الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يطوف عليهم المؤمنون».
وفي رواية عنه عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون (1)» وفي رواية أيضا عنه عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلا، فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضا (2)» .
من الأحاديث الثلاثة التي مرت معنا يتبين لنا أن الخيمة في الجنة طولها وعرضها سواء، ستون ميلا في ستين ميلا، وارتفاعها ثلاثون ميلا، وهذه مسافة شاسعة مع شكلها الجميل، وأنها من لؤلوة واحدة، جوانبها وسقفها، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
(1) رواه البخاري في صحيحه (كتاب بدء الخلق) باب 8 حديث 3243، ورواه الدارمي (كتاب الرقائق) باب في خيام أهل الجنة 2/ 336.
(2)
رواه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة) حديث 2838.
الغرف:
قال الله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (1) الغرف: جمع غرفة، هي العلية (2).
(1) سورة الزمر الآية 20
(2)
روح المعاني 23/ 254
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: " ما تضمنته هذه الآية الكريمة من وعد أهل الجنة بالغرف المبنية ذكره جل وعلا في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة سبأ: {إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (1)، وقوله تعالى في سورة الصف: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (2) لأن المساكن الطيبة المذكورة في التوبة والصف صادقة بالغرف المذكورة في الزمر وسبأ "(3).
وقال الله تعالى بعد ذكر صفات المؤمنين: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (4). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (5). وقال الألوسي: " الغرفة: الدرجة العالية من المنازل، وكل بناء مرتفع عال. وقد فسرت هنا على ما روي عن ابن عباس: ببيوت من زبرجد ودر وياقوت. . . "(6).
فهذه المنازل من الغرف جعلها الله تعالى مرتفعة عالية على غيرها من المساكن الأخرى، واختص بها من شاء من عباده الذين
(1) سورة سبأ الآية 37
(2)
سورة الصف الآية 12
(3)
أضواء البيان 7/ 51 طبعة الأمير أحمد بن عبد العزيز.
(4)
سورة الفرقان الآية 75
(5)
سورة العنكبوت الآية 58
(6)
روح المعاني 19/ 53