الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وضعت السلاح وما وضعت الملائكة! فسار صلى الله عليه وسلم إليهم وقال: يا إخوان القردة والخنازير! هل أخزاكم الله! فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة حتى جهدوا، وكان حيي دخل في حصنهم وفاء لكعب، فمنهم من أمن كثعلبة بن شعبة وأسيد ابن شعبة وأسيد بن عبيد. ونزل الآخرون على حكم سعد بن معاذ، فحكم بقتل الرجال ونهب الأموال وسبي الذراري والنسوان، فحبسوا في دار، وخرج صلى الله عليه وسلم إلى السوق وخندق فيها، فيجاء بهم أرسالًا ويضرب أعناقهم، وهم ستمائة أو سبعمائة أو ثمانمائة أو تسعمائة- أقوال، كان علي والزبير يضربان أعناقهم وهو صلى الله عليه وسلم جالس هناك، ثم قسم أموالهم وبعث بعض سباياهم إلى نجد ليبتاع بهم خيلًا وسلاحًا، واصطفى من نسائهم ريحانة بتن زيد بن عمرو فكانت عنده حتى توفى. وفي هذه السنة سقط صلى الله ليه وسلم من الفرس فجحش فخذه، فصلى في البيت قاعدًا خمس ليال. وفيها فرض الحج.
[سادسة]
وفي السادسة خرج صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب يطلب بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه حتى نزل عسفان، فهرب بنو لحيان في رؤوس الجبال، فجاز بقبر أمه فبكى وأبكى. وفيها غزاة الغابة حين أخذت غطفان لقاح النبي صلى الله عليه وسلم، ولحقه سلمة حتى استنقذ لقاحه. وفيها صلى صلاة الاستسقاء فمطروا سبعة أيام حتى قال: حوالينا لا علينا. وفيها قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، وقصة العرنين في شوالها. ثم غزا في شعبان بني المصطلق فهزموا، فاغتنم أبناءهم ونساءهم وأموالهم، وأصاب جويرية بنت الحارث ثابت بن قيس فتزوجها صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم أبوها وأخواها. وكانت فيها قصة الإفك وقول ابن أبي "لئن رجعنا إلى المدينة". وفيها غزاة الحديبية. واتخذ الخاتم، وبعث الرسل إلى الآفاق: حاطب ابن أبي بلتعة إلى المقوقس، فأكرمه وكتب جوابه: قد علمت أن نبيًا قد بقى وقد أكرمت رسولك. وأهدى مارية وأختها سيرين وحمارًا يعفور وبغلة دلدل؛ فقال: ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكهن واصطفى مارية لنفسه ووهب سيرين لحسان
ابن وهب، ونفق الحمار منصرفه من ججة الوداع، وبقيت البغلة إلى زمن معاوية. وبعث دحية إلى قيصر الروم، ملك إحدى وثلاثين سنة، وفي ملكه توفى صلى الله عليه وسلم. وبعث عبد الله بن حذافة إلى كسرى فمزق كتابه وقال: يكتب إلى هذا الكتاب وهو عبدي! وكتب إلى عامله على اليمن وهو بأذان أن أبعث إلى هذا الذي يتنبأ في الحجاز من عندك رجلين جلدين فليأتيا به على، فبعثهما فقال: إن شاهنشاه بطلبك، فإن رحت أكتب كتابًا ينفعك ويكف عنك، وإلا فهو من قد علمت! فأجاب صلى الله عليه وسلم بالغد: إن ربي فتل ربكما ليلة كذا! فقالا هل تدري ما تقول فنخبر الملك به؟ قال: نعم، أخبراه وقولا له إن ديني وسلطاني ينتهي إلى منتهى الخف والحافر، وإن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، ثم أعطى أحدهما منطقة ذهب وفضة، فأخبرا بأذان به، فقال: والله ما هذا بكلام ملك وإني لأراه نبيًا ولننظرنه! فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه ابن كسرى: أما بعد فإني قد قتلت كسرى غضبًا لفارس لاستحلاله قتل أشرافهم، فانظر الذي كان كسرى كتب إليك فيه فلا تهجه حتى أكتب، فلما بلغه كتابه أسلم وأسلم الأبناء من فارس، روى أنه قتل كسرى سنة سبع لعاشر جمادي الأخرى ومات هو بعد ستة أشهر. وبعث عمرو بن أمية إلى النجاشي في رعاية جعفر وأصحابه، فكتب بالإسلام والإحسان إلى أصحابه، وبعث ابنه في ستين في سفينة فغرقت، ويدل هذا أنه النجاشي الذي كانت الهجرة إليه، وقيل غيره. وبعث شجاع بن وهب إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني فانتهى إليه وهو بغوطة دمشق وهو مشغول بتهيئة الإنزال لقيصر، فقرأ الكتاب فرمى به وقال: من ينزع مني ملكه وأنا سائر إليه! حتى أمر بالخيول تنعل وكتب إلى قيصر بخبره وما عزم عليه، فكتب إليه قيصر أن لا تسر إليه واله عنه ووافني بإيليا، فدعاني فأمر لي بمائة ذهب، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: باد ملكه! ومات الحارث عام الفتح. وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي وان من الملوك العقلاء إلا أن التوفيق عزيز فقال: اجعل لي