الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يهب العلم لخلقه ثم ينتزعه فإنه يتعالى أن يسترجع ما وهب من علمه المؤدى إلى معرفته وإنما يقبضه بتضييع التعلم. تو: خطب صلى الله عليه وسلم يوم "الرؤس"، هو اليوم الثاني من أيام التشريق.
[رأى]
فيه: "يرى" من خلفه ما يرى من بين يديه. ش: "من" فيهما بالفتح والجر موصولة أو جارة. ك: "أريت" النار أكثر أهلها النساء، الرؤية قلبية، والتاء والنار والنساء مفاعيلها الثلاثة. سيد إنهم "رأوا" الهلال بالأمس، أي شهدوا يوم الثلاثين. ز:"أرأيت" الصدقة ماذا هي، كأنه قيل: ما فائدة الصدقة، فلما لم يعرفه الصحابة أخبر بنفسه صلى الله عليه وسلم بأنها أضعاف. سيد: وعند الله المزيد تفضيلًا، ورأيت زيدًا ماذا صنع، بمعنى أخبرني، كأنه قيل أبصرته وشاهدت حاله العجيبة فأخبرني عنها فأنه قال مخاطبه عن أي حاله تسأل؟ فقال: ماذا صنع، فالجملة بيانية لا منصوبة بالمفعولية، فالصدقة بالنصب، وليس من باب التعليقن وقد يحذف مفعوله المنصوب نحو "قل أرأيتم أن أتاكم - الآية" وفي الشرح الصدقة مبتدأوالجملة خبره بتأويل القول. حاشية لن الرواية بالرفع. فتح:"أرأيتكم" ليلتكم؟ بالنصب أي علمتم أو أبصرتم ليلتكم، قالوا: نعم، قال: فاضبطوها، وترد للاستخبار نحو "قل أرأيتكم إن آتاكم عذاب الله" أي أخبروني، ومفعوله محذوف أي من تدعون، ثم بكتهم فقال "أغير الله تدعون" - ومر في بقى وفي مائة. سيد: ما نشاء أن "نراه" مصليا ولا نائمًا إلا رأيناه، يريد كان أمره قصدًا لا إفراطًا ولا تفريطًا. ن: يا من "لا يراه" العيون، أي في الدنيا. ط: إن أحدكم "مرآة" أخيه فإن رأي به أذى فليمطه عنه، أي المؤمن في إراءة عيب أخيه غليه كمرآة مجلوة، فالمؤمن إذا رأى إلى أخيه يستشف من وراء أقواله وأفعاله وأحواله تعرفات وتلويحات من الله الكريم فيناقره، وإليه أشار رويم رضي الله عنه: لا يزال الصوفية بخير ما تناقروا
فإذا اصطلحوا هلكوا، وهو إشارة على حسن تفقد بعضهم أحوال بعض إشفاقًا من ظهور النفس. مف: سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع "فرأوا" أنه قرأ آلم تنزيل السجدة، يعني لما عاد من السجود إلى القيام ركع ولم يقرأ بعد السجدة شيئًا فمن شاء أن يقرأ باقي السورة بعد السجدة ومن شاء أن لا يقرأ باقيها جاز، قوله: رأوا، أي علموا ذلك بأن سمعوا بعض قراءته لأنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته ببعض الكلمات في الصلاة. وفيه: سأله عن شيء "رآه" معاوية، أي هل رأى معاوية منك شيئًا فأنكر عليك؟ فقال: نعم، رأني صليت معه الجمعة فصليت بعده السنة فلما دخل في المقصورة بعد فراغه من الخطبة والصلاة أنكر ذلك على. ز ط: باب الرؤيا، قد مر بعض مباحثه في الأصل ونلحقه بعض ما يتم به فائدة على ما في سنن البغوي فنقول: قوله: أصدق "الرؤيا" بالأسحار، يدل أنه لا يصح كله، إنما الصحيح ما كان من الله عز وجل يأتي به ملك الرؤيا من نسخة أم الكتاب، وما سواه أضغاث أحلام، وهي على أنواع، منها ما يكون من لعب الشيطان ليحزنه، ومنها الاحتلام، وقد يكون من حديث النفس كمن يكون في أمر أو حرفة يرى نفسه في ذلك الأمر، والعاشق يرى معشوقه، وقد يكون من مزاج الطبيعة كمن غلب عليه الدم يرى الفصد والرعاف والحمرة والرياحين والمزامير والنشاط، ومن غلبه السوداء يرى الظلمة والسواد وصيد الوحوش والأهوال والأموات أو القبور أو المواضع الخربة وكونه في مضيق لا منفذ له أو تحت ثقلن ومن غلبه البلغم يرى البياض والمياه والأنداء والثلج والوحل ونحوها، ولا تأويل لشيء منها، قوله: والقيد ثبات في الدين لأنه يمنعه من التقلب، وكذا الورع يمنع من التقلب في المشتهيات، وهذا إذا كان مقيدًا في مسجد أو في عمل الخيرات وسبل الطاعات، فإن رآه مسافر فهو إقامة من السفر، وإن رآه مريض أو محبوس طال مرضه وحبسه، أو مكروب طال كربه، والغل كفر لقوله تعالى "غلت ايديهم ولعنوا"، وقد يكون بخلًا ولا يكون عن المعاصي بأن يرى لرجل صالح، روى
أنه رأى أبو بكر قد جمعت يداه إلى عنقه، فأخبره به فقال: الله أكبر جمعت بيدي عن الشر إلى يوم القيامة، قوله في ح: رأيت الليلة ظلة بنطف السمن والعسل وأرى الناس يتكففون -إلخ، هذه الرؤيا تشتمل على أشياء، إذا انفرد كل عن صاحبه انصرف تأويله إلى وجه آخر، فإن تعبير الرؤيا يتغير بالزيادة والنقصان، فالسحاب حكمة، فمن ركب السحاب ولم يهله علا في الحكمة، فإن أصاب منها شيئًا أصاب حكمة، فإن كان سواد أو ظلمة أو رياح أو شيء من هيئة عذاب فهو عذاب، وإن كان فيه غيث فهو رحمة، والسمن والعسل قد يكون مالًا، وصعود السماء نيل شرف وذكر ونيل شهادة، والطيران في الهواء عرضًا سفر ونيل شرف، فإن طار مصعدًا أصابه ضر عاجل، فإن بلغ السماء كذلك يبلغ غاية الضر، فإن لم يرجع منه مات، فإن رجع نجا بعد ما أشرف على الموت. وقد يعبر بدلالة الكتاب، فالحبل: العهد "واعتصموا بحبل الله" والسفينة: النجاة "فأنجيناه وأصحاب السفينة" والخشب: النفاق "كأنهم خشب مسندة" والحجارة: القسوة "كالحجارة أو أشد قسوة" والمرض: النفاق "في قلوبهم مرض" والبيض: النساء "كأنهن بيض مكنون"، وكذا اللباس "هن لباس لم" واستفتاح الباب: الدعاء "أن تستفتحوا" أي تدعوا، والماء: الفتنة "ماء غدقا لنفتنهم فيه" واكل اللحم النيء: الغيبة "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه" ودخول الملك محلة أو بلدة أو دارًا تصغر عن قدره وينكر دخول مثله مثلها يعبر بالمصيبة والذل ينال أهلها "أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها". ويعبر بدلالة الحديث، فالغراب: الرجل الفاسق، والفأرة: المرأة الفاسقة، والضلع: المرأة، والقوارير: النساء- لورود ذلك في الحديث. ويعبر بالأمثال كالصائغ يعبر بالكذاب، وحفر الحفرة: المكر، الحاطب: النمام، والرمي بالحجارة والسهم: القذف، وغسل اليد: اليأس عما يأمل. ويعبر بالسامى، فالراشد بالرشد والسالم بالسلامة - فقد روى مرفوعًا: رأيت ذات ليلة كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت الرفع لنا في الدنيا
والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب، والسفرجل بالسفر، والسوسن بالسوء، ونوى التمر نية السفر، والأترنج بالنفاق لمخالفة باطنه ظاهره إن لم يكن ما يدل على المال، والورد بقلة البقاء لسرعة ذهابه، والأس بالبقاء لأنه يدوم؛ وروى أن امرأة سألت معبرًا: رأيت في المنام أن زوجي ناولني نرجسًا وناول ضرة لي أسا، فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك. وقد يعبر بالضد فيعبر الخوف في النوم بالأمن "وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا" والأمن فيه بالخوف، والبكاء بالفزع إذا لم يكن معه رنة، ويعبر الضحك بالخوف إلا أن يكون تبسمًا، ويعبر الطاعون بالحرب والحرب بالطاعون، والعجلة بالأمر بالندم والندم بالعجلة، ويعبر العشق بالجنون والجنون بالعشق، والنكاح بالتجارة والتجارة بالنكاح، والحجامة بكتبة الصك وكتبة الصك بالحجامة، والتحول عن المنزل بالسفر والسفر بالتحول، والعطش في النوم خير من الرين والفقر خير من الغنى. وقد يتغير حكم التأويل بالزيادة والنقصان، فالبكاء فرح فإن كان معه صوت ورنة فمصيبة، والضحك حزن فإن كان تبسمًا فصالح، والجوز مال مكنون فإن سمعت له قعقعة فخصومة، والدهن في الرأس زينة فإن سال على الوجه فهو غمرن والزعفران ثناء حسن فإن ظهر له لون حسن أو جسد فمرض أو همن والمريض يخرج من منزله ولا يتكلم فهو موته، وإن تكلم برأ، والفأر نساء ما لم يختلف ألوانها، فإن اختلف إلى بيض وسود فهي الأيام والليالي، والسمك نساء إذا عرف عددها، فإن كثر فغنيمة. وقد يغير التأويل من أصله باختلاف حال الرائي كالغل يكره، وفي حق الصالح قبض اليد عن الشر، قال ابن سيرين في الرجل يخطب على المنبر يصيب سلطانًا فإن لم يكن من أهله يصلب، وقال فيمن أذن أنه يحج لأنه رآه على شيماء حسنة من قوله "وأذن في الناس بالحج" وقال في آخر نه يقطع يده بالسرقة من قوله تعالى "ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون" لأنه لم يره على هيئة الأول. وقد يرى عين ما يصيبه من ولاية أو حج كما رأى صلى الله عليه وسلم الفتح بعينه. وقد يرى
الرجل رؤيا ويكون التأويل لقريبه أو سميه فقد رأى صلى الله عليه وسلم للبيعة لأبي جهل معه فكان ذلك لابنه عكرمة. ورؤية الله تعالى في المنام جائز، ورؤيته ظهور عدل وفرح وخصب وخير لأهل ذلك الموضع فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة فحق، وإن نظر إليه فرحمة، وإن أعرض عنه فتحير من الذنوب، وإن أعطاه من متاع الدنيا فبلاء ومحن وأسقام يعظم بها أجره ويؤديه إلى الرحمة. ورؤية النبي صلى الله عيه وسلم حق، وكذا جميع الأنبياء والملائكة والشمس والقمر والنجوم المضيئة والسحاب الذي فيه الغيث لا يتمثل الشيطان بشيء منها، ومن رأى نزول الملائكة بمكان فهو نصرة لأهل ذلك المكان وفرج إن كانوا في كرب، وخصب إن كانوا في قحط وكذا رؤية الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ومن رأى ملكًا يكلمه ببر أو بعظة أو يبشره فهو شرف في الدنيا وشهادة في العاقبة، وكذا رؤية الأنبياء كرؤية الملائكة، ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في مكان سعة لأهله من ضيق وفرج من كرب ونصرة من ظلم. وكذا رؤية الصحابة والتابعين ورؤية أهل الدين بركة وخير على قدر منازلهم في الدين، ورؤية الإمام إصابة خير وشرف- ثم كلام البغوي. ن: من رأى منكم "رؤيا"؟ فيه حث على علم الرؤيا وتعبيرها وسؤالهم ليعلمهم تأويلها. ش م: من رآني في المنام فقد "رآني"، الباقلاني: أراد أنها صحيحة، وقال آخرون: هو على ظاهره إذ لا مانع منه ولا يحيله العقل حتى يصرف عنه، وما يرى من خلاف صفته فذلك غلط في صفاته وتخيل له على خلاف ما هي عليه، وقد يظن الظان بعد الخيالات مرئيًا لكون ما يتخيل مرتبطًا بما يرى في منامه فيكون ذاته مرئية وصفاته متخيلة غير مرئية، ولا يشترط في الإدراك تحديق الأبصار ولا قرب المسافة ولم يقم دليل على فناء جسمه بل ورد ما يقتضي بقاءه -قاله الماوردي، وقول القاضي: لعله مقيد بما إذا رآه على صفته، ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها، قال: حماه الله
أن يتصور الشيطان في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما استحال أن يتصور في صورته في اليقظة وألا اشتبه الحق بالباطل فلا يوثق بما جاء به، قال الغزالي: بل البدن في اليقظة ليس إلا آلة النفس والآلة تارة تكون حقيقية وتارة خيالية والحق أنه رأى مثال حقيقة روحه المقدسة فما رآه من الشكل ليس هو روحه ولا شخصه بل مثال له، وقال الغزالي في فيصل التفرقة، واختلفوا في رؤية الحق سبحانه في المنام والخلاف غير متصور بعد الكشف عن حقيقة الرؤية فإنه كما يرى مثال روحه المقدسة التي هي محل النبوة وهي منزهة عن الصورة واللون بواسطة مثال صادق ذي شكل له لون وصورة فكذل يرى من ذات الله تعالى الذي هو منزه عن الشكل والصورة ولكن ينتهي على العبد تعريفات بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره من الصور الجميلة التي تصلح أن تكون مثالًا للجمال الحقيقي الذي لا لون فيه ولا صورة فيكون المرئي مثالها لا ذاتهما. مغيث: الرؤيا على رجل طائر ما لم يعبر، فإن قيل: كيف يكون على رجل طائر وكيف يؤخر عما تبشر به أو تنذر منه بتأخر التعسير وتقع إذا عبرت! وهذا يدل على أنها عن لم تعبر لم تقع! الجواب أنه من قولهم هو على رجل طائر - إذا لم يستقر، يريد أنه لا يطمئن ولا يقف، فالمراد أنها تجول في الهواء حتى تعبر فإذا عبرت وقعت، ولم يرد أن كل من عبرها من الناس وقعت كما عبر بل أراد العالم المصيب الموفق، وكيف يكون الجاهل المخطئ عابرًا وهو لم يصب ولم يقارب! ولا أراد أن كل رؤيا تعبر وتتأول لأن أكثرها أضغاث أحلام، فمنها ما يكون عن غلبة طبيعة أو حديث نفس أو شيطان، وغنما الصحيحة ما يأتيه ملك الرؤيا عن أم الكتاب في الحين بعد الحين - ويتم بيانه في مواضع. بغ: وكان يعجبهم القيد، لأنه ثبات ف الدين لأنه يمنع عن النهوض وكذا الورع يمنع عن منهيات الشرع، وهذا إذا كان مقيدًا في المسجد أو في سبيل الخير، فإن رآه مسافر فهو إقامة عن السفر، وإن رآه مريض أو محبوس او مكروب طال مرضه وحبسه وكربه. ط: لعلي