الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فوائد القصة
قال الله تعالى:
"التوبة 120"
1 -
يجوز للمسلم أن يتحدث بذنبه بعد توبته -كما فعل كعب- ليشجع على التوبة من الذنب، لا سيما إذا كان ذنبه مكشوفًا معروفًا للناس.
أما الذنب السري الذي ارتكبه المسلم، أو الذنب الجهري الذي لم يتب منه، فلا يجوز له أن يتحدث عنه لئلا يشجع غيره عليه، ويكون فيه المجاهرة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
"كل أُمتي معافًى إلا المجاهرين". "متفق عليه"
ومَثل كعب رضي الله عنه مثل رجل أُصيب بعلَّة خطيرة فأجرى له الطبيب عملية جراحية ناجحة، وحرم عليه بعض الأطعمة، فاستجاب، وصبر، وقاسى من حرمانه ما قاسى، حتى تم شفاؤه، فهل في حديث هذا المريض -إذا حدث- إغراء بالعلة، أم وصية بالصبر والطاعة؟!
2 -
قد يتوفر للإِنسان المال والأسباب لقيامه بواجب الجهاد، ومع هذا كله يرتكب الذنب الكبير، والخذلان، والتقصير لو استجاب لدواعي الكسل والتسويف، وحب اللذة العاجلة كما حصل لكعب، وقد لا تتوفر للإِنسان الأسباب للقيام بواجب الجهاد، ومع هذا تراه يحب الجهاد ويحرص عليه، كما جرى للفقراء الذين جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم طالبين أن يحملهم، فلم يجد ما يحملهم عليه للذهاب للجهاد، فتولَّوا وهم يبكون، ولكن لنيتهم الطيبة يسَّرَ الله لهم مطايا، فحملهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 -
إن المؤمن يتألم فيما لو أهمل واجبه، يقول كعب:
(يُحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا منافقًا، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء).
4 -
المؤمن لا يخذل أخاه، بل يدافع عنه، فمعاذ بن جبل يقول للرجل:
(بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا).
5 -
المقاطعة والهجر هو علاج ناجح لرد المخطئين إلى جادة الصواب، وما ورد من النهي عن الهجر فمحمول على التقاطع من أجل الدنيا، والتشفي.
6 -
الصحابة كلهم يُطيعون قائدهم، ويُنفذون وصيته، فابن عم كعب لا يَرد عليه السلام، ولما جاءت بطاقة من ملك غسان، وجاء حاملها يسأل عن كعب، لم يجبه أحد باللسان، بل بالإشارة وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يراهم.
7 -
المؤمن الكامل لا يبيع دينه ولو بملك الدنيا، فلما جاء كتاب الملك النصراني يعرض على (كعب) اللحاق به عدَّ هذا من البلاء، وحرق كتابه.
8 -
العلاج بالهجر لا يقتصر تنفيذه على الناس، بل يشمل البيت، فيؤمر المتخلَّفون بإعتزال نسائهم، فربما كان من المثبطات عن الجهاد حب البقاء بجانب الزوجة والشهوات.
9 -
السجود لله، والشكر له حين مجيء الفرح، وهذا ما فعله كعب رضي الله عنه: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا جاء أمر يُسَرُّ به، خرَّ ساجدًا، شكرًا لله تعالى). "صحيح رواه أحمد"