الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويكنى: أبا بكر؛ قاله: علي بن المديني، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم القشيري، وأحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي.
ويكنى: أبا عبد الله؛ قاله: خليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، ويعقوب بن أبي شيبة (1). وهو من أهل المدينة ولذلك ينسب بالمديني أو المدني (2).
ولد ابن إسحاق سنة ثمانين، وقيل: 85 هـ.
أقام ببغداد حتى مات بها سنة 151هـ إحدى وخمسين ومائة.
ودفن في مقابر الخيزران، ورأى أنس بن مالك بالمدينة وسعيد بن المسيب، وقيل: مات سنة 152هـ، وقيل: خمسين ومائة، وقيل: 144 هـ (3).
(1) تاريخ بغداد 1/ 215 - 217.
(2)
الثقات 7/ 380.
(3)
الطبقات 7/ 321، سير أعلام النبلاء 7/ 36، تاريخ بغداد 1/ 232 - 233.
المبحث الثاني: علمه وتوثيق العلماء له:
قال ابن شهاب - ورأى ابن إسحاق مقبلا -: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول (1).
وقال: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق (2).
وكان شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في
(1) سير أعلام النبلاء 7/ 33.
(2)
تاريخ بغداد 1/ 218 - 220.
الحديث، ومن أحسن الناس سياقا للأخبار، وأحسنهم حفظا لمتونها (1).
وقال: لو سود أحد في الحديث لسود محمد بن إسحاق.
وقال: ابن إسحاق سيد المحدثين لحال حفظه (2).
وقال: محمد بن إسحاق صدوق الحديث.
وقال: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، وفي رواية أخرى: أمير المحدثين (3).
وقال: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي فصدوقان (4).
وكان شعبة وسفيان يقولان: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، ومن أحسن الناس سياقا للأخبار، وأحسنهم حفظا لمتونها (5).
وقال عبد الله بن أحمد - وسأله رجل عن محمد بن إسحاق - فقال: كان أبي يتتبع حديثه ويكتبه كثيرا بالعلو والنزول ويخرجه في المسند، وما رأيته اتقى حديثه قط (6).
وكان الإمام أحمد بن حنبل يتبسم متعجبا من أحاديث
(1) الثقات 7/ 383 - 384
(2)
تاريخ بغداد 1/ 220.
(3)
الجرح والتعديل 7/ 192، سير أعلام النبلاء 7/ 36.
(4)
عيون الأثر 1/ 9.
(5)
الثقات 7/ 383 - 384
(6)
عيون الأثر 1/ 11.
محمد بن إسحاق ويستحسنها.
وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق (1).
وقال سفيان بن عيينة: لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام- يعني ابن إسحاق (2).
وقال أبو حاتم الرازي: قال يونس بن بكير: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حفظت المغازي بمكة مرة ثم تفلت مني، ثم عدت فيها فحفظتها (3).
وقال: حدثنا أبو أمية الطرسوسي فيما كتب إلي قال:
حدثنا علي بن الحسن النسائي، حدثنا فياض بن محمد الرقي، قال: سمعت ابن أبي ذئب يقول: " كنا عند الزهري فنظر إلى محمد بن إسحاق مقبلا فقال الزهري: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم "(4).
وقال: حدثنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا علي بن المديني قال: قال سفيان بن عيينه: رأيت محمد بن إسحاق جاء إلى ابن شهاب فقال: كيف أنت يا محمد؟ أين تكون؟ قال: لست أصل إليك مع إذنك هذا، فدعا البواب فقال: " إذا
(1) تاريخ بغداد 1/ 220.
(2)
تاريخ بغداد 1/ 226 - 228.
(3)
سير أعلام النبلاء 7/ 54، الجرح والتعديل 1/ 192.
(4)
الجرح والتعديل 7/ 191.
جاءك هذا فلا تحبسه عني " (1).
وقال: لم يكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق في علمه ولا يوازيه في جمعه.
وقال: كان محمد بن إسحاق يكتب عمن فوقه ومثله ودونه؛ لرغبته في العلم وحرصه عليه.
وقال: كان محمد بن إسحاق يكتب عمن فوقه ومثله ودونه؛ لرغبته في العلم وحرصه عليه، فلو كان ممن يستحل الكذب لم يحتج إلى النزول، فهذا يدلك على صدقه (2).
وقال العجلي: محمد بن إسحاق مدني، ثقة (3). وروى المفضل بن غسان، عن يحيى بن معين:" ثبت في الحديث "(4).
قال علي بن المديني مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة، فذكرهم ثم قال: فصار علم السنة عند اثني عشر، أحدهم ابن إسحاق.
وقال: سمعت سفيان يقول: قال ابن شهاب - وسئل عن مغازيه- فقال: هذا أعلم الناس، يعني ابن إسحاق (5).
(1) الجرح والتعديل 7/ 192.
(2)
الثقات لابن حبان 7/ 383، 384.
(3)
الثقات ص 400 رقم 1433.
(4)
عيون الأثر 1/ 10.
(5)
تاريخ بغداد 1/ 218 - 220.
وقال مرة: هو صالح وسط.
وقال: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين، نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا نعس أحدكم يوم الجمعة (1)» والزهري عن عروة، عن زيد بن خالد:«" إذا مس أحدكم فرجه (2)» هذين لم يروهما عن أحد، والباقون يقولون: ذكر فلان، ولكن هذا فيه حدثنا ".
وقال مرة: " وقع إلي من حديثه شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه "(3).
وقال أبو زرعة الدمشقي: ابن إسحاق رجل قد اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، منهم: سفيان، وشعبة، وابن عيينة، والحمادان، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد، وروى عنه من القدماء يزيد بن أبي حبيب (4).
وقال عبد الله بن فايد: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن (5).
وقال إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام، سوى المغازي -بتكرار الطرق-.
وقال: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحو من
(1) سنن الترمذي الجمعة (526)، سنن أبو داود الصلاة (1119)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 32).
(2)
سنن أبو داود الطهارة (181)، سنن الدارمي الطهارة (725).
(3)
عيون الأثر 1/ 10، 11.
(4)
سير أعلام النبلاء 7/ 39 - 40.
(5)
تاريخ بغداد 1/ 220.
سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي، وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه (1).
وقال يعقوب الجوزجاني: محمد بن إسحاق يشتهون حديثه (2).
وقال ابن سعد: كان ابن إسحاق أول من جمع مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج من المدينة قديما فأتى الكوفة والجزيرة والري وبغداد فأقام بها حتى مات (3).
وقال الخليلي: محمد بن إسحاق عالم كبير، وإنما لم يخرجه البخاري من أجل روايته المطولات، وقد استشهد به وأكثر عنه فيما يحكي في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أحواله، وفي التواريخ، وهو عالم واسع الرواية والعلم، ثقة (4).
وقال: قال ابن إدريس الحافظ: كيف لا يكون ابن إسحاق ثقة، وقد سمع من الأعرج ويروي عنه، لم يرو عن أبي الزناد عنه، ثم يروي عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عنه، ثم قال الخليلي: روى عن ابن إسحاق عن أستاذيه الزهري وصالح بن كيسان وعقيل ويونس (5).
(1) تهذيب التهذيب 9/ 41، سير أعلام النبلاء 7/ 39.
(2)
تاريخ بغداد 1/ 224 - 225.
(3)
الطبقات 4/ 322.
(4)
التهذيب 9/ 46.
(5)
الثقات لابن حبان 7/ 383، تاريخ بغداد 1/ 228.
ولما سئل ابن المبارك قال: إنا وجدناه صدوقا، ثلاث مرات.
وقال الحاكم: وذكر البوشنجي أنه قال: هو عندنا ثقة ثقة (1).
وقال يعقوب بن شيبة: سألت ابن المديني: كيفا حديث محمد بن إسحاق صحيح؟ قال نعم، حديثه عندي صحيح. . وسمعت عليا يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين منه الصدق (2).
وقال: سألت يحيى بن معين عنه: في نفسك شيء من صدقه؟ قال: لا، هو صدوق، وقال يحيى: ليس به بأس، وقال يعقوب: سألت ابن المديني: كيف حديث ابن إسحاق عندك؟ فقال: صحيح. قلت له: فكلام مالك فيه؟ قال: لم يجالسه ولم يعرفه (3).
وقال البخاري: ينبغي أن يكون له ألفا حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد.
وقال: رأيت علي بن المديني يحتج بحديثه وقال لي: نظرت في كتابه فما وجدت. عليه إلا حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
(1) التهذيب 9/ 46.
(2)
عيون الأثر 1/ 10، التهذيب 9/ 42، 43.
(3)
عيون الأثر 1/ 10، التهذيب 9/ 42.
وكان ابن إدريس معجبا بابن إسحاق، كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ (1).
وقال ابن عدي: ولمحمد بن إسحاق حديث كثير، وقد روى عنه أئمة الناس، ولو لم يكن من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل- منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق إليها، وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه، وقد فتشت أحاديثه الكثيرة فلم أجد فيها ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ أو يهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره، ولا بأس به (2).
وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: هو حسن الحديث (3).
وقال الذهبي عنه: العلامة الحافظ الأخباري.
وقال: قد كان في المغازي علامة (4).
وقال عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق، وكان من أحفظ الناس، وكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن
(1) عيون الأثر 9/ 1، 10.
(2)
التهذيب 9/ 45.
(3)
عيون الأثر 1/ 10.
(4)
سير أعلام النبلاء 7/ 33.
إسحاق، وقال: احفظها علي، فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي (1). وقال: كان إسماعيل بن أبي أويس من أتبع من رأينا لمالك، أخرج إلي كتب ابن إسحاق عن أبيه في المغازي وغيرها، فانتخبت منها كثيرا (2).
وقال الحسن بن علي الحلواني: سمعت يزيد بن هارون يقول: لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين.
وقال يزيد بن هارون: لو سود أحد في الحديث فسود محمد بن إسحاق (3).
وقال ابن سيد الناس: حدث عنه أئمة العلماء (4).
وقال: وقد استشهد به البخاري، وأخرج له مسلم متابعة، واختار أبو الحسن بن القطان أن يكون حديثه من باب الحسن- لاختلاف الناس فيه (5).
ويتضح من العرض السابق أن الأئمة الأثبات ممن يعتد بتعديله وتجريحه قد أثنوا على محمد بن إسحاق في قوة حفظه وسعة علمه ومكانته العلمية، بل بعضهم وثقه توثيقا مطلقا، منهم:
1 -
محمد بن مسلم الزهري.
(1) تاريخ بغداد 1/ 211 - 220.
(2)
سير أعلام النبلاء 7/ 39.
(3)
سير أعلام النبلاء 3/ 54، الجرح والتعديل 7/ 192، عيون الأثر 1/ 9.
(4)
عيون الأثر 1
(5)
عيون الأثر 1/ 13.
2 -
شعبة بن الحجاج.
3 -
محمد بن إسماعيل البخاري.
4 -
أحمد بن عبد الله العجلي.
5 -
ابن سيد الناس.
6 -
علي بن المديني.
7 -
محمد بن إدريس الشافعي.
8 -
عبد الله بن فايد.
9 -
عبد الرحمن بن عمرو (أبو زرعة).
10 -
أحمد بن حنبل.
11 -
يزيد بن هارون.
12 -
عبد الله بن أحمد بن حنبل.
13 -
محمد بن أحمد الذهبي.
14 -
ابن عدي.
15 -
عبد الله بن المبارك.
16 -
أبو يعلى الخليلي.
17 -
محمد بن سعد.
18 -
ابن حبان.
19 -
الخطيب البغدادي.
20 -
الحاكم.
21 -
البوشنجي.
22 -
علي الحلواني.
فهؤلاء الأئمة أغلبهم وثقوا محمد بن إسحاق، صحيح أن