـ، وطبع ببيروت، 1390 هـ و 397 هـ.
(3)
طبع في دمشق 1352هـ- 1935م في أكثر من 400 صفحة.
وتقريب الطرق على مريد الحديث، والإحاطة بكل ما يلزم المسلم معرفته من قواعد هذا العلم الشريف، وإني لأوصي الناشئة الإسلامية التي تريد أن تفهم الشرع فهما ترتاح إليه ضمائرها وتنعقد عليه حناجرها، أن لا تقدم شيئا على قراءة تصانيف الشيخ جمال الدين القاسمي. . .)
وقال محمد رشيد رضا في تقديمه لهذا الكتاب:
(وقد بلغ المؤلف في مصنفه هذا النهاية من هذا العلم الاصطلاحي. . . وإننا لا نعرف مثله في موضوعه وسيلة ومقصدا ومبدأ وغاية. . .).
وقد خصص القاسمي تسعة أبواب لمباحث الحديث:
فتحدث عن: فضله وعلومه ومصطلحاته ورواته وكتبه ومصنفيها ودرجاته، وما يحتج به، ومالا يحتج به، وحكم العمل به.
وجاء الباب العاشر في: فقه الحديث، ومكانه من أصول الدين والمذاهب فيه، هذا أبرز محتويات الكتاب.
خامسا: رسالة بعنوان: شذرة من السيرة النبوية: (1).
وقد أراد القاسمي من تأليف هذه الرسالة إبعاد المسلمين عن الكتب المتداولة التي تتضمن كثيرا من الخرافات والأساطير، وقد ضمنها فصلين هامين: أحدهما: في إعجاز القرآن، وثانيهما: في غرر من الوصايا النبوية.
(1) طبعت بمصر، عام 1321هـ.