الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسك يا أبا القاسم، قال: " صدقت (1)».
الجنة ترابها المسك والزعفران، يكون التراب من زعفران فإذا عجن بالماء صار مسكا، والطين يسمى ترابا، فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيبا فانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكا، أو يكون زعفرانا باعتبار اللون، ممسكا باعتبار الرائحة، وهذا من أحسن شيء يكون، البهجة والإشراق لون الزعفران والرائحة رائحة المسك، وكذلك تشبيهها بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينتها ونعومتها " (2).
(1)(2): ما تربة الجنة؟ " قال: درمكة
(2)
حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (تربة الجنة) ص 104 بتصرف.
أبواب الجنة ودخول المؤمنين منها:
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة زمرا، أي: جماعة بعد جماعة: المقربون ثم الأبرار ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل طائفة مع ما يناسبهم: الأنبياء مع الأنبياء، والصديقون مع أشكالهم، والشهداء مع أضرابهم
(1) سورة الزمر الآية 73
والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع صنف، كل زمرة تناسب بعضها بعضا (1).
وهذا مشهد عظيم لوفود عباد الرحمن الصالحين، القادمين إلى دارهم ومنازلهم التي أعدت لهم، بعد أن ألقوا عن أنفسهم نصب الحياة الدنيا، تتلقاهم الملائكة بالاستقبال والتهنئة وفتح الأبواب لهم بعد إذن الرحمن:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (2) وقال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} (3).
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة "(4).
فيا له من مشهد عظيم لأبواب الجنة التي يفد منه الأتقياء عندما تفتح.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون (5)»
(1) تفسير القرآن العظيم 4/ 99.
(2)
سورة الزمر الآية 73
(3)
سورة ص الآية 50
(4)
جامع البيان عن تأويل آي القرآن 16/ 126.
(5)
رواه البخاري (كتاب بدء الخلق) باب 9 حديث 3257، ورواه مسلم عن عبادة بن الصامت في رواية أخرى (كتاب الإيمان) حديث 28، ورواه النسائي (كتاب الطهارة) باب القول بعد الفراغ من الوضوء 1/ 92 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورواه ابن ماجه (كتاب الجنائز) باب 57 ما جاء في ثواب من أصيب بولده عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير.
فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ".
فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: "نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر (1)».
قال ابن حجر: " ومعنى الحديث أن كل عامل يدعى من باب ذلك العمل، وقد جاء ذلك صريحا من وجه آخر عن أبي هريرة:«لكل عامل باب من أبواب الجنة يدعى منه بذلك العمل (2)» أخرجه أحمد وابن أبي شيبة بإسناد صحيح (3)
(1) رواه البخاري (كتاب فضائل الصحابة) باب 5 حديث 3666، ورواه مسلم (كتاب الزكاة) باب 85 حديث 1027، ورواه الترمذي (كتاب المناقب) باب 16 حديث 3674، ورواه النسائي (كتاب الزكاة) باب 1 وجوب الزكاة. ورواه مالك في الموطأ (كتاب الجهاد) باب 19 حديث 49.
(2)
مسند الإمام أحمد 2/ 449.
(3)
فتح الباري 7/ 28.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير وكما بين مكة وبصرى (1)» . وفي رواية «إن بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر أو هجر ومكة (2)» وفي رواية أخرى عن عتبة بن غزوان قال: «ولقد ذكر لنا أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم
(1) بصرى بضم الموحدة، مدينة بالشام بينها وبين دمشق ثلاث مراحل. نفس المرجع السابق.
(2)
رواه مسلم في (كتاب الإيمان) حديث 194.