الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معاني فواتح السور
قال الله تعالى: {الم} {الر} {المص} {حم} {عسق} {ن} .
اختلف المفسرون في معنى هذه الحروف، فمنهم من قال:
1 -
هي مما استأثر الله بعلمه ولم يفسرها.
2 -
هي أسماء للسور، واستدلوا على ذلك بالحديث:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} السجدة و {هل أتى على الإِنسان} . [متفق عليه]
وقال مجاهد: {الم} {حم} {المص} {ص} :
فواتح افتتح الله بها القرآن (أي أسماء سوره).
3 -
وقال آخرون: إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور بياناً لإِعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
وحكى هذا القول جمع من المحققين منهم: الرازي، والقرطبي، وإليه ذهب شيخ الإِسلام ابن تيمية، والحافظ المزي.
قال الزمخشري: ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن؛ وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت، كما كررت قصص كثيرة، وكرر التحدي بالصريح في أماكن، وجاء منها على حرف واحد كقوله:{ص} {ن} {ق} وحرفين
مثل: {حم} ، وثلاثة مثل:{الم} ، وأربعة مثل:{المر} {المص} ، وخمسة مثل:{كهيعص} {حم عسق} لأن أساليبهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف، وعلى حرفين، وعلى ثلاثة، وعلى أربعة، وعلى خمسة، لا أكثر من ذلك. [انظر تفسير ابن كثير ج 1/ 36]
قال ابن كثير: ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف، فلابد أن يذكر فيها الإنتصار
للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالإستقراء، وهو الواقع في تسع
وعشرين سورة.
ولهذا يقول تعالى: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 1]
{تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [سورة فصلت: 2]
{المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} [أول سورة الأعراف]
4 -
وأما من زعم أنها دالة على معرفة المُدَدَ، وأنه يستخرج من ذلك أوقات. الحوادث والفتن والملاحم فقد ادعى ما ليس له، وطار في غير مطاره.
5 -
لا شك أن الله لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثاً ولا سُدى؛ ومن قال من الجهلة أن في القرآن ما هوتعبد لا معنى له، فقد أخطا خطاً كبيراً، فتعين أن لها معنى في نفس الأمر، فإن صح لنا عن المعصوم لشيء قلنا به، وإلا وقفنا حيث وقفنا وقلنا:{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران]
ولم يُجمع العلماء فيها على شيء معين، وإنما اختلفوا، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه وإلا فالوقف حتى يتبين هذا المقام. [تفسير ابن كثير ج/361]