الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا المقال فلا شخص أغوى منه، فإن قيل: فما حكم من جوز ذلك؟ فهل يكفر به أو يبدع أو يلام أو يمدح ويحسن بحسن فهمه لدليل لاح له دون غيره من حذاق الأمة وفضلاء الملة؟ قلت: إن كان المخالف من بعض المتكلمين من أهل البدعة - وهو الظاهر إذ لم يوجد في أكثر نسخ الكلام خلاف من أهل السنة فيه - فللأول وجه، إذ التفضيل مجمع عليه قبل ابن عبد البر، وإن كان ذلك البعض من أهل السنة فللثاني وجه، إذ مخالف الجمهور خصوصًا إذا كان المخالف أقل قليل يبدع، كمن يخالف العمل بخبر الواحد يبدع، ولو سلم أن الخالف فيه جمع معتد به فلا يخلو عن الملامة، فإن مخالفة الجمهور لمن ليس له رأي لا يحسن، وأي فائدة فيه! ولعله يترتب عليه ما لا يحمد عواقبه - والله أعلم. عن: ثم إن أخر من مات من الصحابة أبو الطفيل، وغاية ما قيل فيه نهمات في سنة عشر بعد المائة ومبدأ التاريخ من الهجرة، وهذا الحديث قبل وفاته ببشهر، فإذا طرح العشرة يبقى مائة سنة- فتأمل، فظهر بطلان من ادعى الصحبة بعد هذه المدة كرتن الهندي وغيره. ط: اختلفوا في فاطمة وعائشة أيهما أفضل.
فصل في الخلفاء بعد الأئمة الأربعة وما يلائمه:
شرح شفا: انتقل الملك حين مات الحسن بن علي سنة تسع وأربعين إلى بني أمية بعد ثلاثين من وفاته واستقر نحو سبعين، وأولهم معاوية ثم ابنه يزيد ثم ابنه معاوية، ثم مروان بن الحكم ثم ابنه عبد الملك ثم ابنه الوليد، ثم أخوه سليمان بن عبد الملك، بويع سنة ست وتسعين وكان صبيًا ومات سنة تسع وتسعين، ثم عمر بن عبد العزيز ومات سنة إحدى ومائة وهو ابن تسعة وثلاثين، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم أخوه هشام بن عبد الملك. مق: ثم الوليد بن يزيد، ثم يزيد بن الوليد بن عبد الملك، ثم إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد، ثم خرجت الخلافة إلى بني العباس
ومر في الهمزة من أم. ما: وأولهم السفاح، ثم المنصور، ثم ابنه المهدي، خلف عشر سنين، ثم الهادي وكان جبارًا، خلف سنة، ثم الرشيد، ثم الأمين، ثم المأمون، ثم المعتصم، [ثم الواثق بالله هارون] ثم المتوكل على الله جعفر بن المعتصم، ثم المنتصر بالله محمد بن المتول، ثم المستعين بالله أحمد بن المعتصم، ثم المعتز بالله محمد بن المتوكل، ثم المهتدي بالله محمد، [ثم المعتمد على الله أحمد أبو العباسي ثم المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن [ولي العهد-] الموفق، [ثم المكتفي بالله، ثم المقتدر بالله، ثم القاهر بالله، ثم الراضي بالله، ثم المتقي لله] ثم المستكفي بالله [عبد الله بن] علي بن المعتضد، ثم المطيع لله، ثم [الطائع لله، ثم القادر بالله -] ثم القائم بأمر الله، ثم المقتدي بأمر الله، ثم المستظهر بالله، ثم المسترشد بالله، ثم الراشد بالله، ثم المقتفي لأمر الله، ثم المستنجد بالله، ثم المستضيء بأمر الله، ثم الناصر لدين الله، ثم الظاهر بأمر الله، ثم المستنصر بالله، ثم المستعصم بالله. وولد مروان سنة اثنتين من الهجرة، وخرج مع أبيه الحكم إلى الطائف حين نفاه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يفشي سره، فردهما عثمان واستكتب مروان، ثم استعمله معاوية على الحرمين والطائف، ثم عزله عن المدينة سنة ثمان وأربعين، فلما مات معاوية بن يزيد ولم يعهد على احد بايع الناس بالشام مروان بالخلافة، وبايع الضحاك بالشام لعبد الله بن الزبير، فاقتتلا فقتل الضحاك، واستقام الأمر بالشام ومصر لمروان، وبويع عبد الله بن الزبير سنة أربع وستين، وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان إلى أن قتله الحجاج سنة ثلاث وسبعين، وكان قسم لياليه فليلة يصلي حتى الصبح، وليلة راكعًا وليلة ساجدًا حتى الصباح.
وتوفى الحكم في خلافة عثمان وترك أحدًا وعشرين ابنا ًوثمان بنات. وتوفى مروان سنة خمس وستين وولى ابنه عبد الملك، روى مروان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه ابنه عبد الملك، قال ابن حبان بعد أن ذكر ح عروة عن مروان - عن بسرة عنه صلى الله عليه وسلم: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ - أعوذ بالله أن استدل بحديث رواه هو وذووه في شيء من كتبنا، لأنا لا نستحل الاحتجاج بغير الصحاح، وأما ح بسرة فلم يقنع عروة به حتى ذهب إلى بسرة وسألها بنفسه. وروى أنه عرج بروح ابن الماجشون فأعلمنا الناس فوضعناه على سريره للغسل، فنظر الغسال عرقًا يتحرك في أسفل قدمه فقال: لا أرى أن أعجل عليه، فمكث ثلاثًا على حاله ثم أفاق وجلس وقال: ائتوني بسويق، فشربه وقال: عرج بي إلى السماء السابعة فقيل: لم يأن له، بقى من عمره كذا كذا سنة، ثم هبط، قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت أبا بكر وعمر عن يمينه وشماله وعمر ابن عبد العزيز بين يديه، قلت: إنه لقريب المقعد من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الشيخين، قال إنه عمل بالحق في زمن الجور وإنهما عملا بالحق زمن الحق. ومعاوية بن أبي سفيان أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند بنت ربيعة في فتح مكة، كان معاوية يقول: إنه أسلم يوم الحديبية وكتم إسلامه من أبويه، شهد حنينًا، وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامهما، وبعث أبو بكر الجيوش إلى الشام مع يزيد وسار معه معاوية، فلما مات يزيد استخلفه على عمله بدمشق، فأقره عمر ثم أقره عثمان، فكان أميرًا عشرين سنة، وولى الخلافة عشرين سنة، مات في رجب سنة ستين وهو ابن ثنتين وثمانين سنة، وقيل غيره - إلى هنا ما في شرح ابن ماجه. وملوك الفرس يزدجر بن شهريار ابن شيرويه بن برويز بن هرموز بن نوشيروان، فقتل يزدجر بعامل عثمان رضي الله عنه، ونكح حسين بن علي بنته شهر بانو. ومزق كتابه صلى الله عليه وسلم برويز فقتله شيرويه، ومات شيرويه بالسم.