الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فحاصر أهله ليالي ثم انصرف إلى المدينة، وفيه طلعت الشمس بعد غروبه لعلي حين فاته العصر إذ كان رأسه صلى الله عليه وسلم في حجره حال الوحي. وفيها تزوج أم حبيبة، كانت مع زوجها عبد الله بن جحش مهاجرة في الحبشة فتنصر زوجها فمات، فزوجها النجاشي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولها حينئذ بضع وثلاثون سنة، وقيل: تزوجها سنة ست. وفيها كانت عمرة القضاء في ألفين ومائة فارس، وفي رجوعه منها تزوج ميمونة بنت الحارث، وبني بها في سرف، وكانت أخر امرأته.
[ثامنة]
وفي الثامنة أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، قدموا المدينة في صفر. وفيها في ذي الحجة ولد إبراهيم رضي الله عنه ابنه، وأعطي مبشره عبدًا. وفيها تزوج فاطمة بنت الضحاك، فلما منها قالت: أعوذ يا محمد منك! فقال: الحقي بأهلك. وفيها اتخذ منبرًا، وقيل سنة سبع، وسرية مؤتة وسببه أنه صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير إلى ملك بصري بكتاب، فقتله شرحبيل بن عمرو الغساني، فبعث إليهم زيد بن حارثة مع ثلاثة آلاف، فجمع شرحبيل أكثر من مائة ألف وقاتلوا قتالًا شديدًا، وفيه ورد: أخذ الراية زيد بن ثابت فأصيب، ثم أخذ جعفرًا - إلخ، وفيها سرية الخبط مع عبيدة بن الجراح في طلب عير قريشن ففنى زادهم فألقى البحر لهم دابة عنبر، فأكلوا منها نصف شهر. وفيها غزاة الفتح وسببه أنه أعانت أشراف بني نفاثة على خزاعة وهم أهل عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبيتهم بنو نفاثة، فلستنصر خزاعة النبي، فقال صلى الله عليه وسلم: لا نصرت إن لم أنصر بني كعب! وذلك في شعبان على رأس اثنين وعشرين شهرًا من صلح الحديبية، فتجهز صلى الله عليه وسلم مخفيًا أمره، وحرض العرب فجاء أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع وسليم، فخرج العاشر رمضان في عشرة آلاف، وخرج العباس بن عبد المطلب بعياله مهاجرًا فلقيه صلى الله عليه وسلم بالجحفة وقد كان مقيمًا بمكة على سقايته برضاه، ولقيه أبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية ببعض الطريق فقال: لا حاجة لي بهما، فقد هتكا عرضي
وقالا لي ما قالا، فألحا وكلمته أم سلمة فيهما فأذن لهما فأسلما؛ وبعث قريش أبا سفيان ابن الحرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار، فلقي العباس يمر الظهران أبا سفيان فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ونهى صلى الله عليه وسلم عن القتال، وأمر بقتل ستة رجال وأربع نسوة: عكرمة بن أبي جهل، فاستأمنت له امرأته أم حكيم بنت الحارث وأسلمت فجاءت به، فأسلم وجاهد حتى قتل في خلافة الصديق يوم أجنادين، وهند بنت عتبة فأسلمت وقريبة فأسلمت وقتل غيرهم، ولم يلقوا قتالًا إلا فوج خالد بن الوليد، فإنه لقيه صفوان بن أمة وسهيل بن عمرو وعكرمة فاقتتلوا، فقتل ثمانية وعشرون منهم ورجلان من المسلمين، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المسجد جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة فقال: هلا تركت الشيخ حتى أتيه! فأجلسه ومسح صدره فأسلم، وكان الفتح لعشرين من رمضان، فأقام بها خمس عشرة ليلة يبعث السرايا حول مكة، فبعث خالدًا إلى أسفل تهامة داعيًا لا مقاتلًا فقاتل، فعتبه وودى قتلاهم ورد أموالهم، ثم بعثه في ثلاثين إلى عزى فعلق سدنتها السيف على عزى وفروا قائلين:
أيا عز شدى شدة لا سوى لها
…
على خالد ألقى القناع وشمرى
أيا عز إن لم تقتل المرء خالد
…
فبوئي بإثم عاجل أوتنصري
فهدمها خالد؛ وبعث عمرو بن العاص إلى سواع صنم، وبعث سعد بن فيروز إلى مناة، فهدماهما، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين لعاشر شوال في إثني عشر ألفًا من أهل المدينة وألفين من الطلقاء، وقيل: لن نغلب اليوم من قلة! فساءه صلى الله عليه وسلم فابتلوا بالهزيمة، فتكلم جفاة أهل مكة بما في أنفسهم فقال أبو سفيان: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وقائل يقول: ألا! بطل السحر - ونحو ذلك، فاستنصر صلى الله عليه وسلم ورمى حصيات، فانهزم المشركون. فبعث أبا عامر بجيش إلى أوطاس، فقتل دريد وسبى عيالهم، واغتنموا ستة آلاف سبي، وأربعة وعشرين ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألفًا، وأربعة آلاف أوقية من فضة، كان في السبي الشيماء بنت الحارث أخته الرضاعية فأكرمها، فرجع إلى أهلها ثم أتى الطائف فحاصرهم ثمانية