الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليهم في ربيع الأول، فقاموا على حصونهم بالنبل والحجارة، فخفر ابن أبي وغطفان واعتزلتهم قريظة، فحوصروا ست ليال وقطع نخلهم، فرضوا بالخروج إلى الشام وخبير، وخرج سلام بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع وحبي بن أخطب إلى خيبر. وفيها كانت بدر الصغرى لهلال ذي القعدة، فإن أبا سفيان لما انصرف يوم احد نادى: الموعد بيننا بدر الصغرى رأس الحول! فلما دنا الحول كره الخروج لجدر به لكنه خرج حتى إذا بلغ مجنة رجع. وخاف أن يجترئ عليه محمد صلى الله عليه وسلم فجعل لنعيم بن مسعود عشرين فريضة على أن يخوف أصحاب محمد، ففعل، فقال صلى الله عليه وسلم: لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد! فخرج مع ألف وخمسمائة، فأربحوا في تجارتهم ورجعوا غانمين ولم يلقوا قريشًا. وفيها تعلم زيد بن ثابت كتاب يهود. وفي ذي القعدة رجم اليهودي واليهودية. وفي محصر بني النضير حرمت الخمر. وفيها تزوج أم سلمة في شوال، وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين سنة ثنتين وستين؛ وفيها توفى زوجة أبو سلمة. وفيها توفيت زينب بنت خزيمة أم المؤمنين، وتوفيت فاطمة أم علي وكانت صالحة مسلمة.
[خامسة]
وفي الخامسة غزوة دومة الجندل في ربيع الأول من غير قتال، وغزوة ذات الرقاع في محرمها فهربوا إلى رؤس الجبال، فخيف أن يغيروا عليهم فصلوا صلاة الخوف خشية. وانصرف بعد خمس عشرة ليلة. وابتاع من جابر جمله وشرط له ظهره. وفيها غزاة المريسيع في ثاني شعبان فاقتتلوا، وقتل عشرة وأسر الباقون؛ وكان فيهم جويرية بنت الحارث فأعتقها وتزوجها. وفي هذه الغزاة تنازع سنان وجهجاه وشهر بين الأوس والخزرج السلاح، وقول أبي:"لئن رجعنا إلى المدينة"، وح الإفك، وقدم لهلال رمضان، وفيها تزوج زينب بنت جحش وأمها أميمة بنت عبد المطلب. وفيها غزوة الخندق وهي الأحزاب، كانت في ذي القعدة، فإنه لما أجلي بنو النضير ساروا إلى خيبر فخرج نفر من أشرافهم إلى مكة
يستنفر قريشًا إلى حرب المسلمين وقالوا: إنا سنكون معكم حتى نستأصلهم، ودعوا غطفان، فنشطت قريش للقتال ونزلوا قريبًا من المدينة، فأشار سلمان إلى حفر الخندق، وكانوا عشرة آلاف، وخرج صلى الله عليه وسلم لثامن ذي القعدة في ثلاثة آلاف فضربوا عسكرهم والخندق بين بين، وكان كعب بن أسد وادع النبي صلى الله عليه وسلم على قومه فخرج عدو الله حيي بن أخطب النضري إليه وألح عليه في نقض العهد، فقال كعب: دعني ومحمدا فلم أر منه إلا صدقًا ووفاء، فقال: يا كعب! والله جئتك بعز الدهر وببحر طام بقريش قد عاهدوني أن لا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدًا ومن معه! فقال كعب: والله جئتني بذل الدهر! فألح حتى نقض العهد، فاشتد الخوف من كل جانب، وظن المؤمنون كل ظن، ونجن النفاق من المنافقين، ومر على ذلك أربعة وعشرون يومًا ولم يكن حرب إلا الرمي بالنبل، ورمي سعد بن معاذ بالأكحل، فلما اشتد ذلك أتى نعيم بن مسعود بن عامر فقال: يا رسول الله! إني أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت، قال: خذل عنا إن استطعت! فإن الحرب خدعة، فأتى قريظة فقال: يا بني قريظة! إن قريشًا وغطفان بغير بلدكم، به نساؤهم وذرياتهم، فإن انهزموا رجعوا إليه وخلوا بينكم وبين الرجل لا طاقة لكم به، فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنًا من أشراف قريش وغطفان يكونون بأيديكم ثقة لكم، ثم أتي نعيم قريشًا فقال: يا معشر قريش! إن اليهود ندموا على ما صنعوا وأرسلوا بالندامة إلى محمد، وبأنهم يأخذون من قريش وغطفان رجالًا من أشرافهم فيعطونهم إياه؛ ثم أتى غطفان وقال لهم مثل ذلك، فاستوحش كل فريق عن صاحبه بسبب ذلك، وصبت ريح شديد لا يترك قدرًا ولا نارًا، ففزعوا وفروا والحمد لله! وقتل من المسلمين ستة ومن المشركين ثلاثة، فانصرفوا إلى المدينة ووضعوا السلاح، فنزل جبرئيل وأمر بالسير إلى بني قريظة وقال: