الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمعية الموظفين وأحكامها في الفقه الإسلامي
د. عبد الله بن عبد العزيز الجبرين (1)
الأستاذ المشارك بكلية المعلمين بالرياض
تمهيد:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (4){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (5).
(1) وردت للكاتب ترجمة في العدد السادس والثلاثين ص (267).
(2)
سورة آل عمران الآية 102
(3)
سورة النساء الآية 1
(4)
سورة الأحزاب الآية 70
(5)
سورة الأحزاب الآية 71
وبعد:
فمن أعظم نعم الله على هذه الأمة أن أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم شريعة تامة كاملة، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1) أنزلها خالق البشر الذي يعلم ما يصلحهم في جميع الأحوال والأزمان، وأوجب العمل بأحكامها على جميع المكلفين من وقت نزولها إلى قيام الساعة، ولذلك فإن عيسى عليه السلام سيحكم بها عند نزوله في آخر الزمان، ولهذا جاء في هذه الشريعة من القواعد والنصوص ما يتضمن الحكم العدل في كل نازلة فأي معاملة تستجد أو قضية تحدث، يقوم أهل الاجتهاد باستنباط حكمها من
(1) سورة المائدة الآية 3
النصوص والقواعد الشرعية، ومن أمثلة ذلك هذه المسألة التي نحن بصدد الكلام عنها، وهي ما يعرف الآن بـ (جمعية الموظفين)، فهي مسألة جرى التعامل بها، فقد كان يفعلها بعض النساء في القرن التاسع الهجري، وكانت تسمى (الجمعة)(1) ثم إنه انتشر استعمالها في هذا العصر، وبخاصة بين الموظفين، فكانت الحاجة ماسة لبيان حكمها، مما دعاني للكتابة في هذا الموضوع.
وقد جعلت الحديث عن هذا الموضوع في أربعة مباحث وخاتمة:
المبحث الأول: صور هذه الجمعية.
المبحث الثاني: حكم الصورة الأولى.
المبحث الثالث: حكم الصورة الثانية.
المبحث الرابع: حكم الصورة الثالثة.
أما الخاتمة فقد اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث.
(1) ينظر حاشية قليوبي 2/ 258.