المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ماذا تعرف عن كتاب دلائل الخيرات - مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع - جـ ٢

[محمد جميل زينو]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌ المجلد الثاني

- ‌(1)كيف نفهم القرآن أنواع التفسير وشرح بعض آي القرآن

- ‌تفسير القرآن بالقرآن

- ‌تفسير القرآن بالحديث الصحيح

- ‌تفسير القرآن بأقوال الصحابة

- ‌تفسير القرآن بأقوال التابعين

- ‌تفسير القرآن باللغة العربية

- ‌معرفة الإستنباط

- ‌معرفة أسباب النزول

- ‌معرفة الناسخ والمنسوخ

- ‌الحكمة في النسخ

- ‌القرآن المكي والمدني

- ‌تعريف القرآن المكي والمدني

- ‌خصائص القرآن المكي

- ‌خصائص القرآن المدني

- ‌فوائد العلم بالمكي والمدني

- ‌الآيات المكية والمدنية المتداخلة

- ‌متى نعمل بالقرآن المكي والمدني

- ‌نزول القرآن مفرقًا والحكمة منه

- ‌الأمثلة على نزوله بالتدريج

- ‌من خصائص القرآن الكريم

- ‌القرآن كتاب جامع شامل

- ‌القرآن سليم من الإختلاف

- ‌أسماء القرآن وأوصافه

- ‌معنى التأويل وأنواعه في القرآن

- ‌التأويل المذموم

- ‌موقف الراسخين في العلم والزائغين من المتشابه

- ‌أنواع التشابه في القرآن

- ‌الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه

- ‌كيف تنتفع بالقرآن الكريم

- ‌كيف تقرأ القرآن

- ‌القرآن حجة لك أو عليك

- ‌التحذير من هجر القرآن

- ‌توجيه وبيان لفهم معاني بعض آي القرآن

- ‌التحذير من البدع في الدين

- ‌التحذير من مخالطة المبتدعة

- ‌علاقة الشرك بالإفساد في الأرض

- ‌محبة غير الله كحب الله شرك

- ‌الله فوق العرش على السماء

- ‌الخوف والرجاء

- ‌الله نور السمواتِ والأرض

- ‌المحو والإثبات في الأجل

- ‌الزيادة والنقصان في العمر

- ‌طريق الحق واحد وطرق الضلال كثيرة

- ‌المفهوم الصحيح لآية الهداية

- ‌أنواع الهداية في القرآن الكريم

- ‌المحافظة على أرواح المؤمنين

- ‌يستفاد من الآية ما يلي:

- ‌القرآن يأمر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الذكر الكثير وأنواعه

- ‌ما هي فتنة داود عليه السلام

- ‌النبي سليمان يمسح الخيل حبًا لها

- ‌التفسير الصحيح لفتنة سليمان عليه السلام

- ‌السحر من عمل الشياطين

- ‌حكم تعدد الزوجات في الإسلام

- ‌خطر اختلاط الرجال بالنساء

- ‌عيسى عليه السلام حي في السماء

- ‌الآيات الدالة على عدم قتل عيسى

- ‌الأحاديث التي تثبت نزول عيسى

- ‌الكافي هو الله وحده

- ‌ترك الحكم بكتاب الله يسبب البلاء

- ‌تنزيه القرآن عن دسائس الشيطان

- ‌التفسير الصحيح للآية

- ‌تفسير رائع للعلامة الشنقيطي

- ‌الفسق وأثره في هلاك الأمة

- ‌معنى قوله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}

- ‌النهي عن التشبه بالكفار

- ‌صفات عباد الرحمن

- ‌كيفية الدعوة إلى الله

- ‌الدعوة تقوم على العلم

- ‌استجيبوا لله وللرسول

- ‌ضعف الخلق وقوة الخالق

- ‌معاني فواتح السور

- ‌كيف نلفظ هذه الحروف

- ‌الخسارة للكافرين والفوز للمؤمنين

- ‌(2)معلومات مهمة من الدين لا يعلمها كثير من المسلمين

- ‌{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}

- ‌ما هو الشرك وأنواعه

- ‌{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

- ‌الولاء والبراء والحكم

- ‌الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإِيمان

- ‌إن الحكم إلا لله

- ‌ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها

- ‌كيف نؤمن بالقدر خيره وشره

- ‌فريق في الجنة وفريق في السعير

- ‌أسباب الإنحراف عن المسيرة الإسلامية

- ‌أسباب وقوع العذاب والبلاء في الدنيا

- ‌أمثلة ونماذج من عذاب الدنيا

- ‌وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون

- ‌{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [

- ‌حجاب المرأة المسلمة

- ‌عادات وتقاليد يجب تركها

- ‌بدع المواسم والأعياد

- ‌منكرات منتشرة في البيوت

- ‌منكرات الأزياء والزينة

- ‌بدع الخطبة والزواج

- ‌بدع البناء في البيوت والمساجد

- ‌منكرات التشبه بغير المسلمين

- ‌مشروعية التكني وعدم التشبه بالأعاجم

- ‌(من تشبه بقوم فهو منهم)

- ‌منكرات المآتم والقبور

- ‌الصوفية في ميزان الكتاب والسنة

- ‌من أقوال الصوفية

- ‌كرامات الصوفية

- ‌الجهاد عند الصوفية

- ‌مفهوم الولي عند الناس

- ‌أولياء الرحمن

- ‌أولياء الشيطان

- ‌الخوف والرجاء

- ‌ماذا تعرف عن: قصيدة البردة

- ‌ماذا تعرف عن كتاب دلائل الخيرات

- ‌علامات حسن الخاتمة

- ‌باب لا يقال فلان شهيد

- ‌موعظة الرسول عند دفن الميت

- ‌ما يستفاد من هذا الحديث

- ‌كيف تخرج روح المؤمن:

- ‌كيف تخرج روح الكافر أو الفاجر

- ‌(3)توجيه المسلمين إلى طريق النصر والتمكين

- ‌الإيمان بالقدَر خيره وشره

- ‌من فوائد الإيمان بالقدر

- ‌الإحتجاج بالقدر

- ‌نواقض الإسلام

- ‌الذنوب

- ‌اجتنبوا الكبائر

- ‌أنواع الكبائر

- ‌الكفر وأنواعه

- ‌الحكم بغير ما أنزل الله كفر

- ‌كيف تعظم الذنوب

- ‌تنبيه مهم

- ‌الإبتلاء في القرآن الكريم

- ‌الإبتلاء في السنة المطهرة

- ‌أنواع الإبتلاء والصبر عليه

- ‌أسباب الوقوع في الذنوب

- ‌أحاديث نبوية في الفتن

- ‌كيف يخرج المسلمون من الفتن

- ‌آثار المعاصي والذنوب

- ‌الجهاد في سبيل الله

- ‌واجب الإصلاح بين المتقاتلين

- ‌شروط تحقيق النصر

- ‌{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}

- ‌من أسباب النصر

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌شروط الآمر

- ‌أنواع المنكرات

- ‌الصبر وأنواعه

- ‌طرق الوقاية من الذنوب

- ‌التوبة في القرآن الكريم

- ‌التوبة في السنة المطهرة

- ‌تحريم الظلم بأنواعه

- ‌الأمر بالدعاء

- ‌من فوائد الدعاء

- ‌من شروط الدعاء وآدابه

- ‌أوقات إجابة الدعاء

- ‌الذين يستجاب دعاؤهم

- ‌المحرم من الدعاء

- ‌الدعاء المستجاب

- ‌دعاء الضائع

- ‌دعاء الليل مستجاب

- ‌نصائح وتوجيهات

- ‌دعاء من القرآن الكريم

- ‌من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌إلهي أنت المغيثُ وحدَك

- ‌(4)صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم مسائل مهمة عن العمرة والحج

- ‌صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول يخطب في حجة الوداع

- ‌خلاصة أعمال العمرة

- ‌خلاصة أعمال الحج

- ‌المنافع العظيمة في الحج

- ‌منافع الحج في الدنيا

- ‌منافع الحج. والعمرة في الآخرة

- ‌أنواع الصبر في الحج

- ‌شروط الإحتفاظ بمنافع الحج

- ‌وصايا مهمة للحاج

- ‌من آداب المسجد النبوي

- ‌ذكريات مفيدة

- ‌مشهد الحجيج

- ‌مناجاة وتوجع

- ‌(5)من بدائع القصص النبوي الصحيح

- ‌المقدمة

- ‌الغلام المؤمن والساحر

- ‌الغلام والأفعى

- ‌الغلام والأعمى

- ‌تعذيب من آمن

- ‌الغلام يُعذب

- ‌الغلام يضحي بنفسه

- ‌احتراق الكفار

- ‌أبرص وأقرع وأعمى

- ‌أصحاب الغار والصخرة

- ‌وليمة جابر المباركة

- ‌جوع الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌جرة الذهب

- ‌الأمانة في الخشبة العجيبة

- ‌صوت في سحابة

- ‌إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام

- ‌هاجر وولدها إسماعيل

- ‌أم إسماعيل تبحث عن الماء:

- ‌نزول جُرْهُم قرب الماء:

- ‌إبراهيم وامرأة إسماعيل الأولى:

- ‌إبراهيم والمرأة الثانية:

- ‌الخليل يلتقي بإسماعيل:

- ‌بنيان البيت

- ‌من فوائد القصة

- ‌أرض التوبة

- ‌أهمية خطبة الحاجة وتأثيرها على النفوس

- ‌النص الكامل لخطبة الحاجة

- ‌من فوائد هذه الخطبة العظيمة

- ‌معجزة نبوية مباركة

- ‌المتخلفون عن الجهاد

- ‌تخلف كعب:

- ‌كعب يتردد في الجهاد:

- ‌الرسول يتفقد الغزاة:

- ‌رجوع الرسول من تبوك:

- ‌كعب يعترف بالذنب:

- ‌الهجر جزاء المتخافين:

- ‌كعب يتسور على ابن عمه:

- ‌ملك غسان يطمع في كعب:

- ‌أمر المتخلفين باعتزال النساء:

- ‌البشارة بالتوبة:

- ‌كعب يتصدق للبشرى:

- ‌الرسول ييرق وجهه من السرور:

- ‌كعب يتصدق بماله كله:

- ‌كعب يعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدق:

- ‌من فوائد القصة

- ‌قصة إسلام سيد أهل اليمامة

- ‌صحابي جليل يتحدث عن إسلامه

- ‌(6)معجزة الإسراء والمعراج

- ‌معجزة الإسراء والمعراج

- ‌المعجزات النبوية المحمدية

- ‌ما هو الإسراء والمعراج

- ‌الإسراء ووحدة الوجود

- ‌متى كان الإسراء والمعراج

- ‌الحوادث التي سبقت الإسراء

- ‌حديث الإسراء والمعراج

- ‌من فوائد حديث المعراج

- ‌خلاصة معجزة الإسراء والمعراج

- ‌من عبرة الإسراء والمعراج

- ‌هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج

- ‌الرسول يفاجىء المشركين بالإسراء

- ‌آيات صدقه في الإسراء

- ‌زيارة المسجد الأقصى

- ‌عقوبة العصاة كما رآها الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌من فوائد الرؤيا في الحديث

- ‌من فضائل الإسراء والمعراج

- ‌الآيات الكبرى التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بدع الإسراء والمعراج

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌(7)كيف نربي أولادنا وما هو واجب الآباء والأبناء

- ‌الإهداء

- ‌المقدمة

- ‌وصايا لقمان الحكيم لابنه

- ‌وصايا نبوية مهمة للأولاد

- ‌أركان الإِسلام

- ‌أركان الإِيمان

- ‌قصة رائعة مفيدة

- ‌نصائح نبوية للآباء والأبناء

- ‌مسؤولية الأبوين والمعلم

- ‌واجب المربي والمعلم

- ‌التحذير من المحرمات

- ‌تعليم الصلاة

- ‌الستر والحجاب

- ‌الأخلاق والآداب

- ‌الجهاد والشجاعة

- ‌العدل في العطاء بين الأولاد

- ‌حل مشاكل الشباب

- ‌خطر تحديد النسل

- ‌فضل الصلوات والتحذير من تركها

- ‌من أحاديث الصلاة

- ‌تعلم الوضوء والصلاة

- ‌صلاة الصبح

- ‌من أحكام الصلاة

- ‌وجوب صلاة الجمعة والجماعة

- ‌كيف أصلي الجمعة مع آدابها

- ‌حكم الغناء والموسيقا

- ‌الغناء في الوقت الحاضر

- ‌علاج الغناء والموسيقا

- ‌المستثنى من الغناء

- ‌حكم الصور والتماثيل

- ‌الصور والتماثيل المسموح بها

- ‌هل الدخان حرام

- ‌إعفاء اللحية واجب

- ‌بر الوالدين

الفصل: ‌ماذا تعرف عن كتاب دلائل الخيرات

‌ماذا تعرف عن كتاب دلائل الخيرات

؟

أما بعد فإن كتاب (دلائل الخيرات) لمؤلفه محمد بن سليمان الجزولي منتشر في العالم الإِسلامي، ولا سيما في المساجد، يقرؤه المسلمون كثيرًا، بل ربما قدمو على قراءة القرآن، ولا سيما يوم الجمعة، وتتسابق المطابع في طبعه طمعًا في الربح المادي والدنيوي دون النظر إلى الخسارة الأخروية التي تلحق أصحاب المطابع، والنسخة التي بين يدي مكتوب على ظهرها:

(الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع سنغافورة جدة).

ولو تصفح المسلم العاقل المطلع على أحكام دينه الكتاب لوجد فيه مخالفات شرعية كبيرة، وأهم هذه المخالفات:

1 -

يقول مؤلفه في المقدمة (ص 12)(مستمدًا من حضرته العالية).

ويقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم.

أقول هذا الكلام يخالف القرآن الذي لا يجيز طلب المدد إلا من الله قال تعالى: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} . [سورة آل عمران: 125]

وكلام (دلائل الخيرات) يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

"إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله". [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]

2 -

ثم يقول قي (حزب النصر لأبي الحسن الشاذلي) المكتوب على الهامش ص 7: (يا هو، يا هو، يا هو، يا من بفضله لفضله نسألك العجل).

أقول: إن كلمه (هو) ليست من أسماء الله الحسنى، بل هي ضمير يعود على

الكلمة التي قبلها، ولذلك لا يجوز إدخال (يا) عليها كما يفعل الصوفية، وهي

من بدعهم يزيدون في أسماء الله ما ليس منها.

3 -

ثم يذكر المؤلف أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ويعددها، ويصفها بأسماء وصفات لا تليق إلا بالله عز وجل، علمًا بأن أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وردت في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا

ص: 230

الحاشر الذي يُحشر الناس على قَدَمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد وقد سماه الله رءوفًا رحيمًا". [رواه مسلم]

وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمي لنا نفسه أسماء، فقال:"أنا محمد، وأحمد، والمقفِّي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة". [رواه مسلم]

4 -

وأسماء الرسول التي ذكرها كتاب (دلائل الخيرات) هي بدءًا من ص 37 - 47.

(مُحيي، منج، ناصر، غوث، غياث، صاحب الفرج، كاشف الكرب، شاف). [ص 38، 40، 43، 47]

أقول هذه الأسماء والصفات لا تليق إلا بالله، فالمحيي، والمنجي، والناصر،

والمغيث، والشافي، وكاشف الكرب، وصاحب الفرج هو الله سبحانه وتعالى، وقد أشار القرآن إلى ذلك فقال إبراهيم عليه السلام:

{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} . [الشعراء: 78 - 81]

وقد أمر الله تعالى رسوله أن يقول للناس:

{قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} . [الجن: 21]

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} . [الكهف: 110]

أقول: إن صاحب (دلائل الخيرات) خالف القرآن، وسوّى بين الله ورسوله في

أسمائه وصفاته، وهذا مما يتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم ولو سمعه لحكم على قائله بالشرك الأكبر. جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:"ما شاء الله وشئت"، فقال:"أجعَلتَني لله ندًّا، قل ما شاء الله وحده". [رواه النسائى بسند حسن]

(الند: المثيل والشريك).

وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تُطروني كما أطرَت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله". [رواه البخاري]

(الإِطراء: المبالغة والزيادة في المدح، ويجوز مدحه بما ورد في الكتاب والسنة).

5 -

ثم ذكر بعض أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم: "مُهيمن، جبار، روح القدس". [ص 41، 42]

والقرآن ينفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصفات فيقول له في القرآن:

ص: 231

{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} . [الغاشية: 22]

{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} . [ق: 45]

وروح القدس هو جبريل عليه السلام لقوله تعالى:

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} . [النحل: 102]

6 -

ثم ذكر صاحب الكتاب صفات لا تليق بمسلم فضلًا عن رسول هو من أفضل البشر فيقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحيد، أجير، جرثومة). [ص 37، 115]

وفي أول الكتاب رفع المؤلف الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة الِإله حينما قال: (مُحي، ناصر، شاف، مُنج. . .) إلى آخر الأوصاف التي مرت، وهنا يُنزل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة (جرثومة، أجير) وهذا ما تقشعر له الأبدان، وتشمئز منه النفوس، فهي في عرف الناس الشيء الضار الذي يكافح كجرثومة السِّل مثلًا، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، وهو الذي نفع الأمة، وبلَّغ الرسالة، وأنقذ بتعاليمه الناس من الظلم

والشرك والتفرقة إلى العدل والتوحيد وإن أراد بالجرثومة الأصل والسبب فهو غير صحيح أيضًا.

7 -

ثم بعد هذا الكلام الباطل يعود ليصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأوصاف كاذبة فيها الشرك الذي يحبط العمل كقوله في [صفحة 90]:

(اللهم صلّ على مَن تفتقت من نوره الأزهار، واخضرت من بقية ماء وضوئه

الأشجار).

فالله الذي خلق الأشجار وهو الذي فتق أزهارها، وأعطاها لون الخضرة.

8 -

ثم يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم[ص 100]: (والسبب في كل موجود).

إن كان قصده أن الموجودات خلقها الله لأجل محمد صلى الله عليه وسلم فهذا كذب وضلال. لأن الله تعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} . [الذاريات: 56]

9 -

ثم يقول المؤلف ص 198: (اللهم صل على محمد ما سجعت الحمائم، وحمت الحوائم، وسرحت البهائم، ونفعت التمائم).

وهذا الكلام يخالف كلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن التمائم فقال:

"مَن علَّق تميمة فقد أشرك". [صحيح رواه أحمد]

(والتميمة: هي الخرزة أو الودعة أو غيرها تُعلَّق على الولد، أو السيارة، أو البيت

ص: 232

لرد العين) وهي من الشرك: وكلام المؤلف يخالف القرآن الذي يعتبر النفع والضر منِ الله فيقول: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . [سورة الأنعام: 17]

10 -

ثم يقول الجزولي: (اللهم صلّ على محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء، وارحم محمدًا حتى لا يبقى من الرحمة شيء، وبارك على محمد حتى لا يبقى من البركة شيء، وسلم على محمد حتى لا يبقى من السلام شيء). [ص 64]

هذا كلام باطل يخالف القرآن فإن صلاة الله، ورحمته، وبركته، وسلامه دائمة

لا تنفد ولا تفنى، قال الله تعالى:

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} . [الكهف: 109]

11 -

ثم يذكر في آخر الكتاب (الصلاة المشيشية)، التي على الهامش، وهذا نصها:[ص 259، 260]

(اللهم صلِّ على من منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق. . ولا شيء إلا وهو به منوط. إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط). أقول: هذا كلام باطل. في أوله، وسخيف معقد في آخره يخالف الشرع والعقل. ثم يقول في تتمة هذا الدعاء [ص 26]:

(وزُجَّ بي في بحار الأحدية، وانشلني مغ أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر

الوحدة، حتى لا أرى، ولا أسمع، ولا أُحِس إلا بها).

لاحظ أخي المسلم أن في هذا الدعاء أمرين:

أ - قوله: (وانشلني من أوحال التوحيد).

والأوحال هي الطين والأوساخ، فهل للتوحيد أوساخ؟! ..

إن توحيد الله في العبادة والدعاء نظيف ليس فيه أوحال وأوساخ كما يزعم ابن مشيش، وإنما الأوحال والأوساخ في دعاء غير الله من الأنبياء أو الأولياء، وهو من الشرك الأكبر الذي يُحبط العمل، ويُخلد صاحبه في النار.

ب - قوله: (وزُجّ بي في بحار الأحدية، وأغرقني في عين بحر الوحدة).

أقول: هذه وحدة الوجود عند بعض الصوفية التي عبر عنها زعيمهم ابن عربي

المدفون بدمشق حيث قال في الفتوحات المكية:

ص: 233

العبد رب، والرب عبد

يا ليت شعري من المكلف؟

إن قلت عبد فذاك حق

وإن قلت رَبٌ فأنى يكلف؟

فانظر كيف جعل العبد ربًا، والرب عبدًا، فهما مستويان عند ابن عربي وابن مشيش الذي ذكر كلامه (دلائل الخيرات).

12 -

ثم ذكر المؤلف [ص 83]:

(اللهم صل على كاشف الغُمة، ومُجلي الظلمة، ومُولي النعمة، ومُؤتي الرحمة).

أقول: هذا إطراء لا يرضاه الإِسلام وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه.

13 -

ثم يقول علي بن سلطان محمد القاري في ورده الذي سماه:

(الحزب الأعظم) المطبوع على هامش (دلائل الخيرات):

(اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره). [ص 138]

أقول: هذا كلام باطل يكذبه الحديث القائل: "إن أول ما خلق الله القلم".

[رواه أحمد وصححه الألباني]

أما حديث: "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".

فهو عند أهل الحديث مكذوب وموضوع وباطل.

14 -

جاء في بعض النسخ من كتاب (دلائل الخيرات) وفي آخر قصيدة جاء فيها:

بأبي خليل شيخنا وملاذنا

قطبُ الزمان هو المسمى محمد

يقول: إن شيخه محمد يلوذ به ويلتجىء إليه عند المصائب، وهذا شرك؛ لأن

المسلم لا يلوذ إلا بالله، ولا يلتجىء إلا إليه لأنه حي قادر، وشيخه ميت عاجز لا ينفع ولا يضر.

ويعتقد أن شيخه قطب الزمان، وهذا اعتقاد الصوفية القائلة: إن في الكون

أقطابًا يتصرفون في أمور الكون، حيث جعلوهم شركاء لله في تدبير الأمور، مع أن المشركين السابقين يعتقدون أن المدبر للكون هو الله وحده، قال الله تعالى:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} . [يونس: 31]

ص: 234

15 -

لقد ورد في كتاب (دلائل الخيرات) أدعية صحيحة، ولكن هذه الطامات الكبرى السابقة الموجودة فيه أفسدت عقيدة القارىء للكتاب إذا اعتقد بها، فلم تعد تنفع الأدعية الصحيحة.

وفي الكتاب أخطاء كثيرة، ومن أراد التوسع فليرجع إلى كتاب (كتب ليست من الإِسلام) لمؤلفه الأستاذ محمود مهدي استانبولي حيث تكلم عنه، وعن قصيدة البردة، ومولد العروس، وطبقات الأولياء للشعراني، وتائية ابن الفارض،

والأنوار القدسية، والتنوير في إسقاط التدبير، ومعراج ابن عباس، والحِكم لابن عطاء الله الإِسكندري، وغيرها من الكتب التي طالب المؤلف بإحراقها لما فيها من الضرر على عقيدة المسلمين.

16 -

احذر يا أخي المسلم قراءة هذه الكتب، وعليك بقراءة كتاب (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) للشيخ إسماعيل القاضي تحقيق المحدث الألباني، كما أن هناك كتابًا جيدًا اسمه (دليل الخيرات) لمؤلفه (خير الدين وانلي) جمع فيه صلوات وأدعية صحيحة يغنيك عن (دلائل الخيرات) الذي يوقعك في الشرك والآثام.

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وحببنا فيه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، وكرهنا فيه، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.

[انتهت المواضيع التي كتبها محمد بن جميل زينو].

ص: 235