الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووافق يوم البدر التقاء فارس والروم فنصر الروم، ففرح المسلمون بالفتحتين، قال أسامة: فأتانا بشير الفتح حين سوينا التراب على رقيبة بنته صلى الله عيه وسلم زوجة عثمان وكان خلفني عليها مع عثمان، وأبو لهب تخلف عن البدر فمات بالعدسة بعد سبعة أيام، فقدم صلى الله عليه وسلم المدينة وأقام سبعة أيام، ثم غزا يريد بني سليم حتى بلغ الكدد، وأقام عليه ثلاثًا ثم رجع من غير كيد. وفيها قتل عصماء بنت مروان التي تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتهجوه بالشعر. وفيها غزاة بني قينقاع وكان قد وادع اليهود حين قدم المدينة على أن لا يعينوا عليه أحدًا وإن دهمه بها عدو نصروه، فلما انصرف من بدر مغنما أظهروا الحسد ونقضوا العهد، فخرج إليهم لنصف شوال فحاصرهم خمس عشرة ليلة، فاستشفع عبد الله بن أبي لأنهم حلفاء قومه، فأجلاهم وغنم أموالهم. وفيها صلى عيد الأضحى بالمصلى، ومات أمية ابن الصلت، وكان قرأ الكتب المتقدمة ورغب عن عبادة الوثن وكان يؤمل أن يكون نبي آخر الزمان، فلما بلغه خروجه صلى الله عليه وسلم كفر به حسدًا، وقال في حق شعره: أمن لسانه وكفر قلبه.
[ثالثة]
وفي الثالثة غزاة السويق، وذلك أن أبا سفيان حرم الدهن والغسل من الجنابة حتى يثأر من محمد صلى الله عليه وسلم، فخرج صلى الله عليه وسلم في أثره في مائتي رجل لخامس ذي الحجة، فهربوا وتخفضوا بإلقاء جرب السويق، فانصرف صلى الله عليه وسلم بعد خمسة أيام وأقام بالمدينة بقية ذي الحجة. ثم غزا نجدا وأقام بها الصفر ثم رجع من غير قتال، فلبث في المدينة أكثر ربيع الأول. ثم غزا يريد قريشًا حتى بلغ نجران، فأقام به ربيع الآخر وجمادي الأولى، ورجع من غير كيد وأقام إلى شوال. ثم بعث سرية زيد بن حارثة على القردة، فوجدوا فيها عير تجارة فيه أبو سفيان مع فضة كثيرة، فأصابوا تلك العير وما فيها. وفيها قتل محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف
لأربع عشرة ربيع الأول، وكان هجا المسلمين وبكى على قتلى بدر وحرض المشركين على القتال. وفيها تزوج عثمان أم كلثوم بنته صلى الله عليه وسلم، وأدخلت عليه في جمادي الآخرة. وفيها تزوج صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر في شعبان، وكانت تحت حبيش بن حذافة شهد بدرًا فتوفى في المدينة. وفيها تزوج زينب بنت خزيمة في رمضان فمكثت ثمانية أشهرًا فتوفيت. وفيها ولد الحسن بن علي في نصف رمضان. وفيها كانت غزاة احد لسابع شوال، وذلك أنهم لما رجعوا من البدر إلى مكة جمعوا ريح عير أبي سفيان وجهزوا به الجيش واستنصروا به الأعراب، فكتب العباس يخبره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجوا في ثلاثة آلاف، فيهم سبعمائة دارع ومائتا فرس وثلاثة آلاف بعير، كان الظعن خمسة عشرة، ونزلوا ذا الحليفة فأقاموا يوم الأربعاء والخميس، صلى النبي عليه وسلم العصر يوم الجمعة فعمم وليس لأمته وأظهر الدرع وحزم بمنطقة من أدم وتقلد السيف وألقى الترس في ظهره وركب فرسه وتقلد القوس وأخذ قناة بيده، وفي المسلمين مائة دارع، وبات بالسحين فصلى الصبح؛ وانخزل ابن أبي في ثلاثمائة وكان رأيه أن لا يخرج من المدينة، فقال: عصاني وأطاع الولدان، وجعل على جبل قناة خمسين رماة، وعلى ميمنته المشركين خالد بن الوليد، وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل، وأول من أنشب الحرب أبو عامر الراهب في خمسين؛ فشد المسلمون فانهزم المشركون ونساؤهم يدعون بالويل وتبعهم المسلمون، فلما رأى الرماة النصرة والانتهاب تجاوزوا وعصوا ما أمروا به، فانقلب الأمر وانهزموا، وبقي معه صلى الله عليه وسلم أربعة عشر، فأصيب رباعيته، وطعن صلى الله عليه وسلم بحربة أبي بن خلف فخر صريعًا، وقتل الوحشي حمزة رضي الله عنه، وقتل ثابت بن الدحداح ومصعب بن عمير وغيرهم، وجميع من قتل سبعون من المهاجرين والأنصار، وقتل من المشركين اثنان وعشرون. وروى أن معاوية أمر يجري الأنهار في الأحد، فجرت على قبور