الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنواع الهداية في القرآن الكريم
وهداية الله تعالى للِإنسان على أربعة أوجه ذكرها الراغب الأصفهاني:
1 -
الهداية التي عم بجنسها كل مكلف من العقل، والفطنة، والمعارف الضرورية التي أعم منها، كل شيء بقدر فيه حسب احتماله، كما قال تعالى:
{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50]
2 -
الهداية التي جعل الناس بدعائه إياهم على ألسنة الأنبياء، وإنزال القرآن، ونحو ذلك، وهو المقصود بقوله تعالى:
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]
3 -
هداية التوفيق الذي يختصَ به من اهتدى، وهو المعنى بقوله:
{وَالًذِينَ اهتَدَوا زَادَهُم هُدىً وَءَاتَاهُم تَقوَاهُم} . [محمد 17]
{وَمَن يؤمِن بالله يَهدِ قَلبه} . [التغابن 11]
{إِن الذِينَءَامنُوا وَعَملوا الِصَالِحَاتِ يَهدِيهِم رَبهم بإِيمَانِهِم} . [يونس]
{وَالًذِينَ جَاهدوا فِينَا لَنَهدِينَهُم سبُلَنَا} . [العنكبوت 69]
{وَيَزيدُ الله الًذِينَ اهتَدَوا هدى} . [مريم 76]
{فهدَى الله الذِينَءَامَنُوا لِمَا اختَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحَقِ بإِذنِهِ والله يَهدِي مَن يَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ} . [البقرة 213]
4 -
الهداية في الآخرة إلى الجنة المعني بقوله:
{سَيَهديهِم وَيُصلح بَالَهُم} . [محمد 5]
وهذه الهدايات الأربع مترتبة:
أ - فإن لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية، بل لا يصح تكليفه.
ب - ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة والرابعة.
ج - ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث التي قبلها.
د - ومن حصل له الثالث، فقد حصل له اللذان قبله.
هـ - ثم ينعكس، فقد تحصل الأولى، ولا يحصل له الثاني، ولا يحصل له الثالث.
والِإنسان لا يقدر أن يهدي أحداً إلا بالدعاء وتعريف الطرق دون سائر أنواع الهدايات.
1 -
وإلى الثانية (التي هي الدعاء وتعريف الطرق) أشار بقوله تعالى:
{وَإنَّكَ لَتَهدِي إِلى صِرَاطٍ مُستَقِيم} . [الشورى 52]
وقوله: {وَلِكُلِ قَوم هادٍ} (أي داع). [الرعد 7]
2 -
وإلىِ سائر الهدايات أشار بقوله تعالى:
{إِنَكَ لَا تَهدِي مَن أحبَبتَ ولكن الله يهدي من يشاء} . [القصص 56]
3 -
وكل هداية ذكر الله عز وجل أنه منع الظالمين والكافرين فهي الهداية الثالثة، وهي التوفيق الذي يختص به المهتدون.
4 -
والرابعة التي هي الثواب في الآخرة وإدخال الجنة نحو قوله عز وجل: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 86]
وكقوله تعالى:
5 -
وكل هداية نفاها الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن البشر وذلك أنهم غير قادرين عليها - فهي ما عدا المختص من الدعاء وتعريف الطريق، وذلك كإعطاء العقل والتوفيق وإدخال الجنة كقوله عز ذكره:
{لَيسَ عَلَيكَ هُدَاهُم وَلَكِنً الله يَهدِي مَن يَشَاءُ} . [البقرة 272]
{وَلَو شَاءَ الله لَجَمَعَهُم عَلَى الهُدَى} . [الأنعام 35]
{وَمَا أنتَ بهادِ العُمى عن ضَلَالَتِهِم} . [الروم 53]
{إنْ تَحرص عَلَى هُدَاهُم فَإِن الله لَا يَهدِي مَن يُضِل} . [النحل 37]
{وَمَن يُضلِل الله فَما لَهُ مِن هادٍ} . [غافر 33]
{وَمَن يَهدِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍ} . [الزمر 37]
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} . [القصص: 56]
وإِلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى:
{أفَأنتَ تُكرِهُ النًاس حَتى يَكُونُوا مُؤمِنِين} . [يونس 99]
{مَن يَهدِ الله فَهُوَ المُهتَدِ ومن يُضلل فلن تجدَ له ولياً مُرشداً} . [الكهف 17]
أي طالب الهدى ومُتحريه هو الذي يوفقه الله، ويهديه إلى طريق الجنة، لا من
أضله فيتحرى طريق الضلال والكفر كقوله تعالى: {وَالله لَا يَهدي القَومَ الكَافِرَيَن} . [البقرة 264]
{إِن الله لَا يَهدِي منَ هُوَ كَاذبٌ كفًارٌ} . [سوره الزمر 3]
الكاذب الكفار: هو الذي لا يقبل هدايته، فإن ذلك راجع إلى هذا وإن لم يكن لفظه موضوعاً لذلك، ومن لم يقبل هدايته لم يهده، كقولك: من لم يقبل هديتي لم أهد له، ومن لم يقبل عطيتي لم أعطه، ومن رغب عني لم أرغب فيه. [انظر كتاب المفردات في غريب القرآن للأصفهاني 539]