الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنافع العظيمة في الحج
1 -
قال ابن عباس: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} قال: منافع الدنيا والآخرة:
أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البُدن والذبائح والتجارات.
2 -
وكذا قال مجاهد وغير واحد: إنها منافع الدنيا والآخرة، كقوله تعالى:
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} . (البقرة 198)
وقوله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (انظر تفسير ابن كثير ج 3/ 216)
3 -
وقال العلامة محمد الأمين في تفسيره أضواء البيان:
قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ} : هي لام التعليل: وهي متعلقة بقوله تعالى:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر} . (سورة الحج 27)
أي إن تؤذِّن فيهم يأتوك مشاة وركبانًا، لأجل أن يشهدوا: أي يحضروا منافع
لهم، والمراد بحضورهم المنافع: حصولها لهم.
وقوله: {مَنَافِعَ} جمع منفعة، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي؟ وقدجاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية، وأن منها ما هو دنيوي، وما هو أُخروي:
أما الدنيوي فكأرباح التجارة إذا خرج الحاج بمال تجارة معه، فإنَّه يحصل له الربح غالبًا، وذلك نفع دنيوي.
وقد أطبق علماء التفسير على أن معنى قوله تعالى:
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (سورة البقرة 198)
أنه ليس على الجاج إثم ولا حرج إذا ابتغى ربحًا بتجارة في أيام الحج، إِن كان ذلك لا يشغله عن شيء من أداء مناسكه.
وإيضاح المعنى: وأذِّن في الناس بالحج يأتوك مشاة وركبانًا، لأجل أن يشهدوا منافع لهم، ولأجل أن يتقربوا إليه بإراقة دماء ما رزقهم من بهيمة الأنعام مع ذكرهم اسم الله عليها عند النحر والذبح. (انظر أضواء اليان 5/ 489)