الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 -
باب 788 - قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "هذا المالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ"، وقالَ الله تعالى:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} .
1305 -
قال عُمَرُ: اللهُمَّ إنَّا لا نسْتَطيعُ إلا أنْ نَفْرَحَ بما زَيَّنْتَهُ لنا، اللهُمَّ إني أسْأَلُكَ أنْ أُنفِقَهُ في حَقَّهِ.
(قلتُ: أسند فيه مختصر حديث حكيم بن حزام المتقدم برقم 704/ ج 1).
12 - باب ما قدَّمَ مِنْ مالِهِ فهوَ لهُ
2465 -
عن عبْدِ اللهِ (بن مسعودٍ): قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ ".
قالُوا: يا رَسُولَ الله! مَا مِنّا أحَدٌ إلا مالُهُ أَحَبُّ إليه، قال:
"فإنَّ مالَهُ ما قدّمَ، ومالُ (8) وارثِهِ ما أخَّرَ".
13 - باب "المُكْثِرونَ هُمُ المُقِلُّونَ"، وقَوْلُهُ تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
2466 -
عَنْ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: خَرَجْتُ ليْلَةً مِنَ الليالي، فإذا
788 - هو طرف من حديث حكيم بن حزام، وقد مضى موصولاً في "ج1/ 24 - الزكاة /52 - باب". ومن حديث أبي سعيد فيه "49 - باب".
1305 -
وصله الدارقطني في "غرائب مالك" بإسناد منقطع عنه، وآخر موصول لكنه ضعيف.
(8)
قوله: (ومال) بالرفع في اليونينية وغيرها. (شارح).
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمْشي وَحْدَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسانٌ، قال: فظنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أنْ يَمْشيَ مَعَهُ أَحَدٌ، قال: فَجَعَلْتُ أَمْشي في ظلِّ القَمر، فالتَفَتَ فرَآني، فقالَ:"مَنْ هذا؟ ". قُلْتُ: أَبُو ذرٍّ، جَعَلَني الله فِداءَكَ، قال:"يا أبا ذرٍّ تَعالَهْ"(9)، قال: فَمَشَيْتُ مَعَهُ ساعَةً [في حَرَّةِ المدينَةِ، فَاسْتَقْبَلَنا أُحُدٌ، فقال:"يا أَبا ذَرٍّ! ". قُلْتُ: لَبِّيْكَ يا رسُولَ الله! قال:
"ما يَسُرُّني أنَّ عِنْدي مِثْلَ أُحُدٍ هذا (وفي روايةٍ: أنه تحوّل لي 3/ 82) ذَهَباً تَمضي عليَّ ثالِثةٌ وعِنْدِي مِنهُ دِينارٌ، إلا شَيْئاً أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلا أنْ أَقولَ به في عِبادِ اللهِ هَكذا، وهكذا، وهكذا". عَنْ يمينهِ، وعن شمالهِ، ومِنْ خَلْفِهِ، ثُم مشى] [وأرانا بيدهِ، ثم قالَ:
"يا أبا ذرٍّ"، قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله! 7/ 137]، فقال:
"إنَّ المكْثرين هُمُ المُقِلُّونَ (وفي روايةٍ: الأقلون) يوْم القِيامَةِ، إلا مَنْ أَعْطاهُ اللهُ خيْراً، فَنَفَحَ (10) فيه يَمينَهُ، وشِمالَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَوَراءَهُ، وَعَمِلَ فيهِ خَيْراً، [وقليلٌ ما هم 7/ 177] "، قال: فمَشَيْتُ مَعَهُ ساعَةً فَقَال لي:
"اجْلِسْ هاهُنا [لا تبْرَح] "، قال: فأجلَسَني في قاعٍ (11) حَولَهُ حِجارةٌ، فقالَ لي:
"اجْلِس هاهُنا حتَّى أرجعَ إليكَ (وفي روايةٍ: مكانك، لا تبرك حتى آتيكَ) ".
(9) قوله: (تعاله) بهاء السكت، ولأبي ذر (تعال) بإسقاطها. (شارح).
(10)
قوله: (فنفح فيه) أي: أعطى.
(11)
قوله: (في قاع) أي: أرض سهلة مطمئنة انفرجت عنها الجبال. اهـ شارح.
قالَ: فانْطَلَقَ في الحرَّةِ [في سواد الليل] حَتَّى لا أراهُ، [فسمعت صوتاً قد ارتفع، فتخوَّفت أن يكون قد عَرَضَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأردتُ أن آتيهُ، فذكرت قوله لي: "لا تبرح حتى آتيك"، فلم أَبْرَحْ] فَلَبِثَ عَنِّي، فأَطالَ اللَّبْثَ (12)، ثُمَّ إني سمِعتُهُ وهو مُقْبِلٌ، وهو يقولُ:"وِإنْ سرقَ، وِإنْ زنَى"، قال: فلما جاءَ لمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: يا نبيَّ الله! جعلني اللهُ فِداءَكَ! مَنْ تُكَلِّمُ في جانب الحَرّةِ، ما سمعتُ أَحَداً يَرْجعُ إليْكَ شَيْئاً؟ [لقد سمعتُ صوتاً، تخوفتُ، فذكرتُ له، فقال: "وهل سمعته؟ ". قلت: نعم.] قالَ:
"ذلِكَ جِبْريلُ عليه السلام، عَرَضَ لي في جانب الحرَّةِ؛ قال: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أنَّهُ مَنْ ماتَ لا يُشْرِكُ بالله شيئاً دَخَلَ الجنَّةَ، قُلْتُ: يا جِبْريلُ! (وفي روايةٍ: قلت: يا رسولَ الله!) وإنْ سرَقَ وإنْ زَنى؛ قال: نعمْ، قال: قُلْت: وإنْ سرق وإن زَنى؟ قال: نعمْ، قُلْت: وإنْ سرق وإنْ زَنى؟ قال: "نَعمْ، وإنْ شَربَ الخمْرَ".
2467 -
[عن أبي الدرداء نحوه 7/ 137](13).
قالَ أبُو عَبْدِ الله: حَديثُ أبي صالحٍ عَنْ أبي الدَّرْداءِ مُرْسَلٌ لا يَصحُّ، إنِّما أَرَدْنا للمَعرفةِ (14)، والصحيحُ حَديثُ أبي ذَرٍّ.
(12) قوله: (اللبث) بفتح اللام وضمها. (شارح).
(13)
قلت: وأخرجه أحمد أيضاً (6/ 447) مثله، إلا أن فيه:"وإن رغم أنف أبي الدرداء". وسنده صحيح، وإعلال المصنف إياه بالإرسال -ويعني الانقطاع- الظاهر أنه على قاعدته في اشتراط الملاقاة، وعدم الاكتفاء بالمعاصرة؛ خلافاً للجمهور، وكأنه لذلك لم يذكروا في ترجمة أبي صالح -واسمه ذكوان- قول البخاري الآتي أنه مرسل. ومما يشهد لصحته أنه تابعه عطاء بن يسار عن أبي الدرداء، وإن أعله المصنف بالإرسال أيضاً، فقد ثبت سماعه منه عند جمع كما يأتي.
(14)
أي: لنعرف أنه قد روي عنه، لا لأنه يحتج به.