الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قال محمد: وبلغني أن جوامِعَ الكَلِمِ: أن اللهَ يجمعُ الأمورَ الكثيرةَ التي كانتْ تُكْتَبُ في الكتبِ قَبْلَهُ في الأمرِ الواحِدِ والأَمْرَيْنِ، أو نحوِ ذلكَ 8/ 76].
2 - باب الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَقَوْلِ الله تَعَالى:(وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً)
1430 -
قَال أَئمَّةً نَقْتَدي بِمَنْ قَبْلَنَا، وَيَقْتَدي بِنا مَنْ بَعْدَنَا.
1431 -
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسي وَلإخْوَاني: هَذِهِ السُّنَّةُ أن يَتَعَلَّمُوهَا وَيَسْألُوا عَنْهَا، وَالقُرْآنُ أنْ يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْألُوا عَنْهُ، وَيَدَعُوا النَّاسَ إلا مِنْ خَيْرٍ.
2696 -
قَالَ عَبْدُ الله (بن مسعود):
إنَّ أحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأحْسَنَ الهَدْيِ (4) هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَإنَّ مَا تُوعَدُونَ لَاتٍ، وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ.
2697 -
عَنْ أَبي هُريرَةَ أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"كُلُّ أُمّتي يَدْخُلُونَ الجنَّةَ إلا مَنْ أَبَى".
قَالُوا: يَا رَسولُ الله! وَمَنْ يَأبَى؟ قَالَ:
"مَنْ أطَاعَني دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمنْ عَصَانِي فَقَدْ أبَى".
1430 - قوله: "قال" أي: مجاهد. أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما من طريقه بهذا اللفظ بسند صحيح، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريقه بسند صحيح أيضاً.
1431 -
وصله ابن نصر المروزي في "كتاب السنة"، والجوزقي من طريقه، واللالكائي في "كتاب السنة" من طريقين عنه.
(4)
قال الشارح: (الهدي) بفتح الدال وسكون الدال: السمت والطريقة والسيرة.
2698 -
عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قالَ:
جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إنَّ العَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: إنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلاً، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً، فَقَالَ بَعْضُهُم: إنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إنَّ العَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا:
مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَاراً، وَجَعَلَ فيها مَأْدُبَةً، وَبَعَثَ دَاعِياً، فَمَنْ أجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ، وَأكَلَ مِنَ المأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ، وَلَمْ يأكُلْ مِن المأْدُبَةِ، فَقالُوا: أوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُم: إنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُم: إن العَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا:
فَالدَّارُ الجَنَّةُ، وَالدَّاعي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أطَاعَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم فَقَدْ أطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ (5) بَيْنَ النَّاسِ.
862 -
وفي رواية معلقة عَنْ جَابِرٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم
…
(5) بتشديد الراء أي: فارق بين المطيع والعاصي، ويروى (فرق) بسكونها على المصدر وبتنوين القاف؛ وصف به للمبالغة.
862 -
وصله الترمذي والإسماعيلي وأبو نعيم، وقال الترمذي:"حديث مرسل، سعيد ابن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد الله".
قال الحافظ: "وفائدة إيراد البخاري له رفع التوهم عمن يظن أن الطريق التي قبلها موقوفة، لأنه لم يصرح برفع ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأتى بهذه الطريق لتصريحها. ثم قال الترمذي: وجاء من غير وجه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإسناد أصح من هذا".
قلت: ثم قوّى الحافظ هذه الرواية المرسلة -أي المنقطعة- بحديث ربيعة الجرشي عند الطبراني، فإنه بنحو سياقه، وسنده جيد.
2699 -
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ القُرَّاءِ! اسْتَقِيمُوا، فَقَدْ سُبِقْتُمْ سَبْقاً بَعِيداً، فَإنْ أخَذْتُمْ يَميناً وَشِمَالاً، لَقدْ ضَللتُمْ ضَلالاً بَعيداً.
2700 -
عنْ أَبي مُوسَى عَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إنَّمَا مَثَلي وَمَثَلُ مَا بَعَثَني الله بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوماً، فَقَالَ: يَا قَوْمِ! إنِّي رَأيْتُ الجَيْشَ بَعيْنَيَّ، وَإنِّي أنَا النَّذِيرُ العريانُ، فَالنَّجَاءَ [النجاءَ 7/ 186]، فَأطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأصْبَحُوا مَكانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجيْشُ فَأهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أطَاعَني فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمثَلُ مَنْ عَصَاني وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الحقِّ".
2701 -
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيفَةَ بنِ بَدْرٍ، فَنَزلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسِ ابْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذين يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولاً كانُوا أوْ شُبَّاناً، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أخِيهِ: يَا ابْنَ أخِي! هَلْ لَكَ وَجْهٌ (6) عِنْدَ هَذَا الأمِيرِ فَتَسْتأْذِنَ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فَلَمَا دَخَلَ قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ! وَالله مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ (7)، وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِأنْ يَقَعَ بِهِ (8)، فَقَالَ الحُرُّ: يَا أمِيرَ المؤْمِنينَ! إنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: (خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأعْرِضْ عَنِ
(6) أي: وجاهة ومنزلة.
(7)
قوله: (الجزل) أي: الكثير
(8)
قوله: (همّ بأن يقع به) أي: قصد أن يبالغ في ضربه.